رويترز
أصبحت مجموعة من المقترحات السياسية المحافظة المعروفة باسم "مشروع 2025"محور انتقادات معارضي المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب، في ظل الجهود المبذولة لتسليط الضوء على ادعاءات بشأن خطورة عودته إلى البيت الأبيض مع فوز وشيك بانتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر.
وحاول ترمب في الآونة الأخيرة أن ينأى بنفسه عن "مشروع 2025"، على الرغم من أن كثيرين من أقرب مستشاريه السياسيين ضالعون فيه بشدة.
وتقول حملة الرئيس الديمقراطي جو بايدن إن المشروع دليل على أن ترمب سيتبنى "سلسلة من السياسات السلطوية واليمينية المتشددة إذا أصبح رئيساً".
ما مشروع 2025؟
مشروع 2025 في جوهره مجموعة من المقترحات السياسية التفصيلية التي وضعها مئات من المحافظين البارزين، ويأمل المشاركون في المشروع أن يتبناها ترمب إذا انتُخب رئيساً. وهذه المقترحات يضمها كتاب يتألف من نحو 900 صفحة.
ويجمع المشاركون في المشروع أيضاً قوائم بآلاف المحافظين الذين يمكن وضعهم في مناصب سياسية بالتعيين في الحكومة في الأيام الأولى لإدارة ترمب.
وخلف الستار، يعمل المنتسبون للمشروع على صياغة أوامر تنفيذية ولوائح تنظيمية يمكن استخدامها للتنفيذ السريع للسياسات التي يدعو إليها المشروع بمجرد تولي ترمب المنصب.
هل المشروع مرتبط بحملة ترمب؟
نعم ولا. إذ إن المشروع هو ثمرة تعاون عشرات المنظمات المحافظة، ويشرف عليه مركز "هيرتيج فاونديشن" البحثي اليميني. وهذه المجموعة مستقلة عن حملة ترمب، وهي الحقيقة التي أكد عليها "مشروع 2025" وترمب نفسه.
وذكر ترمب، عبر وسائل التواصل الاجتماعي في أوائل يوليو، أنه لا يعرف شيئاً عن "مشروع 2025"، لكن هذه ليست القصة كلها.
فالواقع أن الكثير من أقرب مستشاري ترمب السياسيين، الذين من المرجح أن يشغلوا مناصب رفيعة في إدارته ضالعون بشدة في المشروع.
على سبيل المثال، يلعب المسؤول السابق في إدارة ترمب، روس فوت، دوراً رئيسياً في "مشروع 2025"، ويشغل فوت كذلك منصب مدير السياسات في لجنة برنامج "المؤتمر الوطني" للحزب الجمهوري، وهو التعيين الذي أقرته الحملة.
ما المقترحات الرئيسية في المشروع؟
تمتد المقترحات السياسية لـ"مشروع 2025" من الشؤون الخارجية إلى التعليم.
ومن بين مقترحات عديدة، يدعو "مشروع 2025" إلى تطبيق قوانين تجعل إرسال أقراص عقاقير الإجهاض بوصفة طبية عبر البريد غير قانوني، ويقترح تجريم المواد الإباحية، وإلغاء وزارة التعليم.
ويدعو المشروع كذلك إلى إلغاء لوائح الحفاظ على البيئة على نطاق واسع، وإلى اتخاذ إجراءات صارمة في مواجهة البرامج التي تعزز التنوع في مكان العمل والتي يقول المشروع عنها إنها قد تكون "غير قانونية إلى حد كبير".
كما يقترح المشروع توسيع نطاق السلطة الرئاسية عبر زيادة عدد المعينين في مناصب سياسية، وتعزيز سلطة الرئيس على وزارة العدل. وروع هذا الاقتراح كثيرين من مسؤولي إنفاذ القانون الذين يقولون إنه "سيقوض قدرة الوزارة على إجراء تحقيقات دون تدخل سياسي".
هل يوافق ترمب على مقترحات المشروع؟
يوافق ترمب فيما يبدو على مقترحات كثيرة في المشروع، لكن ليس عليها كلها.
ومن الناحية العملية، تضم حملته فريقاً سياسياً داخلياً صغيراً، ويميل ترمب إلى مناقشة السياسة في عبارات فضفاضة فحسب خلال حملته الانتخابية.
وأيد ترمب مقترحات كثيرة محورية في "مشروع 2025"، مثل منح نفسه القدرة على زيادة عدد المعينين في مناصب سياسية بالحكومة، وإلغاء وزارة التعليم، لكنه لا يتفق مع مقترحات أخرى، مثل فرض "قيود على عقاقير الإجهاض".
ما سبب أهمية مشروع 2025 حالياً؟
مشروع 2025 موجود على نحو ما منذ أوائل 2023، لكن في الأشهر القليلة الماضية، بذلت "حملة بايدن" جهوداً منسقة لتعزيز الوعي بـ"مشروع 2025" بين الناخبين، وتحويل المشروع إلى رمز للتحول السياسي اليميني المتشدد الذي تقول الحملة إنه" سيحدث في الولايات المتحدة إذا أصبح ترمب رئيساً".
وقال بايدن، هذا الأسبوع، إن "مشروع 2025 سيدمر أميركا"، وأنشأت حملته صفحة على الإنترنت مخصصة للمشروع. وأعلنت اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي في يوليو خططاً لوضع لوحات إعلانية تتحدث عن "مشروع 2025" في عشر مدن.
وتزايدت المخاوف بين بعض معارضي ترمب من أن محاولات المشروع تعزيز سلطة الرئيس ستكون خطيرة على نحو خاص، بعد قرار للمحكمة العليا أوائل يوليو، يمنح الرؤساء حصانة واسعة من الملاحقة القضائية على الإجراءات التي يتخذونها أثناء وجودهم في المنصب.
وبدورها عبرت حملة ترمب عن انزعاجها على نحو متزايد من المشروع، ودأبت على التأكيد على أن مقترحات المشروع ليس لها صلة بالبرنامج السياسي الرسمي للحملة.
واتهمت مسؤولة في حملة ترمب، في بيان لـ"رويترز"، الديمقراطيين بـ"بث الخوف" وقالت: "إنه يتعين عدم النظر لشيء آخر على أنه موقف رسمي سوى برنامج الجمهوريين الرسمي، وسلسلة مقترحات الحملة المعروفة باسم قائمة الأولويات 47".
وقالت دانييلا ألفاريث، المتحدثة باسم "حملة ترمب": "فريق بايدن واللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي يكذبون، ويبثون الخوف؛ لأنهم ليس لديهم شيء آخر يقدمونه للشعب الأميركي".