بلومبرغ
أبدت القيادة الجديدة للبنك المركزي في الصين انفتاحاً على إيجاد حلول عملية للمشكلات الاقتصادية في اجتماع حديث مع الخبراء، وفقاً لأحد الحاضرين.
خلال الاجتماع الذي أُقيم في ديسمبر واستمر 3 ساعات، أشار نائب محافظ بنك الشعب الصيني لو لاي إلى اهتمام البنك بالآراء والتزامه نهجاً عملياً إزاء السياسة النقدية، بحسب الشخص الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظراً لسرية المؤتمر.
يُعد النقاش المفتوح وغير المألوف مع "لو"، الذي أُعلن تعيينه بالمنصب أواخر الشهر الماضي، مختلفاً عن محادثات مشابهة سابقة عُقدت في السنوات الماضية، حيث طُلب من الحاضرين تقديم تعليقاتهم مسبقاً، بحسب الشخص.
تناول المسؤولون قطاع العقارات المتعثر وهبوط السوق في الآونة الأخيرة، لكن لم يُطرح موضوع الانخفاض المستمر في الأسعار.
بات التحدث علناً عن الانكماش ممنوعاً على عديد من المحللين الصينيين خلال العام الماضي، بينما شُجعوا على الترويج لسردية التحسن المستمر للاقتصاد.
لم يرد بنك الشعب الصيني على طلبات الحصول على تعليق عن الاجتماع.
بيانات مخيبة
من بين كل الجهات الحكومية في الصين، عادة ما يكون بنك الشعب الأوثق اتصالاً بالمتعاملين في السوق، نظراً لأن قراراته قد يكون لها أثر كبير على تدفقات رأس المال.
تباين أداء أسهم آسيا عقب بيانات التضخم في الصين وأميركا
يراقب المستثمرون الوضع ليكتشفوا طريقة عمل المؤسسة في عهد المحافظ بان غونغشنغ، الذي يدير البنك منذ يوليو الماضي. يتزايد الضغط على بنك الشعب لزيادة دعم الاقتصاد، في ظل تدهور قطاع العقارات الذي أثر على النمو، وتراجع ثقة المستهلكين والشركات.
كشفت البيانات التي صدرت الجمعة عن المشكلات، إذ سجلت الصين في ديسمبر أطول سلسة انكماش منذ 2009، فيما تراجعت الصادرات على أساس سنوي خلال العام الماضي للمرة الأولى منذ 2016 نتيجة ضعف الطلب العالمي. ويُتداول مؤشر "سي إس آي 300" (CSI 300) الرئيسي قرب أدنى مستوياته في 5 سنوات.
توجه للتيسير النقدي
حالياً، يتوقع معظم المحللين الذين استطلعت "بلومبرغ" آراءهم أن يخفض البنك، يوم الإثنين المقبل، سعر الفائدة على تسهيلات الإقراض لأجل عام واحد لأول مرة منذ أغسطس، فضلاً عن ضخ مزيد من النقد في النظام المالي لتعزيز السيولة وتلبية احتياجات التمويل.
قطاع الخدمات الصيني يصل إلى أعلى مستوياته في 5 أشهر
ألمح مسؤول رفيع المستوى بالبنك في وقت سابق من الشهر الجاري إلى أن البنك المركزي يدرس خفض حجم الأموال التي ينبغي للبنوك الاحتفاظ بها في الاحتياطي النقدي الإلزامي، ما قد يعزز القدرة على الإقراض ويزيد الائتمان.
في محاولة قد تظهر للأسواق تجاوبه، أعلن البنك عن المؤتمر في بيان رسمي صدر الأربعاء الماضي، ومن ضمن الحاضرين، حدد 8 خبراء بالاسم. وقدم المحللون آراءً واقتراحات بناءة حول كيفية تطوير تنسيق السياسة، وتحسين طريقة توجيه توقعات السوق، ومنع المخاطر المالية، بحسب البيان.
يمثل البيان المرة الثانية على الأقل التي يكشف فيها البنك المركزي خلال شهر عن محادثات سرية مع شخصيات اقتصادية بارزة، فيما تتناقض هذه الشفافية مع جهات أخرى في الحكومة الصينية التي غلفها مزيد من الغموض خلال العام الماضي.