بلومبرغ
تحركت مجموعة "كريدي سويس" لجمع مليارات الدولارات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، إذ يعتمد البنك المتعثر على تقديم شروط جذابة لإتمام خطط التمويل.
باع فرع البنك السويسري المتعثر في نيويورك سندات بقيمة 3.75 مليار دولار على شريحتين لأجل عامين وخمسة أعوام يوم الأربعاء مقابل عائد 370 نقطة أساس أعلى من العائد على سندات الخزانة، وفقاً لما ذكره شخص مطلع على الأمر.
يزيد العائد على السندات التي باعها "كريدي سويس" بكثير عن متوسط علاوة المخاطر للسندات التي تتمتع بدرجة استثمارية.
طرح فرع "كريدي سويس" في لندن سندات بحجم قياسي بالجنيه الإسترليني يوم الخميس، لا تقل عن 250 مليون جنيه إسترليني (300 مليون دولار)، لمدة تزيد قليلاً عن ثلاث سنوات، وفقاً لشخص آخر مطلع.
يشير العائد المبدئي إلى أنَّ البنك السويسري يدفع عائداً بـ435 نقطة أساس فوق العائد على سندات الخزانة البريطانية مقابل إصدار سندات بقيمة 250 مليون جنيه إسترليني.
إعادة الهيكلة
يواجه بنك "كريدي سويس" عملية إعادة هيكلة ضخمة ستؤدي إلى إلغاء آلاف الوظائف وإعادة تشكيل بنكه الاستثماري الخاص به لوضع حد لسلسلة من الخسائر الفادحة والفضائح.
يمثل عبء أسعار الفائدة المرتفعة على ديونه عقبة أخرى أمام البنك الذي يتأهب للإعلان عن تكبد خسارة ربع سنوية للمرة الخامسة على التوالي.
انخفض صافي دخل الفوائد لدى البنك السويسري بنسبة 14% في الأشهر التسعة الأولى من عام 2022، برغم أنَّ العديد من البنوك كانت مستفيدة بشكل كافٍ من ظروف ارتفاع أسعار الفائدة.
تساهم الشكوك بشأن إعادة الهيكلة في زيادة تكاليف الاقتراض. كما اضطر البنك لدفع أكثر من 9% في نوفمبر 2022 عندما باع السندات عالية الجودة الائتمانية بقيمة ملياري دولار.
يجري تداول هذه السندات الآن عند 104.7 سنت على الدولار، ارتفاعاً من السعر عند إصدار السندات، وفقاً لبيانات "تريس" لتداول السندات.
خفض التصنيف الائتماني
قال جيروين جوليوس، المحلل الاستراتيجي لدى "بلومبرغ إنتليجنس": "لقد تعرضت مكانة البنك الائتمانية لضربة شديدة في السنوات الأخيرة بسبب أخطاء مختلفة لإدارة المخاطر".
كتب يوليوس في ديسمبر الماضي أنَّ السيولة لدى البنك تضررت في الآونة الأخيرة نتيجة لتدهور تصنيفه الائتماني.
يتعين على البنك السويسري سداد سندات بحوالي 24 مليار دولار مستحقة خلال 2023. ولتعزيز موارده المالية بشكل أكبر؛ جمع "كريدي سويس" مؤخراً حوالي 4 مليارات فرنك سويسري من خلال إصدار أسهم إضافية وبيعها لمستثمرين رئيسيين بما في ذلك البنك الأهلي السعودي.
قال رئيس مجلس الإدارة أكسل ليمان إنَّ زيادة رأس المال ستجعل البنك "قوياً للغاية"، مما يساعده على إجراء الإصلاح الشامل، والذي سيشهد قيام البنك بتأسيس فرع للخدمات المصرفية الاستثمارية وتقليص عمليات التداول وإلغاء نحو 9 آلاف وظيفة.
خفّضت "ستاندرد آند بورز غلوبال ريتنغ" (S&P Global Ratings) تصنيف البنك على الأجل الطويل في نوفمبر 2022 إلى أعلى بقليل من الدرجة الاستثمارية، مما يؤكد التحديات بعد أن وضع خطط الإصلاح الشامل الجذرية، والتي تضمنت تكبد خسارة 4.03 مليار فرنك في الربع الثالث وصدور تحذيرات من تكبد المزيد من الخسائر خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2022.
خفّضت "ستاندرد آند بورز" التصنيف طويل الأجل للبنك السويسري إلى" -BBB" من" BBB"، مع نظرة مستقبلية مستقرة، وهذا أعلى بقليل من "الدرجة الائتمانية الضعيفة" (BB).
قالت شركة التصنيف الأميركية، على غرار العديد من المحللين، إنَّها ترى "مخاطر جوهرية في تنفيذ خطة الإصلاح وسط بيئة اقتصادية وسوقية متدهورة ومتقلبة" بالنسبة للبنك.
كما أشارت إلى أنَّ بعض التفاصيل بشأن الأصول التي يعتزم البنك بيعها ما تزال "غير واضحة".
يقارن الكوبون الخاص بآخر إصدار من السندات بمنافسين مثل البنك الهولندي "رابوبنك" والذي أصدر سندات لمدة عامين، ولكن بفارق 65 نقطة أساس فوق سندات الخزانة.
موجة لإصدار سندات
يأتي بيع البنك السويسري السندات في الولايات المتحدة في أعقاب زيادة في الإصدارات يوم الثلاثاء، حيث باع 19 بنكاً سندات بقيمة 34 مليار دولار عبر أكثر من 40 شريحة في يوم العمل الأول لعام 2023.
استطلاع: السندات ستعود كملاذٍ للتحوط من خسائر الأسهم في 2023
أصدرت ما لا يقل عن 13 شركة عالية الجودة ديوناً في سوق السندات الاستثمارية يوم الأربعاء، مما أضاف 19.5 مليار دولار أخرى إلى حصيلة بيع السندات خلال الأسبوع.
تتطلع العديد من الشركات الممتازة إلى تأمين تكاليف التمويل قبل أن يؤدي أي انكماش اقتصادي إلى زيادة علاوات المخاطر. وتولى "كريدي سويس" بمفرده عملية إصدار السندات.