بلومبرغ
أظهرت شركة "تشونغتشي إنتربرايز غروب" (Zhongzhi Enterprise Group) الصينية، عملاقة بنوك الظل المحاصرة بالأزمات، مدى عمق المصاعب المالية التي تواجهها، بعدما أخطرت المستثمرين أنها "في تعثر شديد" نتيجة عجز قدره 36.4 مليار دولار.
أوضحت شركة إدارة الثروات المملوكة للقطاع الخاص أن السيولة المالية لديها نضبت، وتوقعت أن يكون المبلغ القابل للاسترداد نتيجة بيع الأصول منخفضاً، بحسب ماورد في رسالة للمستثمرين أمس اطلعت عليها "بلومبرغ نيوز".
أثارت "تشونغتشي" القلق للمرة الأولى في أغسطس الماضي، في أعقاب تخلف إحدى شركاتها التابعة عن سداد مدفوعات للعملاء على منتجات استثمارية مرتفعة العائد. وتتسبب المشكلات المالية للشركة في تفاقم التحديات التي تعترض الرئيس شي جين بينغ، إذ يكافح المسؤولون في مواجهة أزمة عقارية، ونمو اقتصادي ضعيف.
الدعم الحكومي
قال صن جيانبو، مؤسس شركة "تشاينا فيجين كابيتال" (China Vision Capital)، التي يقع مقرها في بكين: "سيتوجب على الحكومة تقديم المساعدات، والتأكد من أن بيع الأصول سيخضع لنهج شفاف وبقيمة عادلة"، مضيفاً أن "الأصول الرديئة عادة ما تباع بخصم 70% على قيمتها، وهو ما يمثل درساً باهظ التكلفة يتعلمه المستثمرون".
تبين من تدقيق حسابات "تشونغتشي" أن مجموع ديونها يتراوح من 420 مليار يوان إلى 460 مليار يوان (64.4 مليار دولار أميركي)، مقابل أصول قيمتها 200 مليار يوان، بحسب الرسالة.
اقرأ أيضاً: أحد عمالقة بنوك الظل في الصين يخطط لإعادة هيكلة ديونه
أشارت الشركة إلى فشل الإدارة الداخلية إثر وفاة مؤسس الشركة زي زي شون في 2021، ورحيل كبار المسؤولين التنفيذيين. وذكرت "تشونغتشي" في الرسالة أن الجهود السابقة "للإنقاذ الذاتي" لم ترق إلى مستوى التوقعات.
لم تستجب الشركة لطلب للتعليق على الأمر. وفي وقت سابق عينت شركة "كيه بي إم جي" لتنفيذ عملية محتملة لإعادة هيكلة طويلة الأجل.
مستثمرون أفراد
المتضررون من أزمات "تشونغتشي" هم على الأرجح من الأفراد الأثرياء. وتخضع بنوك الظل مثل "تشونغتشي" لرقابة تنظيمية فضفاضة، وتجمع مدخرات الأسر، لاستخدامها في منح القروض والاستثمار في العقارات والأسهم والسندات والسلع الأساسية.
وعلى مدى الأعوام الأخيرة، ورغم تقليص صناديق الاستثمار المنافسة للمخاطر، قدمت "تشونغتشي" وشركاتها التابعة، لا سيما "تشونغرونغ إنترناشيونال ترست" (Zhongrong International Trust)، مزيداً من التمويل لشركات التطوير العقاري المتعثرة، واستحوذت على أصول شركات منها "تشاينا إيفرغراند غروب".
وقالت الشركة في الرسالة: "يكشف الفحص النافي للجهالة أن المجموعة تحملت مخاطر جسيمة، وأنها لا تملك أصولاً تكفي للوفاء بالديون المستحقة في الأجل القريب".