الشرق
أكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أن التضخم في الولايات المتحدة مايزال "مرتفعاً" وأكد على أن البنك المركزي الأميركي مازال متنبهاً للغاية لمعدلات التضخم التي تفرض قدراً كبيراً من المصاعب وتآكل القدرة الشرائية، ولكنه في الوقت نفسه أشار إلى أن ارتفاع التضخم في فبراير عن المتوقع لم يغير رؤية الاحتياطي الفيدرالي.
أضاف رئيس الاحتياطي الفيدرالي في المؤتمر الصحفي بعد قرار لجنة السياسة النقدية: "سنصل إلى هدف 2% مع مرور الوقت وهذا أمر مؤكد، وسنرى الأسعار تستقر أكثر خلال العام الحالي، لأن تضخم خدمات المساكن سينخفض وفق ما تقترحه البيانات".
أبقى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة للمرة الخامسة على التوالي، عند أعلى مستوياتها في 22 عاماً، مواصلاً مراقبة تأثير مسار التشديد النقدي الذي بدأ منذ منتصف 2022 تقريباً، ومتابعة التضخم المستمر مع مراقبة تسارع معدل البطالة.
"نحن نتخذ القرارات، الاجتماع تلو الآخر، ولم نتخذ أي قرار بشأن الاجتماعات المستقبلية اليوم" وفق تصريحات باول ردأ على سؤال عن مقدار الثقة التي يحتاجها الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة بعد جولة التشديد النقدي.
أبقى الاحتياطي الفيدرالي في بيانه اليوم على عبارة "لا ترى اللجنة أنه سيكون من المناسب خفض النطاق المستهدف (للفائدة) حتى تكتسب ثقةً أكبر في أن التضخم يتحرك بشكل مستدام نحو 2%". كما أكدت اللجنة "التزامها بشدة" بعودة التضخم إلى هدفه البالغ 2%.
أرقام التضخم تدعم نهج التمهل قبل خفض الفائدة
كما كرر باول تعليقاته بأنه سيكون من المناسب على الأرجح البدء في خفض تكاليف الاقتراض "في وقت ما هذا العام"، ما قد يوحي بأن ارتفاع أرقام التضخم عن التوقعات خلال الشهرين الماضيين لم تهتز ثقة الاحتياطي الفيدرالي في أن الأسعار سوف تهدأ. وأضاف "أرقام فبراير لم تعزز الثقة، ولكن تؤكد السردية نفسها، أي أن الرحلة صوب هدف 2% لن تكون سهلة وستكون وعرة" بحد تعبيره. وأكد مجدداً: "لن نبدأ في خفض الفائدة حتى نصل للثقة الكاملة في أن التضخم يتراجع بشكل مستدام نحو الهدف".
وأضاف "لا نريد الوصول لمرحلة نرفع فيها أسعار الفائدة لأننا خفضناها أسرع مما يجب". وأشار إلى أن البيانات "أكدت أننا كنا على حق في اتباع نهج الانتظار".
أوضح باول: "نحن الآن في وضع بحيث اذا ما قمنا بالتيسير بشكل مبكر فسيعود التضخم، كما أن التأخر في هذه الخطوة سيؤذي العمالة، فنحن نحاول الموازنة بين الأمرين..لذا من الأفضل متابعة البيانات بدقة".