بلومبرغ
تجري وزارة الخزانة الأميركية مراجعة صارمة بشأن مدى انكشاف القطاع المالي الأميركي على مصرف "كريدي سويس غروب" عقب تسجيل سهم المصرف السويسري أكبر تراجع له خلال يوم واحد في تاريخه، بحسب أشخاص على دراية بالموضوع.
أوضح أحد الأشخاص، الذي تحدث بشرط عدم الإفصاح عن هويته، أنَّ المسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية يعملون بطريقة وثيقة مع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميريكي والجهات التنظيمية الأوروبية. امتنع متحدثان باسم وزارة الخزانة وبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركيين عن التعليق على الموضوع.
يبذل "كريدي سويس" جهوداً مضنية لطمأنة المستثمرين عقب استبعاد أحد كبار المساهمين زيادة حصة ملكيته بوقت سابق أمس الأربعاء، مما فاقم حالة الفوضى بالسوق التي بدأت مع انهيار مصارف إقليمية في الولايات المتحدة الأميركية الأسبوع الماضي.
بالنسبة للمستثمرين العالميين الذين ظلوا يعانون من حالة توتر في أعقاب الانهيار السريع لـ3 مصارف أميركية إقليمية؛ فإنََّ أزمة "كريدي سويس" المتفاقمة زادت من المخاوف إزاء الاستقرار المالي.
عندما تتفشى الاضطرابات عبر النظام المالي العالمي، من المعتاد أن تتواصل وزارة الخزانة الأميركية مع المصارف الكبرى لجمع البيانات التي تخبر بتحركاتها التالية. تصب الجهات التنظيمية الأميركية اهتمامها البالغ بسلامة موقف أكبر المصارف الأوروبية لأنَّها تقع على الجهة الأخرى من المعاملات التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات مع المؤسسات المالية الأميركية، مما يفاقم مخاطر تعرض المصارف الأميركية لأضرار ناجمة عن الاضطرابات.
مراقبة عالمية
في وقت سابق من أمس الأربعاء، ذكر متحدث باسم وزارة الخزانة الأميركية أنَّ الوزارة تراقب موقف "كريدي سويس"، وكانت تتواصل بنظرائها على مستوى العالم.
تتفاعل هيئة التنظيم التحوطي في بنك إنجلترا المركزي المشرفة على المصارف البريطانية أيضاً مع "كريدي سويس" والهيئات التنظيمية الخارجية حول الموقف، بحسب شخص على دراية بالموضوع.
يعاني "كريدي سويس"، الذي يمر بمنتصف مرحلة إعادة هيكلة معقدة تستمر 3 أعوام، للسيطرة على تدفقات خارجة من الودائع. تتدهور أسعار عقود مشتقات الائتمان المرتبطة بالمصرف لمستويات تعيد للأذهان حالة الذعر المالي سنة 2008.
طلب المصرف الذي يقع مقرّه في زيورخ من البنك المركزي السويسري إصدار بيان علني لمساندته، بحسب شخص مطلع على الموضوع.