بلومبرغ
لم تخلُ سوق العملات المشفرة في عام 2022 من الأحداث الدرامية المالية، واستمرت تلك الدراما هذا الأسبوع عندما تقدم "سلزيوس نتوورك" بطلب لحمايته من الإفلاس. مع ذلك، هدأت الأحداث الدرامية لأكبر الرموز المشفرة بشكل ملحوظ، حيث قفزت "بتكوين" بحوالي 8% في الأيام الثلاثة الأخيرة مقابل 20% لـ"إيثر". لم يصل أي من الرمزين المهيمنين إلى قاع جديد في هذه السوق الهابطة لمدة شهر تقريباً. ولم تتحرك "بتكوين" بعيداً عن المستوى السعري البالغ 20 ألف دولار والذي تتم مراقبته عن كثب، في حين تأرجحت "إيثريوم" في نطاق 1000 دولار.
آمال الاستقرار
يُشعل الاستقرار النسبي في الرسوم البيانية الآمال في أن يكون الهبوط قد وصل إلى نهايته بعد الانهيار المذهل للرموز على نظام "بلوكتشين" لـ"تيرا" والذي دفع كذلك بصندوق التحوط "ثري أروز كابيتال" (Three Arrows Capital)و"فوياجر ديجيتال" (Voyager Digital) للوساطة إلى التوجه لمحكمة الإفلاس. قال المحلل لوجيمس تشيك، المحلل الرئيسي في "غلاس نود" (Glassnode)، إن غالبية الرافعة المالية لعالم التشفير لا يتم تسجيلها على سلاسل الكتل وبالتالي يتمّ إخفاؤها عن عمليات التدقيق، ولكن ما يبدو واضحاً حالياً مشجع للغاية.
اقرأ أيضاً: صندوق تحوط العملات المشفرة "ثري آروز" ينتظر التصفية بأمر من المحكمة
قال تشيك في مقابلة: "أعتقد أن معظم عمليات البيع القسري قد تمّت بالفعل وتبدو السوق مستقرة نسبياً بشكل أساسي".
توخي الحذر
يتبقى بائعان مهمان ينبغي الحذر منهما. الفئة الأولى تتعلق بشركات تعدين "بتكوين" الذين شاهدوا انخفاض قيمة أجهزتهم بالتزامن مع سعر الرمز المميز، وستتعرض هذه الفئة إلى ضغط أسوأ في حال قامت شركة التعدين التابعة لـ"سلزيوس" في التخلص من 80850 حفاراً تقريباً لزيادة رأس المال. الفئة الأخرى تشمل المتداولين الذين سيبيعون الأصول الخطرة بكافة أنواعها بشكل عشوائي في حال بدأ انهيار سوق الأسهم مرة أخرى.
وفي هذا الجانب، حمل هذا الأسبوع بعض الأخبار السارة المحتملة للمراقبين. ظل مؤشر "إس أند بي 500" أعلى بمقدار 5% عن أدنى مستوى له في السوق الهابطة، الشهر الماضي، وتراجع الترابط المستمر منذ 40 يوماً بين "بتكوين" ومؤشر "ناسداك 100" إلى أضعف مستوياته منذ يناير، مما يشير إلى أن الاثنين أقل عرضة لتحركات ثابتة في أي من الاتجاهين.
اقرأ أيضاً: "بتكوين" تقود العملات المشفرة لمواكبة زخم الأسهم
قال جيمس مالكولم، رئيس أبحاث الصرف الأجنبي والعملات المشفرة لدى "يو بي إس"، توجد حاجة ملحة لإيجاد محفّزات جديدة تقوم بدفع الأسعار بشكل حاسم وبطريقة أو أخرى. مع ذلك، يُشير الأداء القوي لرموز الدرجة الثانية من أمثال "ماتيك" (Matic) و"إيف" (Aave) إلى أن السوق تقوم بتعديل نفسها لتعود لحالتها الطبيعية.
قصص فردية
قال مالكولم: "تبرز في عالم العملات المشفرة حالياً القصص الفردية التي تبدو أهم كثيراً بقليل، وبعضها مرتبط بمنتجات جديدة في حين يتعلق بعضها الآخر بالترقيات التقنية وفئة أخرى بالروابط التجارية. لذلك يبدو أننا ننزلق إلى سوق يتشابه بشكل أكبر مع السوق التقليدية".
في ظل كل ذلك، أثبتت هذه الفئة من الأصول المتقلّبة الشهيرة مراراً وتكراراً أن اختيار القاع أو القمة محفوف بالمخاطر. ومن المرجح أن أية بوادر تفاؤل وسط هذه المرحلة الضبابية في قطاع العملات المشفرة تحتاج إلى تعزيز من عوامل الاقتصاد الكلي التي يقودها حالياً التضخم المرتفع الهائل وعزم الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على القضاء عليه بأسعار فائدة أعلى.
قال مارك تشاندلر، كبير إستراتيجيي السوق لدى "بانونك بيرن غلوبال فوركس" (Bannockburn Global Forex)، حول الاستقرار الأخير في أسعار العملات المشفرة: "لا أريد أن أستنبط الكثير من ذلك. بالنسبة لي، يعكس الهدوء الذي شاهدناه في العملات المشفرة، هذا الأسبوع، انخفاض المشاركة لأن الناس يحاولون التعرف على ما يتعيّن عليهم فعله في هذه البيئة التي تتسم بوضوح بتشدّد الاحتياطي الفيدرالي".