بلومبرغ
أوقفت مجموعة "كريدي سويس غروب" (Credit Suisse Group) القيام بأعمال جديدة في روسيا، وقلّصت انكشافها هناك، في أعقاب انسحاب نظرائها من جميع أنحاء العالم بعد غزو أوكرانيا.
ووفقاً لوثيقة داخلية اطلعت عليها "بلومبرغ"؛ يعمل البنك السويسري على مساعدة عملائه للتخلّص من انكشافهم على روسيا. وأضاف البنك أنَّه نقل عدداً من المهام إلى خارج البلاد، في الوقت الذي يساعد به موظفيه على الانتقال إلى مكان آخر. وقد أكد متحدث باسم "كريدي سويس" ما جاء بمحتوى الوثيقة.
يأتي "كريدي سويس" ضمن قائمة متزايدة من مؤسسات الإقراض التي انسحبت من روسيا تماماً، أو تقلّصت أعمالها في البلاد، رداً على الغزو العسكري المستمر على جارتها. وقال توماس جوتستين الرئيس التنفيذي، في 15 مارس الجاري، إنَّ البنك لديه "إدارة مخاطر جيدة للغاية لتقدير الموقف".
ذكر البنك، الذي يقع مقره في زيورخ، في وقت سابق هذا الشهر، أنَّ حجم انكشافه على روسيا بلغ 848 مليون فرنك (906 ملايين دولار) في نهاية العام الماضي، ونحو 125 موظفاً هناك. كما أنَّ حوالي 4% من الأصول في وحدة إدارة الثروات كان يمتلكها عملاء روس.
قلّصت أسهم "كريدي سويس" مكاسبها بعد هذه الأنباء، وتم تداول السهم عند 7.61 فرنك في الساعة 3:12 مساءً بتوقيت زيورخ. ويبذل البنك جهوداً حثيثة للخروج من سلسلة فضائح في عام 2021 والتي تسبّبت في خسائر بمليارات الدولارات.
تراجع الانكشاف
قال البنك، إنَّ صافي انكشافه الائتماني يشمل المشتقات والتعرض التمويلي لدى البنك الاستثماري، ومخاطر التمويل التجاري في "سويس يونيفرسال بنك" (Swiss Universal Bank)، و"لومبارد" (Lombard)، فضلاً عن قروض أخرى في إدارة الثروات الدولية. وألمح إلى تراجع صافي الانكشافات منذ نهاية عام 2021.
لم يفصح بنك "يو بي إس غروب" (UBS Group) المنافس، الذي يقع مقره في زيورخ، حتى الآن حول ما سيتخذه من إجراءات تجاه أعماله في روسيا. وكان البنك قد أعلن في وقت سابق من شهر مارس الجاري أنَّ انكشافه على الأصول الروسية المستخدمة كضمان في قروض بوحدة الثروات لديه قد بلغ حوالي 200 مليون دولار.
قال بنك "كريدي سويس" اليوم الإثنين، إنَّه يطبّق جميع العقوبات، لا سيما تلك الصادرة عن الاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وسويسرا.
تدقيق متزايد
يخضع دور سويسرا كملاذ للأثرياء الروس لإخفاء أموالهم لمزيد من التدقيق، بعد أن انتقدها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت سابق من هذا الشهر. وقالت الحكومة في برن الأسبوع الماضي، إنَّها تلقّت إخطاراً بشأن أصول مملوكة لأفراد خاضعين للعقوبات بلغت قيمتها حوالي 6 مليارات دولار.
وجُمِّدت أصول مملوكة لأثرياء روس تربطهم صلات بالرئيس فلاديمير بوتين في جميع أنحاء العالم، في حين يتعيّن على عملاء البنوك الأثرياء الآخرين الذين اقترضوا مقابل الأصول الروسية تقديم المزيد من الضمانات بعد انخفاض قيمة تلك الأوراق المالية.
إلى ذلك، قال البنك السويسري الخاص "جوليوس باير" (Julius Baer)، الأسبوع الماضي، إنَّه منكشف على عدد من الأفراد "بأرقام فردية منخفضة" ممن يخضعون لعقوبات منذ غزو أوكرانيا، ولا يقومون بأعمال جديدة لعملاء مقيمين في روسيا.