بلومبرغ
يواجه أكبر صندوق معاشات تقاعدية في السويد، "أليكتا" (Alecta)، خسائر تقدر بنحو ملياري دولار بسبب فشل استراتيجيته الاستثمارية التي جعلت منه أحد أكبر المساهمين في مصرفين أميركيين منهارين وآخر يوتجه أزمة.
بات حجم خسائر الصندوق أكثر وضوحاً بعدما باعت مجموعة المعاشات التقاعدية الخاصة، كامل حصتها في مصرف "فيرست ريبابليك بنك" (First Republic Bank) المتعثر، بخسارة بلغت 7.5 مليار كرونة (728 مليون دولار)، وفقاً للرئيس التنفيذي للمجموعة، ماغنوس بيلينغ. ويضاف هذا الرقم إلى الخسائر المتوقعة بالفعل، والبالغة 8.9 مليار كرون و3.2 مليار كرون في كل من مصرف "سيليكون فالي بنك" و"سيغنتشر بنك" على التوالي.
قال بيلينغ في تعليقات مرسلة عبر البريد الإلكتروني، بعد حصول "بلومبرغ نيوز" على نسخة من رد مكتوب من قبل "أليكتا" إلى هيئة الرقابة المالية السويدية: "تعاظمت حالة عدم اليقين بشأن مستقبل البنك للغاية، ويرجع ذلك جزئياً إلى حقيقة أنه تم خفض تصنيف المصرف دون الدرجة الاستثمارية".
قالت "أليكتا" في الوثيقة إن إجمالي رأس المال المستثمر في "فيرست ريبابليك بنك" بلغ 9.7 مليار كرونة "قبل البيع في 15 مارس". وتجدر الإشارة إلى أن الصندوق السويدي يشتري أسهم "فيرست ريبابليك بنك" منذ 2019، ما يجعله خامس أكبر مساهم في البنك.
طلبت هيئة الرقابة المالية تفسيراً لكيفية وسبب استثمار شركة معاشات تقاعدية، تدير أموال 2.6 مليون سويدي، نحو 21.8 مليار كرونة من أموالها في ثلاثة بنوك أميركية متخصصة مرتبطة بانهيار "سيليكون فالي بنك".
أبلغت "أليكتا" هيئة الرقابة المالية بأن استثمارها الأول في "فيرست ريبابليك" قبل أربع سنوات، جاء في وقت كان يتمتع فيه البنك بسجل حافل بالنمو التاريخي وزيادة الأرباح. وقالـت: "رأينا أيضاً أن البنك لديه فرص جيدة لمواصلة النمو برقم من خانتين في السنوات المقبلة".
مخاطر محيطة بأكبر صندوق للمعاشات التقاعدية في السويد
قال الصندوق الأسبوع الماضي إنه يتوقع شطب استثماراته بالكامل في "سيليكون فالي بنك" و"سيغنتشر بنك"، بكلفة 1.1 مليار دولار، وأضاف أن هناك مخاطر بأن استثماره في فيرست ريبابليك "سيتم شطب قيمته بالكامل أيضاً".
أثار حجم الخسائر التي يتكبدها "أليكتا" احتجاجاً في السويد ودفع إلى إجراء تحقيق داخلي بصندوق التقاعد في ستوكهولم، بالإضافة إلى استدعاء من هيئة الرقابة المالية. وقالت كل من الحكومة والبنك المركزي إنهما يراقبان الوضع عن كثب لكنهما قللا من مخاطر حدوث اضطراب في الاستقرار المالي.
قالت "أليكتا"، البالغة أصولها تحت الإدارة 1.2 تريليون كرونة، إن خسائرها من البنوك الأميركية لن تؤثر على نسبة الملاءة المالية، والتي بلغت 218% في نهاية 2022.