الشرق
يعتزم "صندوق البحر الأحمر للأفلام" السعودي دعم المشاريع الآسيوية بدءاً من عام 2025، ليضيف بذلك بعداً جديداً لاستراتيجيته التي نجحت في دعم أكثر من 250 فيلماً من الوطن العربي وأفريقيا منذ تأسيسه.
وكشف مدير الصندوق، عماد إسكندر، في مقابلة مع "الشرق"، أن الصندوق يستهدف تقديم الدعم للأفلام الفنية والتجارية على حد سواء، مع التركيز على كون الصندوق شريكاً إنتاجياً يعزز صناعة السينما محلياً ودولياً.
تبلغ ميزانية الصندوق 14 مليون دولار، ويعمل عبر أربع دورات، بما في ذلك المشاريع في مراحل التطوير والإنتاج وما بعد الإنتاج، ويُعد الأكبر من نوعه في مجال تمويل الأفلام العربية والأفريقية.
أوضح إسكندر أن التركيز على المشاريع الآسيوية كان هدفاً استراتيجياً منذ البداية، قائلاً: "نستهدف منذ البداية المشروعات السينمائية في آسيا رغم أنها تُعتبر مخيفة من ناحية العدد والقصص الموجودة هناك، لكن نأمل أن نكون على قدر المستوى ونختار المشاريع المميزة". وأضاف أن الصندوق يهدف إلى استقطاب تلك المشاريع لتقديم محتوى يجذب الجمهور السعودي ويدعم تطوير مهارات صنّاع الأفلام المحليين.
مشاركة إنتاجية
لا يستهدف الصندوق دعم الأفلام لعرضها في المهرجانات السينمائية فحسب، بل هناك إمكانية لدعم الأفلام التجارية أيضاً، وفق إسكندر، الذي قال لـ"الشرق": "نحب أن نكون منتجين مشاركين نفكر في مصلحة الفيلم ككل. إذا كان هناك فيلم تجاري ضمن خطته أن يُطرح في موسم الصيف قبل موعد المهرجان، قد نسمح بذلك لأننا نفكر كمنتج مشارك أكثر من كوننا جهات دعم".
ولفت إلى أن "المشاريع التي دعمها الصندوق رُشحت لأكثر من 160 جائزة تقريباً، وفازت بـ116 جائزة".
جاء تأسيس الصندوق ضمن حزمة خطوات اتخذتها السعودية لتشجيع صناعة السينما والتحول إلى مركز إقليمي لهذه الصناعة بعد رفع الحظر عن دور العرض المحلية في عام 2018.
وشملت الإجراءات تأسيس "مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي" (Red Sea International Film Foundation)، التي أطلقت الصندوق، كما تقدم المملكة حوافز سخية، بما في ذلك استرداد نقدي بنسبة 40% مما يُنفق على الإنتاج لجذب صُناع الأفلام العالميين. وفي فبراير الماضي، أطلقت "الصندوق السعودي للأفلام" (Saudi Film Fund) بقيمة 100 مليون دولار لتعزيز التعاون مع الاستوديوهات العالمية.
مبادرات سينمائية
لا يقتصر دور "صندوق البحر الأحمر للأفلام" على تقديم الدعم المالي، بل يمتد ليشمل إطلاق مبادرات متنوعة تهدف إلى تعزيز صناعة السينما. من بين هذه المبادرات، الاحتفاء بدور المرأة في هذا المجال عبر تمويل أفلام التخرج من أول جامعة متخصصة في صناعة الأفلام في المملكة العربية السعودية. كما يسعى الصندوق إلى توسيع حضوره العالمي من خلال شراكات مع مهرجانات دولية، وتقديم جوائز مالية لدعم المشاريع السينمائية المتميزة.
ويركز الصندوق على استقطاب صانعي الأفلام والمواهب الواعدة، بهدف تحفيز انطلاقة جديدة للأفلام في المنطقة، سواء كانت وثائقية، خيالية، أو رسوم متحركة قصيرة وطويلة.
تقييم المشاريع
دعم "صندوق البحر الأحمر للأفلام" خلال عامه الأول في 2022 حوالي 90 فيلماً، وفقاً لما ذكره إسكندر في تصريح لـ"الشرق". وأوضح قائلاً: "كنا نتساءل ما إذا كان الدعم قد وُجِّه فعلاً للمشاريع التي تستحق أم أن هناك مشاريع أخرى أجدر بالدعم. وفي العام التالي، تأكدنا أن اختياراتنا كانت مميزة، وأن فريق المشاهدة والاختيار هو الأنسب".
شارك الصندوق في دورة لمهرجان كان السينمائي بـ8 أفلام، منها فيلم الافتتاح "جان دو باري" الذي قام ببطولته جوني ديب. كما شارك في مهرجان فينيسيا بـ4 أفلام وأخرى في مهرجان برلين. وأشار إسكندر إلى أن فيلم "نورة" حقق إنجازاً كأول فيلم سعودي يُصوَّر بالكامل في مدينة العلا، وأول فيلم سعودي يشارك في مسابقة رسمية بمهرجان كان، وذلك في دورته الأخيرة في مايو الماضي. وأضاف أن فيلم "مندوب الليل" حقق نجاحاً لافتاً في شباك التذاكر بالسعودية، إلى جانب فيلم "شمس المعارف"، الذي كان من أولى المشاريع التي تلقّت دعماً من الصندوق.