بلومبرغ
حاول المستثمرون والمودعون سحب 42 مليار دولار من مصرف "سيليكون فالي بنك"، يوم الخميس، في أحد أكبر انهيارات البنوك الأميركية منذ أكثر من عقد، بحسب ما جاء في إفصاح للجهات التنظيمية صدر الجمعة.
بلغ رصيد السيولة لدى البنك بنهاية يوم عمل 9 مارس سالب 958 مليون دولار، وفقاً لكشف حيازة البنك من السيولة الذي قدّمه، يوم الجمعة، إلى إدارة الحماية المالية والابتكار، الجهة التنظيمية المشرفة على عمل البنوك في كاليفورنيا.
يعكس الرصيد السالب موجة سحب الودائع التي شهدها البنك، الذي وضعته الجهة التنظيمية للولاية تحت الحراسة القضائية من مؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية.
تعثر في الوفاء بالالتزامات
تضخم حجم محاولات سحب الأموال لدرجة كبيرة للغاية تسبّبت في نفاد السيولة وطرق الحصول عليها من البنك.
قالت الجهة التنظيمية في كاليفورنيا إنَّ "سيليكون فالي بنك" فشل في توفير النقد الكافي للوفاء بالشيكات والمعاملات الأخرى لصالح باقي البنوك، التي جاءت ضمن طلب توفير السيولة من الاحتياطي الفيدرالي.
قال الأمر الصادر من المفوض كلوثيلد هيوليت: "برغم محاولات البنك ومساعدة الجهات التنظيمية من أجل تحويل ضمانات من مصادر مختلفة؛ لكنَّ البنك لم ينجح في الوفاء بالتزاماته النقدية تجاه الاحتياطي الفيدرالي".
انسحاب شركاء رأس المال الجريء
بدأت الأحداث يوم الأربعاء برسالة غريغ بيكر، الرئيس التنفيذي لمصرف "سيليكون فالي بنك" للمساهمين، عقب خسارة 1.8 مليار دولار من بيع سندات الخزانة الأميركية والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري، ووضع خطة لجمع 2.25 مليار دولار من زيادة رأس مال البنك لدعم مركزه المالي.
شهد البنك موجة من سحب أموال المودعين، من بينهم عدد من شركات رأس المال الجريء التي دعمها البنك على مدى عقود.
أوصت صناديق "فواندرز فند" (Founders Fund)، المملوكة لرجل الأعمال، بيتر ثيل، و"كواتو مانجمنت" (Coatue Management)، و"يونيون سكوير فنشرز" (Union Square Ventures)، و"فاوندر كوليكتيف" (Founder Collective) الشركات الناشئة ضمن محافظها بسحب أموالها من البنك، بحسب ما قال أشخاص مطّلعون على الأمر.
بلغت قيمة عمليات سحب المودعين والمستثمرين أموالهم يوم الخميس فقط 42 مليار دولار، بحسب إفصاح الجهة الرقابية. وبرغم تمتع البنك بمركز مالي سليم قبل ذلك اليوم؛ قالت هيئة الرقابة في كاليفورنيا إنَّ عمليات السحب "تسبّبت في عدم قدرة البنك على سداد التزاماته المستحقة"، وأصبح متعثراً.
أغلقت إدارة الحماية المالية والابتكار في كاليفورنيا البنك ووضعته تحت الحراسة القضائية لمؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية في أكبر انهيار لبنك أميركي منذ الأزمة المالية.