بلومبرغ
أشار دونالد ترمب إلى أنه سيجعل موقفه من الصين مرة أخرى جزءاً رئيسياً من استراتيجية حملته الرئاسية الأميركية، ما أدى إلى وجود علاقة لا أساس لها بين الاضطرابات في أسواق الأسهم في البلاد وفوزه الجامح في المؤتمر الجمهوري في ولاية أيوا.
على الرغم من تراجع مقياس الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة يوم الثلاثاء، إلا أن الأسهم المتداولة في البر الرئيسي للصين شهدت ارتفاعاً. حيث يرتبط الضعف الأخير في أسواق البلاد بالمخاوف المحلية أكثر من موقف ترمب، وفقاً لويلر تشين، المحلل في شركة "فورسيث بار آسيا" (Forsyth Barr Asia).
ومع ذلك، استمد ترمب من قواعد اللعبة المألوفة التي تسند تقلبات الأسواق إلى سياساته وأفعاله.
أسهم الصين تواصل هبوطها بضغط من العقارات والبيانات المحبطة
قال ترمب ليلة الثلاثاء خلال حملته الانتخابية في نيو هامبشاير، الولاية التالية في تقويم ترشيح الحزب الجمهوري: "لقد شعرت بالسوء تجاههم. شهدت الصين بالأمس انهياراً في سوق الأسهم. هل تعرف السبب؟ لأنني فزت بولاية أيوا".
وأضاف: "حرفياً، بمجرد أن بدأت أرقام الفرز في الظهور بالأمس، شهدت سوق الأسهم في الصين انهياراً كبيراً، حيث سجلت أحد أسوأ الأرقام التي لم تشهدها منذ سنوات".
تراجع كبير في الأسهم الصينية
أعطى تباهي ترمب بفوزه المستثمرين والناخبين لمحة عن عقيدة ترمب التجارية إذا أعاده الجمهور إلى البيت الأبيض في انتخابات نوفمبر. حيث شهدت فترة ولايته الأولى حرباً تجارية متبادلة انخرط فيها مع بكين.
وفي حالة حصوله على ولاية ثانية، طرح ترمب فكرة تطويق الصناعة الأميركية بتعريفة جمركية بنسبة 10%، والتي قد تتسبب في موجة جديدة من الاضطرابات في سلاسل التوريد.
تعليقاً على ذلك، قال ترمب: "أحب الصين. أحب الجميع لكنهم لا يستطيعون استغلالنا". "هذا يخبرك بما يدور حوله الأمر. إذا عدت إلى الرئاسة فإنهم يعلمون أن الأمر لن يكون جيداً بالنسبة لهم".
لماذا يتفاقم خطر فك الارتباط بين الولايات المتحدة والصين؟
على الجانب الآخر، تراجع مؤشر "ناسداك غولدن دراغون تشاينا" (Nasdaq Golden Dragon China)، وهو مقياس يتتبع الشركات الصينية المدرجة في الولايات المتحدة، بنسبة 3.8% بين عشية وضحاها إلى أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2022. وكانت شركة صناعة السيارات الكهربائية الصينية "نيو" (Nio) وشركة الإنترنت الصينية العملاقة "بايدو" (Baidu). من بين أكبر الخاسرين. فيما ارتفع مؤشر شنغهاي شنزن (سي إس آي 300)، وهو المؤشر القياسي للأسهم المدرجة في الصين بنسبة 0.6%، مقلصاً بذلك انخفاضه خلال الأشهر الـ12 الماضية إلى 21%.
قال تشن: "هذا يشبه أسلوب ترمب للغاية. لكنني شخصياً، لا أعتقد أن تراجع قيمة الأسهم مرتبط به. الأمر يتعلق أكثر بمشكلة السوق الصينية الخاصة بها. لكن ترمب بالتأكيد يود ربط ذلك بفوزه".
احتمالات عودة ترمب إلى البيت الأبيض
جاءت حملة ترمب في أتكينسون الواقعة في ولاية نيو هامبشاير بعد يوم من تسجيله فوزاً ساحقاً في ولاية أيوا، متقدماً بفارق كبير على منافسيه الرئيسيين، حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الذي جاء في المركز الثاني، وحاكمة ساوث كارولينا السابقة نيكي هالي التي احتلت المركز الثالث.
يُقرب الفوز في المؤتمر الحزبي يوم الإثنين ترمب خطوة واحدة من الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري، حيث تظهر استطلاعات الرأي أيضاً أنه يتقدم في نيو هامبشاير، وإن كان بهامش أقل مما هو عليه في ولايات التصويت المبكر الأخرى.
أقلقت قبضة ترمب القيادية على السباق الرئاسي للحزب الجمهوري بعض الدول بشأن عودته المحتملة إلى البيت الأبيض والعواقب التي قد تحملها لبقية العالم. وقد يؤدي فوز ترمب إلى تغييرات في السياسة الأميركية بشأن التجارة والضرائب والأمن.