بلومبرغ
اختار اثنان من عمالقة البنوك في أوروبا، القادة الذين سيساعدون في رسم الحقبة التالية، وعيّنا خلفاء لرؤساء مجالس إدارتهما الذين قادوهما خلال عقد من إعادة الهيكلة.
عين "يو بي إس غروب" يوم السبت كولم كيلير رئيس مورغان ستانلي السابق خلفاً لأكسل ويبر في منصب رئيس مجلس الإدارة للعام المقبل. في اليوم السابق، اقترح "دويتشه بنك" ألكسندر ويناندتس الهولندي المخضرم للمنصب نفسه، ليحل محل بول أخلايتنر.
من المقرر أن يتنحى أخلايتنر وويبر بعد أن قادا البنكين خلال فترة من الاضطرابات الكبرى. كما يتوقع أن يقدم المديران التنفيذيان اللذان ساعدا في اختيارهما - كريستيان سوينغ من "دويتشه بنك" ورالف هامرز من "يو بي إس" - تحديثات إستراتيجية في وقت مبكر من العام المقبل، ما يمهد الطريق للنمو حيث توفر الأسواق النشطة وإمكانية ارتفاع أسعار الفائدة قوة دفع نادرة.
اقرأ المزيد: خبراء التداول لدى "دويتشه بنك" يَحِقّ لهم التفاخر
تجديد المنصات الرقمية
أشاد "دويتشه بنك" بذكاء ويناندتس التكنولوجي وخبرته في التعامل مع المنظمين، ويتطلع أكبر بنك في ألمانيا إلى تجديد منصاته الرقمية وتحسين مكانته مع السلطات بعد غرامات مكلفة بسبب سوء السلوك. لجأت "يو بي إس"، التي استعانت بمديرها التنفيذي الهولندي الذي يبشر بالرقمنة بتوظيف هامرز العام الماضي، إلى أحد المخضرمين في وول ستريت الذي نجحت شركته السابقة مع نموذج "يو بي إس" لوحدة إدارة ثروة عملاقة وبنك استثماري يركز على تداول الأسهم.
رغم إعادة هيكلة كلتا الشركتين خلال العقد الماضي، إلا أنهما تدخلان مرحلتهما التالية من نقاط انطلاق مختلفة للغاية. عادت "يو بي إس" إلى مستويات الربحية القوية وتتداول أسهمها على قدم المساواة مع القيمة الدفترية، وهي من بين البنوك الأوروبية الرئيسية القليلة التي تمكنت من ذلك. سجل "دويتشه بنك" مؤخراً أول ربح له منذ ست سنوات، ولا تزال أسهمه تتداول عند خصم 60% من قيمتها الدفترية.
منحت أكبر البنوك الألمانية والسويسرية، التي تعرضت لتدقيق سياسي في وطنها في السنوات الأخيرة، الأولوية للخبرة المالية ذات الصلة على الروابط الوطنية ولجأت إلى مديرين تنفيذيين من هولندا وأيرلندا. يتمتع كلا الرجلين بخبرة واسعة في الولايات المتحدة، حيث تفقد البنوك الأوروبية باستمرار نصيبها لصالح المنافسين الأمريكيين الأقوى منذ الأزمة المالية.
طالع أيضاً: محاكمة أمريكية تكشف أسرار التلاعب بأسعار الذهب عبر موظفين في "ميريل لينش" و"دويتشه بنك"
ترشيحات إضافية
رشح "دويتشه بنك" نوربرت وينكلجون، الألماني الذي يشغل منصب رئيس شركة "باير" (Bayer)، لمنصب نائب الرئيس. واتبعت "يو بي إس" نموذجاً مشابهاً من خلال اقتراح لوكاس غايهويلر، رئيس مجلس إدارة وحدتها السويسرية حالياً، للمنصب نفسه.
وهو يمثل مع أنطونيو هورتا أوسوريو، وهو مواطن برتغالي كان يدير بنكاً بريطانياً قبل أن يحل محل أورس رونر كرئيس مجلس إدارة مجموعة "كريديه سويس غروب" في وقت سابق من هذا العام - حقبة جديدة للقوى التقليدية في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية الأوروبية.
لم يحدد موعد مباشرتهم للعمل حتى انعقاد الاجتماعات السنوية للمساهمين في الربيع، ولكن كلا الشركتين تهدفان إلى وجود مرشحين جاهزين في وقت مبكر لضمان انتقال سلس.
تحرك "دويتشه بنك" يوم الأحد أيضاً لإشغال الوظيفة الرئيسية الأخرى التي من المقرر أن تصبح شاغرة في العام المقبل، وعين أوليفييه فيجنيرون من شركة "ناتيكسيس" (Natixis) كرئيس تنفيذي للمخاطر. أعلن ستيوارت لويس، الذي يشغل هذا المنصب حالياً وهو عضو مجلس إدارة الشركة صاحب أطول مدة خدمة، عن نيته المغادرة في عام 2022.
طالع المزيد: الرئيس التنفيذي لـ" UBS": "يمكن لمن لا يريد اللقاح العمل من المنزل"
رسالة إلى الموظفين
سوينج قال يوم الأحد في رسالة إلى الموظفين: "عالج مجلس الإشراف الآن موضوع الأسئلة المطروحة حول فريق قيادة البنك. يمنحنا هذا الوضوح دفعة إضافية للسير نحو تحقيق أهدافنا وتحقيق أرباح مستدامة".
أدار ويناندتس، البالغ من العمر 61 عاماً، شركة التأمين الهولندية "أيغون" (Aegon) لمدة 12 عاماً، قبل أن يغادرها في عام 2020. تحصل "أيغون" عادةً على غالبية أرباحها من الولايات المتحدة، حيث تمتلك شركة التأمين "ترانس أمريكا"(Transamerica). عمل ويناندتس في الخدمات المصرفية الاستثمارية والوحدات المصرفية الخاصة في "إيه بي إن أمرو" (ABN Amro) قبل انضمامه إلى "إيغون" في عام 1997. وفي عام 2019، انضم إلى مجلس إدارة "سيتي غروب" (Citigroup)، والذي سيغادره قبل تولي منصبه في "دويتشه بنك".
سوينغ أضاف: "يمثل وصول أليكس نهاية حقبة. لقد لعبت قيادة أخلايتنر دوراً رئيسياً في تمكين التحول الناجح لمصرفنا".
أمضى كيلير، البالغ من العمر 64 عاماً، ثلاثة عقود في مورغان ستانلي، حيث شغل منصب المدير المالي وأدار الأعمال التجارية قبل ترقيته إلى منصب الرئيس. هو واحد من تسعة أشقاء نشأوا في مقاطعة كورك بأيرلندا وتخرج من جامعة أكسفورد، وساعد بنك "مورغان ستانلي" الاستثماري على إعادة بناء ثقة العملاء، بعد أن سحبت صناديق التحوط الأموال خلال الانهيار.
لن تؤدي هذه التعيينات إلى تغيير الكثير فيما يتعلق بالنقص الصارخ في التنوع في أفضل البنوك الأوروبية. تعد آنا بوتين من "بانكو سانتاندر" (Banco Santander) المرأة الوحيدة بين الرؤساء والمديرين التنفيذيين لأكبر 10 بنوك في القارة، ولا تضم صفوفهم أقلية تنفيذية. كان ويبر قد اقترح في مايو أن تعيِّن "يو بي إس" امرأة بعد مغادرته العام المقبل، حيث يسعى البنك إلى معالجة نقص التنوع بين الجنسين في مجلس إدارته.