فضيحة تداول الأسهم التي هزت الاحتياطي الفيدرالي توفر فرصة لإعادة تشكيله

time reading iconدقائق القراءة - 17
إيريك روزنغرين ، الرئيس والمدير التنفيذي لبنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن ، يستمع خلال حدث مركز هتشينز للسياسة المالية والنقدية في معهد بروكينغز في واشنطن العاصمة ، الولايات المتحدة ، يوم الاثنين ، 8 يناير ، 2018. - المصدر: بلومبرغ
إيريك روزنغرين ، الرئيس والمدير التنفيذي لبنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن ، يستمع خلال حدث مركز هتشينز للسياسة المالية والنقدية في معهد بروكينغز في واشنطن العاصمة ، الولايات المتحدة ، يوم الاثنين ، 8 يناير ، 2018. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تعني استقالة اثنين من رؤساء الاحتياطي الفيدرالي وسط فضيحة تداول الأسهم أنَّ عدداً غير متوقَّع من وظائف السياسة النقدية العليا ستصبح شاغرة، ومن المحتمل أن يكون هناك تركيز كثيف بشكل غير عادي على مَن سيشغلها.

أعلن إريك روزنغرين، وروبرت كابلان، رئيسا فرعي "الاحتياطي الفيدرالي" في بوسطن ودالاس، تقاعدهما يوم الإثنين بعد الكشف عن نشاطهما التجاري العام الماضي.

أحرجت هذه الحادثة الاحتياطي الفيدرالي، الذي يحاول إقناع الجمهور بأنَّه يهتم بـ"ماين ستريت" برغم أنَّ سياساته تزيد مالكي الأصول ثراءً.

يترك هذا ستة مقاعد في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، المؤلَّفة من 19 عضواً، التي يمكن شغلها في الأشهر المقبلة، في الوقت الذي يتعرَّض فيه البنك المركزي لضغوط لجعل أعلى مراتبه أكثر تنوعاً إلى جانب الانقسام داخله بشأن منظور السياسة النقدية.

في الوقت الذي يسعون فيه إلى تخفيف زخم الانتقادات السابقة؛ يرجح أن تمارس قيادة البنك في واشنطن مزيداً من النفوذ على التعيينات الجديدة في البنوك الإقليمية، إذ قد ينتهي الأمر إلى تهميش مجالس إدارتها، كما يقول مراقبو الاحتياطي الفيدرالي.

نطاق أوسع

قال أندرو ليفين، الاقتصادي في "دارتموث كوليدج" (Dartmouth College) والعضو المهم السابق في مجلس الاحتياطي الفيدرالي: إنَّ هناك "فرصة لمجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي لبدء عملية أكثر انفتاحاً وشفافية" لاختيار رؤساء فروع الاحتياطي الفيدرالي. "ينبغي إيلاء اهتمام جاد لمجموعة واسعة من المرشحين، وليس للعاملين فقط في مجلس الاحتياطي الفيدرالي منذ فترة طويلة، أو أولئك الذين تربطهم علاقات وثيقة بالتمويل، وإدارة الثروات".

أصبح رافائيل بوستيك، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، أول رئيس إقليمي من أصحاب البشرة السوداء في عام 2017، بعد أكثر من 100 عام من إنشاء النظام في عام 1913. وهناك ثلاث سيدات فقط بين الرؤساء الإقليميين الاثني عشر الحاليين.

إلى جانب تركيبتها العرقية والنوعية، يمكن أن يتغيّر ميل سياسة اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أيضاً، فهو إلى الآن متوازن بدقة.

قسَّمت أحدث مجموعة من التوقُّعات اللجنة بالتساوي بين الذين يتوقَّعون بقاء المعدلات بالقرب من الصفر حتى نهاية العام المقبل - لتعزيز النمو والتوظيف - وأولئك الذين يتوقَّعون رفعاً واحداً على الأقل قبل نهاية عام 2022 لمواجهة صعود التضخم مع إعادة فتح الاقتصاد.

يُنظر إلى روزنغرين المنتهية خدمته على أنَّه متشدِّد إلى حدٍّ ما، مثل: ريتشارد كلاريدا، وراندال كوارلز، وهما نائبا رئيس الاحتياطي الفيدرالي، علماً أنَّه من المقرر أن تنتهي ولايتهما في الأشهر المقبلة. يمكن أن يؤدي استبدالهما إلى تأرجح اللجنة لصالح الأعضاء الراغبين في أخذ المزيد من الوقت لدراسة تشديد السياسة.

ومن المقرر أن تنتهي ولاية الرئيس جيروم باول في فبراير. لم يشر الرئيس جو بايدن إنْ كان سيعيد تعيينه، على أنَّه كان من المتوقَّع اتخاذ قرار بهذا الشأن هذا الخريف.

مراجعة القواعد

يوم الإثنين، قال روزنغرين البالغ من العمر 64 عاماً، إنَّه سيغادر يوم الخميس - قبل أكثر من تسعة أشهر من تقاعده الإلزامي - بسبب مخاوف صحية. كان من الممكن أن يبقى كابلان، وهو في العمر نفسه، في منصبه حتى عام 2025، لكنَّه قال، إنَّه سيغادر في 8 أكتوبر بدلاً من ذلك.

أتت هذه الإعلانات في أعقاب ما تمَّ الكشف عنه في وقت سابق من هذا الشهر بشأن تداولهما بالأسهم، مما دفع كلا الرجلين إلى التعهد بالتخلُّص من الأسهم الشخصية، والممتلكات الأخرى المثيرة للجدل. قال باول، إنَّه سيُجري مراجعة على مستوى النظام للقواعد التي تحكم حيازات وأنشطة الاستثمار المسموح بها لكبار مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي.

قام كلٌّ من كابلان وروزنغرين بعمليات شراء في الوقت الذي كان الاحتياطي الفيدرالي يشتري فيه مجموعة واسعة من الأصول لدعم الاقتصاد. إنَّهم ليسوا من صانعي السياسة الوحيدين الذين يواجهون مشاكل مثل هذه القضايا.

تعرَّض أعضاء الكونغرس من كلا الحزبين لانتقادات بسبب الأرباح التي حقَّقوها بأنفسهم، أو أفراد أسرهم من الأسهم الشخصية، في وقت كان يُنظر فيه للسياسة العامة أثناء الوباء على أنَّها تدعم الأسواق المالية.

عادةً ما يقود رؤساء مجالس فرعي بوسطن ودالاس للاحتياطي الفيدرالي عملية البحث عن خلفاء روزنغرين، وكابلان على عكس أعضاء مجلس الأمناء، الذين يرشِّحهم الرئيس، ويصادق مجلس الشيوخ على تعيينهم، كما تقوم مجالس إدارة الفروع باختيار رؤسائها، وتتألف هذه المجالس عادةً من قادة الأعمال الإقليميين، وأعضاء المنظمات غير الربحية.

"أين انتهى بهم المطاف؟"

ولكن في السنوات الأخيرة، خضعت هذه التعيينات لمزيد من التدقيق، خاصة فيما يتعلَّق بمسألة التنوع؛ مما دفع مجلس الإدارة في واشنطن إلى الانخراط بشكل أعمق في عملية البحث والاختيار.

في الوقت الذي تمَّ فيه الترحيب بتعيين بوستيك في عام 2017، واختيار ماري دالي في سان فرانسيسكو في عام 2018، ذهبت أربعة مواقع أخرى إلى رجال بيض، ثلاثة منهم من داخل الاحتياطي الفيدرالي.

في عام 2015، اختار مجلس إدارة فيلادلفيا أحد أعضائه، باتريك هاركر، لشغل أعلى منصب. كما اختار دالاس كابلان في العام نفسه، وهو مسؤول تنفيذي سابق في "غولدمان ساكس". في عام 2018، استعان فرع ريتشموند بمستشار ماكنزي السابق توماس باركين، واختار فرع نيويورك جون ويليامز، الذي كان رئيساً لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو.

قالت كلوديا سام، الخبيرة الاقتصادية السابقة في الاحتياطي الفيدرالي وكبيرة الزملاء في معهد جاين للأسرة، إنَّ مجلس إدارة الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك زعم أنَّه يركِّز على التنوع والشمول أثناء بحثه.

وأضافت: "أين انتهى بهم المطاف؟ مع رجل أبيض نشأ داخل الاحتياطي الفيدرالي".

تصنيفات

قصص قد تهمك