بلومبرغ
أثار الأب المؤسس لقواعد تنظيم البنوك الحالية في بريطانيا مخاوف حول الاستثناء الممنوح لبنك "إتش إس بي سي" مقابل إنقاذ ذراع مصرف "سيليكون فالي بنك" في بريطانيا.
تعليقات جون فيكرز، الذي قاد اللجنة الحكومية المستقلة التي اقترحت ما يعرف بنظام الفصل في المملكة المتحدة، ترتبط بقواعد تجبر البنوك على الفصل بين أنشطة التجزئة والخدمات المصرفية الاستثمارية التي استُحدثت كأحد الدروس الرئيسية للأزمة المالية العالمية.
مُنح "إتش إس بي سي" إعفاءً من بعض القواعد التي تمنع ضم العملاء المعقدين من الشركات للبنوك المفصولة. ساعد هذا الاستثناء من الجهات التنظيمية على إتمام الصفقة، وسمح لعملاء المؤسسة بمواصلة التداول برغم الأزمة التي عصفت بالشركة الأم.
ثغرة في النظام المصرفي البريطاني
قال فيكرز إنَّها فكرة سيئة بأن تكون لدينا ثغرة في النظام، فهذا الاستثناء لا يمثل الطريقة التي يُفترض أن تعمل وفقاً لها القواعد.
"إتش إس بي سي" يواجه خطر التقسيم عبر الصفقات والتخارج من شركات
أضاف فيكرز في مقابلة في جلاسكو حيث كان يحضر مؤتمراً: "أصابني ذلك بالقلق، ولا أشعر أنَّنا حصلنا حتى الآن على تفسير كامل لسبب تقديمه، ربما كان ضرورياً لبعض الأسباب التي لا أفهمها بعد، وربما لا أيضاً. لكن ليست هذه هي الطريقة التي يُفترض أن تعمل وفقاً لها قواعد الفصل".
تساءل كبير الاقتصاديين السابق في بنك إنجلترا، حول ما إذا كانت اختبارات التحمّل صارمة بما يكفي في أعقاب أزمات "سيليكون فالي بنك" و"كريدي سويس".
أيّد سام وودز، رئيس هيئة التنظيم الاحترازية التي تشرف على البنوك، قرار وزارة الخزانة بمنح الإعفاء من قواعد الفصل، مقراً أنَّ الاستثناء يشكل سابقة.
قلق بشأن اختبارات تحمل البنوك
في جلسة استماع بالبرلمان الأسبوع الماضي، قال وودز: "نظراً لما قدّمه، أعتقد أنَّه كان قراراً جيداً، أرى جدلاً دائراً يفيد أنَّه على اعتبار أنَّ الثغرة صُنعت؛ فيجب أن يحصل الجميع على ثغراتهم الصغيرة".
القواعد التنظيمية لن تحول دون وقوع الأزمة المالية المقبلة
أعرب فيكرز عن مخاوفه بشأن صرامة اختبارات تحمّل البنوك في المملكة المتحدة وعملية التصفية التي تدير انهيار البنوك.
قال البنك الوطني السويسري (المركزي السويسري) إنَّه لم يكن هناك حل ممكن لبنك "كريدي سويس" سوى الاستحواذ، محذراً من أنَّ إعادة الهيكلة كان من الممكن أن تشعل أزمة مالية عالمية.
قال فيكرز: "أود أن أؤكد على أهمية وضع اختبارات تحمل أقوى مما لدينا الآن وأكثر شفافية بكثير، إذا كانت السلطات السويسرية محقة في أنَّ إعادة الهيكلة لم تكن لتفلح؛ فإنَّ التداعيات على نظام تنظيم البنوك العالمي عميقة، لأنَّ أغلبها يقوم على نجاح عمليات إعادة الهيكلة".