بلومبرغ
تعهد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مؤسس شركة "تسلا"، بضخ 45 مليون دولار شهرياً لصالح مجموعة سياسية تناصر دونالد ترمب، وهي خطوة من شأنها أن تفيض بالسيولة النقدية على جهود إعادة انتخاب المرشح الجمهوري حتى موعد انعقاد الانتخابات في نوفمبر المقبل.
قد تساهم خطة ماسك لضخ هذه الأموال في تفوق ترمب بجمع التمويل على الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن، الذي يعاني من تمرد المتبرعين خلال الأسابيع الأخيرة، مع دعوة بعضهم بأن يتنحى جانباً لصالح مرشح جديد.
أعلن رجل الأعمال الملياردير دعمه لترمب في تغريدة له على منصة "إكس" بعدما أصيب الرئيس السابق بجرح أثناء حديثه أمام حشد انتخابي في بتلر ببنسلفانيا مساء السبت.
ومن بين كبار المتبرعين للجنة العمل السياسي "أميركا باك" كذلك كل من جو لونسديل من شركة "بالانتير" ومليارديري العملات المشفرة كاميرون وينكلفوس وتايلر وينكلفوس. وتعمل اللجنة على الوصول إلى الناخبين وإقناعهم بالمشاركة بالتصويت في انتخابات نوفمبر.
جمعت لجنة العمل السياسي البارزة 8.8 مليون دولار في الربع الثاني من العام، وأنفقت 7.8 مليون دولار، وبدأت شهر يوليو الجاري ولديها أقل من مليون دولار تحت تصرفها، وفق أحدث تقرير قدمته إلى "لجنة الانتخابات الفيدرالية".
لم يدرج اسم ماسك في ذلك التقرير الذي يذكر التبرعات التي قدمت في الفترة بين تأسيس لجنة العمل السياسي في 22 مايو حتى نهاية شهر يونيو، حيث لم يسهم بأي مبالغ فيها حتى شهر يوليو الجاري، وفقاً لأحد الأشخاص المطلعين.
متبرعون آخرون لحملة ترمب
تبرع لونسديل بمبلغ مليون دولار عبر شركة "لونسديل إنتربرايزز"، وقدم التوأمان وينكلفوس 250 ألف دولار لكل منهما. ومن المتبرعين الآخرين جو كرافت، الرئيس التنفيذي لشركة "ألاينس ريسورس بارتنرز"، الذي تبرع بمليون دولار، والذي كانت زوجته كيلي كرافت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة في عهد ترمب.
وتبرع دوغلاس ليون من شركة "سكوويا كابيتال" بمبلغ مليون دولار، وكذلك فعل جيمس لياوتود، صاحب المطاعم في فلوريدا.
تكشف التبرعات عن تزايد دعم ترمب بين كبار المتبرعين في عالم التكنولوجيا والمال، وبدأ هذا الدعم في التزايد بعد إدانة ترمب في 30 مايو من هيئة محلفين في مانهاتن بسبب اتهامات جنائية تتعلق بدفع أموال لنجمة أفلام إباحية لإسكاتها. كما استضاف ديفيد ساكس الذي يعمل في مجال رأس المال الجريء حدثاً لجمع التمويل لصالح ترمب في 6 يونيو، والذي جمع فيه 12 مليون دولار.
التقى كين غريفين من شركة "سيتادل" وبول سينغر، مؤسس شركة "إليوت إنفستمنت مانجمنت" لإدارة الاستثمار، وكلاهما من منتقدي ترمب، بالرئيس السابق لمناقشة التبرع لصالح ترشحه للبيت الأبيض. ولم يلتزم أي من الرجلين بالتبرع.
على الجانب الآخر، أدى الأداء الكارثي لبايدن في مناظرته مع ترمب في 27 يونيو الماضي إلى تسريع التحول نحو المرشح الجمهوري، كما أدخلت هذه المناظرة الحزب الديمقراطي في صراع داخلي بين مؤيدي بايدن وأولئك الذين يفضلون مرشحاً مختلفاً.
دعم ترمب من وراء الكواليس
تعمل لجنة العمل السياسي الأميركية في الغالب من وراء الكواليس لدعم حملة ترمب على الأرض. وعلى الرغم من أن إفصاحات لجنة الانتخابات الفيدرالية لا توضح بالتفصيل أين تقوم اللجنة بنشاطها، فإن جهود التحقق من الأصوات الانتخابية وزيادة المشاركة تركز بشكل مكثف على الولايات الرئيسية التي ستحدد نتيجة الانتخابات.
استثمر الديمقراطيون بكثافة في المكاتب الميدانية والموظفين في الولايات المتأرجحة، وهي خطوات يروج لها بايدن بانتظام في حملته الانتخابية.
توفر لجنة العمل السياسي الكبرى -التي تقوم بتلك الجهود لصالح ترمب- للجمهوريين ميزة مالية كبيرة لإنفاق أموال الحملة الرسمية في أماكن أخرى فيما قد تصبح أعلى انتخابات رئاسية تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.
ومن بين المنظمات الخارجية الداعمة لترمب، تعد لجنة العمل السياسي الأميركية أعلى الجهات إنفاقاً على الاتصالات المباشرة بالناخبين. فقد أنفقت 15.8 مليون دولار حتى الآن، منها 13.1 مليون دولار للأنشطة الميدانية، حسبما تظهر السجلات الفيدرالية. كما أنفقت أيضاً على وسائل الإعلام الرقمية والرسائل النصية والمكالمات الهاتفية للوصول إلى الناخبين.
وتركز المجموعة على جهود الإقناع من الباب إلى الباب ومساعي إقناع الناخبين بالمشاركة في التصويت. ويسمح قرار أصدرته مؤخراً لجنة الانتخابات الفيدرالية للجان العمل السياسي الكبرى بالتنسيق مع الحملات الانتخابية بشأن التواصل مع الناخبين.