هل يتفوق أداء البنوك الأوروبية على الأميركية هذا العام؟

توقعات بزيادة مكاسب البنوك في أوروبا بنسبة 22% مقابل ثباتها في الولايات المتحدة

time reading iconدقائق القراءة - 5
أبراج ناطحات السحاب الإدارية تضيء الأفق في الحي المالي في فرانكفورت، ألمانيا، يوم الخميس 15 ديسمبر 2022. - المصدر: بلومبرغ
أبراج ناطحات السحاب الإدارية تضيء الأفق في الحي المالي في فرانكفورت، ألمانيا، يوم الخميس 15 ديسمبر 2022. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تستعد البنوك الأوروبية المقومة بأقل من قيمتها الحقيقية لتحقيق أفضل عام لها على الإطلاق مقارنة مع البنوك الأميركية المنافسة لها، بعد أن أدى تعثر الديون والمخاوف التنظيمية إلى توقف الأرباح القياسية عند بنوك أميركا مع نهاية عام 2023.

قفز مؤشر "كيه بي دبليو بنك" (KBW Bank Index) الذي يضم أسهم أكبر 24 بنكاً أميركياً، بنسبة 30% في نوفمبر وديسمبر - في أفضل شهرين أخيرين له أداءً في عام، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ" والتي تبدأ من عام 1991.

وينتظر أن تحقق البنوك الأميركية هذا العام مكاسب تقل عن 1%، وفقاً للقيم المستهدفة لأسعار الأسهم التي وضعها محللون في أول يناير وجمعتها "بلومبرغ"، وذلك مقارنة مع مؤشر "ستوكس 100" للبنوك الأوروبية الذي ينتظر أن يحقق أكثر من 22%، في ثاني أفضل عام له من حيث الأداء منذ عام 2012.

هذه الفجوة التي تبلغ 21 نقطة مئوية هي الأكبر في العوائد المتوقعة لبداية عام منذ عام 2005 على الأقل، عندما بدأت "بلومبرغ" في تسجيل الأسعار المستهدفة، وتأتي في وقت استعداد البنوك الأميركية لإعلان أرباحها عن الربع الرابع هذا الأسبوع.

أرباح قوية لأسهم البنوك الأوروبية

يرى المحللون أن البنوك الأوروبية مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية، وبالتالي تحاول اللحاق بالركب هذا العام. ويتزايد الإجماع على أن "بنك إنجلترا" و"البنك المركزي الأوروبي" سيخفضان أسعار الفائدة في الربع الثاني، مما يزيل العبء الناجم عن الشك وعدم الثقة، في حين من المتوقع تحقيق أرباح قوية -متوسط ​​العائد على حقوق الملكية في المؤشر، وهو مقياس رئيسي للربحية، بلغ أعلى مستوياته منذ 2007.

اقرأ أيضا: تدهور الوضع الاقتصادي بمنطقة اليورو مع تزايد احتمالات الركود

في الولايات المتحدة، على الرغم من تسجيل بنوك "جيه بي مورغان تشيس"، و"ويلز فارغو"، و"سيتي غروب" أرباحاً قياسية في الربع الثالث، فإن جهات الإقراض تعاني من تباطؤ نمو القروض، وزيادة الرقابة التنظيمية في أعقاب أزمة البنوك الإقليمية في العام الماضي، ومخاوف زيادة التخلف عن سداد القروض التي ستؤدي إلى ارتفاع عمليات شطب الديون. وعلى الرغم من ارتفاعه القياسي في نهاية العام، مايزال مؤشر "كيه بي دبليو" لأسهم البنوك منخفضاً بنحو 34% من أعلى مستوى له في يناير 2022.

من بين 46 بنكاً على مؤشر "ستوكس 600" للبنوك الأوروبية، يتوقع المحللون أن يسجل 32 بنكاً عائداً على الأسهم يزيد على 10% هذا العام، فيما ينتظر أن يكسر 24 بنكاً مستوى 20%. وفي المقابل، فمن بين 24 بنكاً مدرجاً في مؤشر "كيه بي دبليو"، من غير المتوقع أن يحقق أي منها عائداً بنسبة 10% على الأقل سوى بنك "إم آند تي بنك" (M&T Bank).

تعثر في سداد الديون ببنوك أميركا

قال كريستوفر ماكغراتي، العضو المنتدب في "كيفي بروييت آند وودز" المختص بأبحاث البنوك الأميركية، في مقابلة: "إن الائتمان هو مصدر الشكوك". وهو يتوقع أن تشهد الولايات المتحدة تعثراً في سداد الديون، على الرغم من "انخفاض أسعار الفائدة الذي يزيل بعض الضغوط الحادة الناجمة عن المخاوف الائتمانية".

خفض المحللون توقعاتهم لأرباح البنوك الأميركية لعام 2024 بنسبة 16% العام الماضي، مع عدم وجود تحسن ملحوظ حتى مع إشارة "بنك الاحتياطي الفيدرالي" إلى احتمال تخفيض أسعار الفائدة. وارتفعت توقعات أرباح البنوك الأوروبية بنسبة 37% خلال نفس الفترة.

وقال ديفيد تشيافيريني، العضو المنتدب لأبحاث الأسهم في "ودبوش" (Wedbush)، في مقابلة: "أنا أكثر تحفظاً هذا العام مما كنت عليه من قبل. وأعتقد أن آثار كل مبالغ التحفيز التي ترتبت على انتشار كوفيد لم تظهر بصورة كاملة بعد، وهذا ما يجعلني أكثر حذراً في الوقت الحالي".

حقق مؤشر "كيه بي دبليو" عائداً بنسبة 5.3% سنوياً في المتوسط ​​على مدى العقد الماضي، مقارنة مع نسبة 0.2% عائداً سنوياً على مؤشر "ستوكس 600 للبنوك".

ينتظر أن تبدأ بنوك "جيه بي مورغان" و"بنك أوف أميركا" و"سيتي غروب" و"ويلز فارغو" موسم إعلان نتائج الأعمال يوم الجمعة.

تصنيفات

قصص قد تهمك