نائب محافظ بنك إنجلترا: النقد يختفي لدعم العملة الرقمية

النقد يختفي من الاقتصاد البريطاني، وذلك في سياق مساندته للعملة الرقمية التي تدعمها الحكومة، وذلك بحسب نائب محافظ بنك إنجلترا المركزي جون كونليف، الذي قال إن التكنولوجيا، وما تشمله من إنترنت وبطاقات ائتمان وخصم، تقلل من الدور الذي يلعبه النقد في المعاملات، مضيفاً أنه سيتعيّن على السلطات التكيّف مع إبقاء نوع من الأموال المدعومة من الدولة بارزاً في النظام المالي.

كونليف قال في بودكاست حول "المقايضة" نشره الاتحاد الدولي للمقايضات والمشتقات: "تختفي الأموال التي تُصدِّرها الدولة للبنك المركزي. لم تعد هذه خدمة كاملة تُستخدم في تسوية الأصول، ولا يُمكنك استخدامها بالمعاملات الفعلية في عدة أماكن في لندن".

طالع أيضاً: بنك إنجلترا ينضم لقائمة مستكشفي العملات الرقمية

الشكل الجديد للمال

تعتبر هذه التصريحات جزءاً من مجهودات صانعي السياسات لدعم السياسيين والمستهلكين للشكل الجديد من المال الذي يُمكن أن يكون آمناً مثل النقد، ولكنه مرن ومفيد للاستخدام إلكترونياً تماماً مثل البطاقات والعملات المُشفّرة.

يدرس بنك إنجلترا ووزارة الخزانة، بالإضافة إلى البنوك المركزية الأخرى في جميع أنحاء العالم إمكانية تبنِّي "عملة رقمية" إلى جانب النقد. وعلى عكس الودائع البنكية، ستحظى العملة الرقمية للبنك المركزي بدعم صريح من الحكومة، وسيتم تصميمها لاستخدامها في منصات الدفع الإلكتروني وللتطوّر مع التكنولوجيا.

إلى ذلك، أظهرت ورقة نقاشية صادرة عن بنك إنجلترا في شهر يوليو أن النقد كان الطريقة السائدة لتسوية المعاملات البريطانية حتى العام 2016، ومنذ ذلك الحين تراجعت عن البطاقات وأشكال المدفوعات الأخرى، وأدى الوباء إلى تسريع هذا الاتجاه الرقمي.

اقرأ المزيد: هل تساعد العملات المشفرة البنوك على القيام بأعمالها؟

عملة رقمية آمنة

لن تتوقف هذه التطورات التكنولوجية لمجرد أننا لا نقدم عملة رقمية للبنك المركزي. سوف يختفي النقد وسيدور السؤال حول الدور الذي يُمكن أن تلعبه العملة الرقمية للبنك المركزي، بحسب نائب محافظ بنك إنجلترا، مشيراً إلى أن الناس يعتقدون أن العملات المعدنية أو الأوراق النقدية الدولارية هي الأموال، وأنهم يحتاجون إلى عملة آمنة مدعومة من الحكومة في أوقات الشدة. يمكن أن تقوم العملة الرقمية للبنك المركزي بنفس دور الأوراق النقدية دون مطالبة المستهلكين والشركات بمعالجة الجزء الأكبر من الفواتير الورقية.

كونليف أضاف: "على الجانب السلبي، سيكون الأمر بمثابة ضربة للبنوك، وإذا قام الناس بتحويل ودائعهم إلى عملات البنوك المركزية الرقمية، ستتأثر البنوك وسيتعيّن عليها التكيّف. سيستخدم الناس العملة، ولكنك لا تريدهم أن يستخدموها بطريقة مزعجة لا يُمكننا تعديلها ".