بلومبرغ
امتنع البنك المركزي الألماني " البوندسبنك" عن توزيع أرباح على الحكومة للمرة الأولى منذ العام 1979 في ظل تحوطه مقابل المخاطر "الكبيرة" المتعلِّقة ببرنامج تحفيز الاقتصاد، والحد من تداعيات الوباء.
وكشف "البوندسبنك" الإثنين الماضي، عن زيادة المخصصات بمقدار 2.4 مليار يورو (2.9 مليار دولار) عن العام الماضي في إطار تحوُّطه من مخاطر التعثر ، وتغيرات أسعار الفائدة.
وتأتي تصريحات "البوندسبنك" بالتزامن مع تحذير صانعي السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي من ارتفاع عائدات السندات في منطقة اليورو التي تضمُّ 19 دولة، مما يؤدي إلى ضرورة الإسراع بعمليات شراء الأصول.
تزايد مخاطر سعر الفائدة
ومن المقرر أن يستمر برنامج البنك المركزي الأوروبي لشراء السندات البالغ قيمته 1.85 تريليون دولار للحدِّ من تداعيات جائحة كورونا لمدة عام آخر على الاٌقل. وفي إطار برنامجه التحفيزي، قدَّم المركزي الأوروبي قروضاً طويلة الأجل، يتمُّ تحصيل فائدة عليها في حال منحها للشركات والأفراد.
وقال وينس ويدمان، رئيس البنك المركزي الألماني في بيان تمَّ نشره مع التقرير السنوي للبنك: "زادت المخاطر التي تهدد الميزانية العمومية للبنك وسط تكثيف إجراءات السياسة النقدية التحفيزية". وأضاف "تتمثَّل المخاطر في التعثُّر عن السداد وسط استحواذنا على حجم كبير من سندات الشركات، بالإضافة إلى تزايد مخاطر أسعار الفائدة".
ونتيجة لذلك، لم يسجل "البوندسبنك" أرباحاً عن العام 2020، في حين كان قد قام بتحويل 5.9 مليار يورو أرباحاً إلى وزارة المالية عن العام 2019.
وتعاني البنوك المركزية في كافة أنحاء منطقة اليورو من ضغوط على الأرباح في الوقت التي يتخذ فيه البنك المركزي الأوروبي العديد من الإجراءات للحدِّ من تداعيات الجائحة.
وفي الوقت الذي يتوقَّع فيه البنك المركزي الألماني زيادة المخصصات العامة خلال العام الجاري أيضاً، أعلنت البنوك المركزية في استونيا والنمسا عن انخفاض أرباحهما.
تمديد القيود
وعلى صعيد توقُّعات النمو الاقتصادي؛ قال ويدمن، إنَّ صانعي السياسة النقدية في "البوندسبنك" لايرون سبباً لتغيير توقُّعاتهم للنمو بنسبة 3 % خلال العام 2021. ولكن إذا تمَّ تمديد قيود الاغلاق للربع الثاني. ربما سيكون عليهم إعادة تقييم افتراضات توقُّعاتهم.
وتتواصل قيود الاغلاق في ألمانيا للشهر الخامس على التوالي، إذ لاتزال معظم المتاجر والمطاعم والصالات الرياضية والأماكن الترويحية العامة مغلقة.
ويجتمع مسؤولون حكوميون اليوم الأربعاء لمناقشة الخطوات التالية بشأن القيود المفروضة للحدِّ من انتشار الجائحة، وتدفع المستشارة أنغيلا ميركل إلى تمديد تلك القيود على نطاق واسع حتى 28 مارس مع السماح بتخفيف جزئي لبعض الإجراءات.