أدى انخفاض سعر بتكوين لليوم الثالث على التوالي إلى اقتراب العملة المشفرة من مستويات بلغتها آخر مرة في فبراير الماضي، وسط تحديات منها الدراما السياسية المحيطة بالانتخابات الأميركية، واحتمال تخلص الدائنين من العملات المشفرة التي ستعيدها لهم بورصة "إم تي غوكس" (Mt.Gox) المنهارة.
انخفضت أكبر عملة مشفرة بنسبة 2.7% اليوم الخميس، قبل تقليص بعض خسائرها لتُتداول بانخفاض 1% عند 58875 دولاراً حتى الساعة 12:22 ظهراً في سنغافورة. كما هوت أيضاً العملات المشفرة الأصغر مثل "سولانا" وعملة الميم المفضلة لدى المتداولين "دوج كوين".
يدرس المستثمرون في الأسواق العالمية سيناريوهات استسلام الرئيس جو بايدن البالغ من العمر 81 عاماً لدعوات التخلي عن محاولته للفوز بفترة جديدة في انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة.
أحد الاحتمالات هو ظهور منافس ديمقراطي أقوى يُصعّب الأمور على الجمهوري دونالد ترمب، الذي يشجع برنامجه صناعة العملات المشفرة.
في الوقت نفسه، يعمل مسؤولو "إم تي غوكس" على إعادة أكثر من 137000 بتكوين إلى الدائنين على مراحل. والمتداولون غير متأكدين من المقدار الذي سيباع من الثمانية مليارات دولار في نهاية المطاف، ويقيمون بشكل منفصل مخاطر التخلص من "بتكوين" التي صادرتها الحكومتان الأميركية والألمانية.
قال ريتشارد غالفين، المؤسس المشارك لصندوق التحوط "ديجيتال أسيت كابيتال مانجمنت" (Digital Asset Capital Management): "احتمال وجود مرشح ديمقراطي أقوى محل بايدن قد لا يكون مؤيداً للعملات المشفرة يعد عاملاً على التراجع. السبب الأكبر على المدى القصير لضعف بتكوين هو تراكم (العملات المشفرة التي ستردها) إم تي غوكس (للعملاء) والبيع الحكومي".
مصاعب مُعدّني "بتكوين"
يواصل مشغلو أجهزة الكمبيوتر كثيفة الاستهلاك للطاقة التي تدعم سلسلة كتل "بلوكتشين" الخاصة بـــ"بتكوين" استيعاب التأثير المالي لما يسمى بالتنصيف في أبريل، والذي حد من المكافآت الجديدة التي يتلقونها مقابل العمل الذي يقومون به. وأحد ردود الفعل التي اتخذها مُعدّنو "بتكوين" على ذلك هو بيع بعض مخزونهم من الرموز المميزة.
كتبت نويل أتشيسون، معدة النشرة الإخبارية "كريبتو إز ماكرو ناو" (Crypto Is Macro Now): "تستمر بتكوين في مواجهة ضغوط البيع من المعدنين".
مع ذلك، يمكن أن تتحول المعنويات بسرعة لصالح العملات المشفرة، لأسباب منها على سبيل المثال تحفيز البيانات الاقتصادية الأميركية الأضعف للرهانات على تحول الاحتياطي الفيدرالي لسياسة نقدية أكثر مرونة. كما أن الموافقات المعلقة على الصناديق الأميركية المتداولة في البورصة التي تستثمر في العملة المشفرة الثانية عالمياً "إيثريوم" يمكن أن تحسن المعنويات أيضاً.
وربما يتغير تفسير التطورات السياسية في الولايات المتحدة أيضاً. فقد ذهب مات هوغان، كبير مسؤولي الاستثمار في "بيتوايز أسيت مانجمنت" (Bitwise Asset Management)، إلى أن التغير المحتمل لمرشح الرئاسة على بطاقة الترشح الديمقراطية (التي تشمل أيضاً نائب الرئيس) "من المرجح أن يكون مؤيداً للعملات المشفرة". وقال إن موقف واشنطن تجاه الأصول الرقمية تحسن بشكل عام خلال العام الماضي.
ويراقب المضاربون حالياً تحركات "بتكوين" عن كثب لمعرفة ما إذا كانت المستويات الفنية التي تخضع لمراقبة وثيقة ستصمد أم تتراجع. وأغلقت العملة المشفرة للتو دون مستوى تقريبي لمتوسط سعرها المتحرك لمدة ستة أشهر. وينذر ذلك بمزيد من الخسائر حسبما يشير تاريخ العملة المشفرة ويظهر في بيانات بلومبرغ.