صراع بين مليارديرين يشعل سوق الاستثمار الرقمي في البرازيل

time reading iconدقائق القراءة - 20
مبنى البنك المركزي البرازيلي في العاصمة برازيليا - المصدر: بلومبرغ
مبنى البنك المركزي البرازيلي في العاصمة برازيليا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يعايش المجتمع المالي في مدينة ساو باولو، المدينة الأكثر ثراءً في البرازيل وأمريكا اللاتينية، عاصفة هوجاء تثيرها حرب متصاعدة بين اثنين من المليارديرات في البلاد.

طرفها الأول هو أندريه إستيفيس (53 عاماً) مؤسس وأكبر مساهم في شركة "بانكو بي تي جي باكتوال" (Banco BTG Pactual)، وهي شركة مصرفية استثمارية إقليمية، يُقال إن اختصار الأحرف في اسمها يشير على سبيل المزاح إلى أنها "أفضل من غولدمان" (Better Than Goldman).

في الطرف الآخر، غيلهيرم بنشيمول (45 عاماً)، مؤسس شركة "إكس بي" (XP) وهي أكبر شركة وساطة مالية في البرازيل، وتمثل نسخة مقلدة بوضوح من العملاق المالي الأمريكي الممتثل بشركة "تشارلز شواب".

سوق متنامية

يتنافس إستيفيس وبنشيمول، وكلاهما من ريو دي جانيرو، على مدخرات البرازيليين التي تبلغ قيمتها 10 تريليونات ريال برازيلي (1.9 تريليون دولار) والتي يتجه العدد منهم على نحو متزايد لاستثمارها في الأصول عالية المخاطر. وتجري المنافسة من خلال تقديم كلا الطرفين للتكنولوجيا والمنتجات المالية للأفراد، التي كانت تقتصر ذات يوم على الأثرياء فقط. فكلا شركتي "بي تي جي" و "إكس بي" تستقطبان باستمرار عملاء من أكبر خمسة بنوك في البلاد، وهو الأمر الذي يضعف من قبضة هذه البنوك على مدخرات البرازيليين.

ويقول تيتو لابارتا، محلل أبحاث الأسهم لدى "غولدمان ساكس غروب":

أيام وجود خمسة بنوك فقط عاملة في البرازيل ولت إلى غير رجعة

في دولة بحجم قارة، وبتعداد سكان يبلغ 211 مليون نسمة تقريباً، كانت شبكة ضخمة من الفروع التقليدية التي يعمل بها آلاف المديرين هي الطريقة الوحيدة لبيع المنتجات الاستثمارية للأفراد. وكانت عقود الاستثمار بأسعار الفائدة المرتفعة للغاية تعني أن البرازيليين يضعون أموالهم في حسابات الادخار أو صناديق الأوراق المالية التي يحلّ أجل استحقاقها خلال يوم، التي تقدمها البنوك الكبرى.

والآن، بعد تراجع أسعار الفائدة في البنوك، يسعى المستثمرون إلى تحقيق عوائد أفضل، وبالتالي تحاول كلاً من "بي تي جي" و "إكس بي" انتهاز الفرصة لتحقيق الأرباح. حيث دفع الوباء بالبرازيليين نحو تبني الخدمات المصرفية الرقمية، ودخلت مجموعة كبيرة من الشركات الناشئة إلى هذه السوق، بينما تتجه البنوك الكبرى بشكل أكبر لبناء عروض الاستثمارات الرقمية الخاصة بها.

وبحسب رابطة أسواق رأس المال المحلية "أنبيما" (Anbima)، سجل صافي الاستثمارات تدفقات قياسية بلغت 350.4 مليار ريال برازيلي خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2021. وهذا ما دفع المبلغ الإجمالي للاستثمارات الخاضعة للإدارة إلى 6.7 تريليون ريال برازيلي، وأدى إلى دخول شركات جديدة لإدارة الأصول والثروات بوتيرة متسارعة إلى هذه السوق المتنامية.

تحقت المكاسب الاستثمارية حتى في خضم الوباء الذي كان صعباً على البرازيل بشكل خاص، حيث احتلت البلاد المركز الثاني بعد الولايات المتحدة من حيث أعداد الوفيات، وارتفعت فيها معدلات البطالة إلى مستويات قياسية. وكان حوالي 19 مليون شخص يكافحون ضد الجوع خلال العام الماضي، وهو ما يقرب من ضعف العدد المسجل في عام 2018، بحسب دراسة أجرتها شبكة محلية من الباحثين. كذلك، أظهرت دراسة أخرى أن نحو 19.3 مليون برازيلي يعيشون الآن على أقل من 1.90 دولاراً في اليوم.

وفي محاولة لإنعاش الاقتصاد، منح صناع السياسات في البلاد نحو 60 مليار دولار قُدمت إلى أكثر البرازيليين فقراً باستخدام القنوات الرقمية. ونتيجة لذلك، ارتفعت المعاملات المصرفية بنسبة 20% خلال عام 2020، وأكثر من ثلثي هذه المعاملات كان عن طريق خدمات الهاتف المحمول أو الخدمات المُقدمة عبر الإنترنت، وفقاً لاتحاد البنوك البرازيلي، والمعروف باسم "فيرابان" (Febraban). كذلك، أظهرت بيانات "فيرابان" أن استخدام منصات الهواتف المحمولة بغرض الاستثمار نما بنسبة 63% في عام 2020.

مكتب سرّي يدير ثروات أغني عائلات البرازيل.. فما قصته؟

كانت شركة "إكس بي"، التي يملكها بنشيمول، هي التي أثبتت للمرة الأولى إمكانية تحقيق الأرباح، ومنافسة البنوك الكبرى في مجال خدمات المستثمرين الأفراد في البرازيل. وقد أنشأت الشركة، التي تأسست في عام 2001، شبكة من مستشاري الاستثمار المستقلين من أطراف خارجية، ونمت لتصبح أشبه بسوق مالي كبير يقدم منتجات تتراوح من السندات والأسهم والمشتقات المالية والصناديق من عدد متزايد من مديري الأصول والبنوك.

بدوره، لاحظ إستيفيس الفرصة، وفي عام 2016 أطلقت "بي تي جي" منصتها الرقمية الخاصة لاستثمارات التجزئة، وأصبحت تقدم خدمات مماثلة لما تبيعه "إكس بي" للمستثمرين، بهدف تحقيق تدفق مالي أكثر ثباتاً من خلال الإيرادات التي يجلبها دخول قطاع التجزئة على أي عمل تجاري.

وفي عام 2019، بدأت "بي تي جي" العمل مع مستشارين ماليين مستقلين، وبالفعل أخذت نحو 20 شركة استشارية مالية من الشركات العاملة مع "إكس بي"، في وقت أضافت فيه "إكس بي" 49 شركة استشارة مالية جديدة لشبكتها. بينما أصبح لدى "بي تي جي" الآن أكثر من ألف شركة تعمل معها، الكثير منها كان له ارتباط سابق مع "إكس بي"، التي تضم شبكتها الآن 9 آلاف شركة.

صعود المنافسة

يشكل البحث عن المواهب ساحة لاستعراضات المعارك بين الشركتين، إذ تنفق شركة "بي تي جي" الملايين لشراء شركات استشارية استثمارية من تلك التي كانت ترتبط ذات يوم بـ "إكس بي"، وهي استراتيجية للوصول إلى مستثمري التجزئة والمستثمرين ذوي الثروات المرتفعة. وقد تصدت "إكس بي" لهذه الاستراتيجية عبر إقامة مشاريع مشتركة مع بعض هذه الشركات الاستشارية، ودفعت النقود لمن يختار البقاء معها، بينما سعت لفرض غرامات على العديد من الشركات التي اعتبرت أنها انتهكت العقود معها من خلال انتقالها للعمل مع منافستها.

حيل الرئيس البرازيلي الانتخابية المشابهة لأفعال ترمب تهز ثقة المستثمرين

وتعمل الشركتان أيضاً على اقتناص صفوف إدارة الثروات الخاصة بكل منهما عبر شراء شركات أصغر حجماً والتنافس على حصص في شركات إدارة الأصول والوساطة المتنامية.

تعليقاً على الأمر، يقول لابارتا من "غولدمان ساكس": "السوق تنافسية للغاية لكنها كبيرة بما يكفي لتتسع لكلا الشركتين".

شركات الاستثمار

بحلول نهاية عام 2020، كانت حصة "بي تي جي" من قطاع الاستثمار في البرازيل تبلغ حوالي 7.8%، بينما زادت "إكس بي" حصتها بنسبة 7.2%، وذلك من 10% في عام 2019، ومن المتوقع أن تستحوذ على نسبة 20% من السوق بحلول نهاية عام 2023، يذكر أن الصناعة المالية في البرازيل تنمو بنسبة تترواح بين 15% إلى 17% سنوياً، حسبما ذكر لابارتا.

تشتهر "بي تي جي" بأنها صانع صفقات قوي، وهو نفس النهج الذي تتبعه في عمليات جذبها لأعمال استثمار بالتجزئة. ومنذ عام 2019، جمعت الشركة ومساهميها ما يصل إلى 10.7 مليار ريال برازيلي من أسواق الأسهم البرازيلية، بحسب بيانات جمعتها "بلومبرغ"، ما أدى إلى موجة استحواذ على 15 صفقة على الأقل. وهذه الاتفاقيات تضمنت اتفاقية لشراء مجموعة "يونيفيرسا" التي تسيطر على شركات الوساطة وإدارة الأصول والأبحاث. "يونيفرسا"، التي تضم كشريك لها باولو ليمان، وهو نجل الملياردير خورخي باولو ليمان، تحظى بشعبية خاصة بين مستثمري التجزئة، حيث يوجد لديها أكثر من 425 ألف عميل وأصول تحت الوصاية الإدارية بقيمة 11 مليار ريال برازيلي.

كان رد شركة "إكس بي" يتمثل بفيض من صفقاتها الخاصة. فمنذ طرحها العام الأولي ببورصة "ناسداك" في عام 2019، جمعت "إكس بي" وشركاؤها ما قيمته 4.5 مليار دولار، مما قاد إلى شراء حصص فيما لا يقل عن 27 شركة أصغر حجماً. وأحد الأمثلة على ذلك هو شركة "جيانت ستيبس كابيتال"، أكبر مدير للصناديق الكمية في أمريكا اللاتينية، التي حاولت كلا الشركتين التقرب منها، قبل أن تختار بيع حصة أقلية إلى "إكس بي".

المحاكمات

انتهت بعض معارك الشركتين في قاعات المحاكم. في مايو، أبرمت "بي تي جي" شراكة مع "أكوا فيرو"، وهي شركة استشارات استثمارية تابعة لـ"إكس بي" لديها حوالي 1.62 مليار دولار تحت الوصاية. لم يعجب هذا الأمر شركة "إكس بي"، التي بدأت تسعى للحصول على 135 مليون ريال برازيلي من "أكوا فيرو" نظير مزاعم بأنها خرق العقد، لكن "أكوا فيرو" تنفي هذه المزاعم، وتقدمت بشكوى إلى هيئة مكافحة الاحتكار البرازيلية "كاد" (Cade) التي تتهم "إكس بي" بمحاولة تقييد المنافسة.

في الوقت نفسه، يتنافس الجانبان على المُؤثرين الرقميين، وكان أحد هؤلاء الاقتصادي بابلو سباير، وهو النظير المحلي للاقتصادي العالمي جيم كريمر من شبكة "سي إن بي سي"، الذي غادر إلى "إكس بي" من شركة مرتبطة بـ "بي تي جي" في يونيو 2021، وأحضر معه أكثر من 1.1 مليون متابع عبر حساباته المتعددة على وسائل التواصل الاجتماعي، وكان شعار علامته التجارية "انطلق تورينيو!" (Vai Tourinho!) (تترجم حرفياً: انطلق أيها الثور الصغير).

وقد توافد متابعو سباير كالعديد غيرهم من مستثمري التجزئة الآخرين على سوق الأوراق المالية خلال الوباء، حيث ارتفع عدد المستثمرين من 600 ألف في نهاية عام 2018 إلى 3.9 مليون، مع العلم أن البعض منهم يشتري الأسهم لأول مرة، بظاهرة ممثالة لانتشار "روبن هود ماركتس" في الولايات المتحدة.

بسبب المزايا المشابهة للألعاب... هيئة البورصات الأمريكية تتجه لتشديد قواعد الوساطة عبر الإنترنت

الجميع يريد حصة في السوق المالية

يذكر أيضاً أن وفرة المستثمرين أسهمت في نقل "إكس بي" و"بي تي جي" إلى صفوف الشركات الأكثر قيمة في البرازيل، حيث تبلغ قيمة "إكس بي" أكثر من 26 مليار دولار، متجاوزة بذلك القيمة السوقية لـ "بي تي جي" البالغة 20 مليار دولار، وهو مقياس يمثل نقطة مقارنة متكررة بين مراقبي الشركتين.

يقول روبرتو سلوتي، الرئيس التنفيذي لشركة "بي تي جي":

في البرازيل، توجد البنوك الأساسية التي بالرغم من كونها مربحة، إلا أنها تكافح لمحاولة الدفاع عن حصتها في السوق، بينما هناك المنافسون الذين يحصلون على حصة من السوق بدون تحقيق الأرباح، ثم هناك "بي تي جي" التي تنمو بشكل كبير، وتستحوذ على حصة في السوق، وهي مُربحة أيضاً

من المؤكد أن بنشيمول وإستيفيس لا يمتلكان الصناعة كلها لأنفسهم، فقد وزعت الشركات المالية الرئيسية من "جيه بي مورغان تشيس" إلى "بيركشاير هاثاواي" التابعة للملياردير وارن بافيت الأموال على شركات التكنولوجيا المالية البرازيلية في الأعوام الأخيرة، على أمل الاستحواذ على جزء من صناعة الاستثمار المحلية.

يقول دانيال دارهم، الرئيس التنفيذي لـ"جيه بي مورغان" في البرازيل: "تتمتع البرازيل بصفة الحجم، فهي واحدة من أكبر أسواق التجزئة المصرفية في العالم من حيث الإيرادات، لكنها تتميز أيضاً بتوجه كبير نحو الابتكار والتحديث في الصناعة، بما في ذلك من جانب البنك المركزي". ويضيف: "البرازيل سوقاً جذابة بالنسبة لأي شخص يتطلع إلى الاستثمار في الخدمات المالية الرقمية. ونحن مجرد أحد أمثلة ذلك".

في يونيو، أعلنت "جي بي مورغان" استحواذها على حصة 40% في البنك الرقمي "سي 6" (C6 Bank). وقال مؤسسه مارسيلو كليم إن الأموال التي تُضخ في التكنولوجيا المالية ستستخدم لتعزيز منصة الاستثمار الرقمي.

قبل أسبوع واحد، كشفت شركة "بيركشاير هاثاواي" عن استثمار بقيمة 500 مليون دولار في شركة "نو باغامنتوس"، لتصبح قيمة الشركة البرازيلية 30 مليار دولار.

كما بدأ بنك "نوبانك" (Nubank)، حسبما يُعرف في عالم التكنولوجيا المالية، ببيع بطاقات ائتمان بدون رسوم أو أوراق، ثم توسع ليصبح أكبر بنك رقمي مستقل في العالم حيث يضم أكثر من 40 مليون عميل. والآن، يسعى البنك للتوسع في التأمين وإدارة الأصول عبر عمليات الاستحواذ والمنتجات الجديدة، بحسب الشريك المؤسس كريستينا جونكيرا.

سوق تجتذب اللاعبين العالميين

جمعت شركات التكنولوجيا المالية البرازيلية أسهم خاصة ورأس مال استثماري بقيمة 2.6 مليار دولار خلال هذا العام حتى يوليو، بحسب تقرير "داخل التكنولوجيا المالية"، وهو استطلاع أجرته شركة "ديستريتو داتامينر"، وقد أظهر أيضاً أن البرازيل لديها 876 شركة مالية ناشئة اعتباراً من نهاية عام 2020.

وبالنسبة لمنطقة أمريكا اللاتينية بأسرها، حققت شركات التكنولوجيا المالية رقماً قياسياً قدره 4.2 مليار دولار حتى 28 يونيو، بزيادة نسبتها 52% عن عام 2020 بأكمله، بحسب بيانات "سي بي إنسايتس"، التي قالت أيضاً إن أمريكا الجنوبية قادت النمو العالمي على صعيدي الصفقات والتمويل، في الربع الثاني من عام 2021.

يقول غابرييل ليل، أحد كبار الشركاء لدى "إكس بي":

السوق المالية في البرازيل في مرحلة غليان، يوجد بالتأكيد مكان للاعبين جدد فيها، ولكن ربما ليس 30 لاعب جديد

ماذا تفعل البنوك التقليدية؟

بينما أصبحت شركات التكنولوجيا المالية أشبه بالبنوك الكبرى، أصبحت البنوك الكبرى أيضاً أشبه بشركات التكنولوجيا المالية، على حد قول لابارتا، من "غولدمان ساكس"، لكن ما على المحك الآن هو شيء أكبر من مجرد قطاع استثمار التجزئة. ففي عام 2020، حققت البنوك البرازيلية إيرادات تقدر بنحو 800 مليار ريال من بيع منتجات مثل التأمين وإدارة الأصول والإقراض، وفقاً لما ذكره ليل، الذي أشار أيضاً إلى أن "الفرص في كل مكان".

كذلك، يعمل كل من "إيتاو يونيبانكو" و "بانكو براديسكو"، وهما أكبر مصرفين في البلاد من حيث القيمة السوقية، على خفض التكاليف والاستثمار بكثافة في التكنولوجيا وإنشاء منصاتهما الرقمية الخاصة. وفي الوقت نفسه، تخفض البنوك العملاقة الأسعار، وتقدم منتجات أكثر تطوراً للمستثمرين الأفراد، وتحاول إيجاد سبل جديدة لتعويض الموظفين المُنتقلين منها.

في مثال على ذلك، يخفض بنك "إيتاو" الرسوم الإدارية للصناديق الاستثمارية، كما يقول ريناتو لوليا، رئيس استخبارات السوق وعلاقات المستثمرين لدى البنك. الذي يضيف: "نحن بحاجة إلى الكفاح بالفعل للحفاظ على حصتنا السوقية".

بينما في مصرف "براديسكو"، يعاد تدريب الموظفين كمديري استثمار، حسبما يقول المدير التنفيذي في البنك لياندرو ميراندا الذي يوضح: "اللاعبون الجدد يخوضون حرباً للحصول على مستشاري الاستثمار"، وهو ما سيعني زيادة تكاليفهم بغرض الوصول للعملاء، "بشكل أكبر من تكاليفنا لفعل ذلك"، وتابع: "إنهم يدفعون مقابل شيء أملكه بالفعل".

يقول ميراندا إن بعض شركات التكنولوجيا المالية تتعامل مع عملاء التجزئة غير المربحين، الذين يطلق عليهم "غير مؤهلين للتعامل مع المصارف"، لكسب حصة سوقية وإظهار النمو. كما أن البنوك الكبرى اشتكت مراراً حول الكيفية التي يتعين بها على الجهات التنظيمية فرض قواعد رأسمالية أكثر صرامة على شركات التكنولوجيا المالية الأكبر حجماً، وأجرى البنك المركزي مشاورات عامة بشأن هذه المسألة في وقت سابق من هذا العام، الأمر الذي يشير إلى تغييرات قادمة.

بالنسبة إلى جونكيرا، المؤسس المشارك لـ "نوبانك"، فإن مكاسب الحصة السوقية التي حققتها شركات التكنولوجيا المالية في البرازيل باقية، على الرغم من محاولات البنوك الكبرى للاحتفاظ بهيمنتها.

وفي الحدث الافتراضي "بلومبرغ نيو إيكونومي كاتاليست" الذي عُقد في يونيو الماضي، قال جونكيرا: "أعتقد أن الكثيرين في النظام المصرفي التقليدي سيواجهون صعوبة في النجاه". وأضاف: "ربما ستصبح بمثابة بنية تحتية، كالأنابيب الكامنة خلف الشركات التي تقدم خبرات ومنتجات أفضل يريدها الناس، وهو شيء فشلوا في تقديمه لمدة لعقود زمنية".

تصنيفات

قصص قد تهمك