بلومبرغ
عيّنت الصين بان غونغشنغ رئيساً جديداً للحزب الشيوعي في بنك الشعب الصيني، مما يمهّد السبيل لتوليه منصب المحافظ القادم للبنك.
قال البنك المركزي، في بيان، إنَّ القرار اتُخذ في اجتماع كبار مسؤولي بنك الشعب الصيني اليوم السبت. يشغل "بان"، البالغ من العمر 59 عاماً منصب نائب محافظ البنك المركزي، وهو يتمتع بخبرة واسعة في الأعمال المصرفية التجارية.
يحلّ "بان" محلّ قوه شو تشينغ، الذي تقاعد من منصبه كرئيس للبنك في الحزب. وبحسب البيان؛ تقاعد محافظ البنك المركزي يي غانغ، الذي كان نائب "قوه"، من منصبه في الحزب كذلك.
كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد ذكرت في وقت سابق، نقلاً عن أشخاص لم تُسمّهم على دراية بالأمر، أنَّ "بان" سيُعيّن محافظاً للبنك. ولم يذكر بيان البنك المركزي أي خطوة تالية لـ"بان" بعد تعيينه أميناً للحزب.
تعزيز الرقابة على نظام الصين المالي
يتطلب تولي منصب محافظ البنك المركزي تعييناً من قبل الدولة. قبل تولي "يي"، كان تشو شياوشوان أميناً للحزب ومحافظاً لبنك الشعب الصيني.
في مارس الماضي، عُيّن يي لولاية ثانية خلال المؤتمر الشعبي الوطني، وهو التجمع البرلماني السنوي. كان بعض المحللين يرون أنَّ "يي"، الذي بلغ سن التقاعد الرسمي عند 65 عاماً بالنسبة للمسؤولين على المستوى الوزاري، استمر لفترة قصيرة فقط للمساعدة في الإشراف على مرحلة انتقال، بعد أن أنشأت الصين هيئة تنظيمية جديدة لتعزيز الرقابة على نظامها المالي الذي يبلغ حجمه 60 تريليون دولار.
إذا تأكّد تعيين "بان" في هذا المنصب؛ فإنَّه يأتي في الوقت الذي يبحث فيه الرئيس شي جين بينغ عن سبل لتقوية الاقتصاد الذي ما يزال يواجه تحدياً من أجل التعافي من قيود فُرضت بسبب "كوفيد-19" التي كانت الأشدّ صرامة على مستوى العالم.
قادة بنك الشعب الصيني مؤخراً | المنصب | الفترة الزمنية |
بان غونغشنغ | أمين الحزب | يوليو 2023 |
يي غانغ | محافظ | مارس 2018 |
قو شو تشينغ | أمين الحزب | مارس 2018 – يوليو 2023 |
تشو شياوشوان | محافظ، وأمين الحزب | ديسمبر 2002 – مارس 2018 |
داي شيانغلونغ | محافظ، وأمين الحزب | يونيو 1995 – ديسمبر 2002 |
زو رونغجي | محافظ (نائب رئيس مجلس الدولة آنذاك) | يوليو 1993 – يونيو 1995 |
دعوات التحفيز تتصاعد
تتعالى الدعوات إلى التحفيز مع تصاعد المخاوف بشأن مرونة الإنفاق الاستهلاكي والضعف المتجدد في سوق العقارات.
أظهرت بيانات أمس الجمعة انكماشاً في نشاط التصنيع مجدداً خلال يونيو الماضي، وعدم تمكّن قطاعات أخرى من بناء الزخم.
تعهّد البنك المركزي بتكثيف الجهود لتحقيق الاستقرار في اليوان بعد أن هبط نحو أدنى مستوى في 15 عاماً في أعقاب إصدار بيانات التصنيع. كذلك تعهّد بزيادة الدعم للاقتصاد على نطاق أوسع، إذ ما يزال الطلب المحلي "غير قوي".
اتّبع بنك الشعب الصيني نهجاً معتدلاً للتيسير النقدي منذ تفشي الوباء لأول مرة في عام 2020، فقد أحجم عن خفض أسعار الفائدة بمقدار كبير، وبدلاً من ذلك شجع البنوك على زيادة إقراضها. كما زاد استخدمه للأدوات الهيكلية لتوجيه الائتمان إلى قطاعات الاقتصاد المستهدفة، مثل الشركات الصغيرة.
زيارة محتملة لوزيرة الخزانة الأميركية
كذلك يأتي التغيير في القيادة العليا للبنك المركزي قبل زيارة محتملة لوزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين أوائل الشهر الجاري، علماً أنَّه لم تُعلن تفاصيل زيارتها رسمياً، ولكنَّ أشخاصاً مُطلعين على جدول الزيارة قالوا إنَّها تخطط لإجراء أول محادثات اقتصادية رفيعة المستوى مع نظيرها الصيني الجديد.
قالت يلين إنَّها تأمل في بناء سبل تواصل مع مجموعة جديدة من القادة لتقليص سوء التفاهم بين أكبر اقتصادين في العالم.
يُشار إلى أنَّ "بان" شغل منصب نائب محافظ البنك المركزي منذ عام 2012، وأصبح مدير الإدارة الحكومية للنقد الأجنبي في عام 2016، حيث أدار احتياطيات البلاد من العملات الأجنبية البالغة 3 تريليونات دولار.
قبل انضمامه إلى بنك الشعب، شغل مناصب عدة في البنك الزراعي الصيني، والبنك الصناعي والتجاري الصيني.
حصل "بان" على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة "رينمين" في الصين، ونشر عشرات الأبحاث والعديد من الكتب حول البنوك والتمويل والاقتصاد. تشمل خبرته الخارجية أبحاث ما بعد الدكتوراه في جامعة "كامبريدج"، وزمالة بحثية من جامعة "هارفرد".