قال اثنان من كبار الجنرالات في الصين، إنَّ بكين يجب أن تعزز الإنفاق العسكري للاستعداد لمواجهة محتملة مع الولايات المتحدة، في اعتراف غير عادي بخطر حدوث صدام بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأدلى الجنرالان –وهما عضوان باللجنة العسكرية المركزية بقيادة الرئيس شي جين بينغ- بهذه التصريحات خلال الدورة التشريعية الوطنية السنوية في بكين، في إشارة إلى اجتماع المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، أعلى هيئة تشريعية في البلاد.
وقال نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية، شو تشيليانغ، أكبر مسؤول عسكري صيني، إنَّ البلاد بحاجة إلى الاستعداد لمواجهة "فخ ثوسيديديس"، وهو صراع لا مفرَّ منه بين قوة صاعدة، وقوة راسخة.
وأضاف شو يوم الجمعة، أنَّه على الرغم من نشر التصريحات في وقت لاحق، "لمواجهة "فخ ثيوسيديديس"، والاضطرابات الحدودية، يجب على الجيش تكثيف جهوده لتحسين قدراته".
وتابع " الأمر الأكثر أهمية، هو الوحدة الداخلية، والتماسك، وتحسين القدرات العامة. إذا كانت الدولة قوية، فسيكون لديها استقرار طويل الأمد، فضلاً عن أنَّه لا يمكن قهرها".
وقد يكون كلام شو عن "الاضطرابات الحدودية" إشارة إلى صدام الصين الذي أوقع قتلى مع الهند العام الماضي، فضلاً عن النزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي والشرقي.
وقال وزير الدفاع الصيني وي فنغي، عضو اللجنة العسكرية المركزية، بشكل منفصل، إنَّ "الاحتواء ومكافحة الاحتواء سيكونان النغمة الرئيسية للعلاقات الثنائية بين الصين والولايات المتحدة".
لجم المنافس الاستراتيجي
تمثِّل هذه التصريحات اعترافاً نادراً من الصين بشأن الخطر المتزايد للمواجهة مع الولايات المتحدة، بعد تصاعد الخلافات في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب بشأن كل المسائل بما في ذلك التجارة وتايوان.
وقلَّل قادة صينيون مراراً وتكراراً من خطر وقوع " فخ ثوسيديديس"، إذ قال شي خلال عام 2015 أثناء زيارة للولايات المتحدة، إنَّ مثل هذا الصراع ليس حتمياً طالما تجنَّب البلدان سوء التقدير الاستراتيجي.
وأكَّدت وثيقة استراتيجية للأمن القومي، نشرها الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي، تصنيف ترمب للصين على أنَّها "منافس استراتيجي".
وتسعى الإستراتيجية إلى تقليل التركيز على استخدام الجيش الأمريكي لحلِّ النزاعات، والتعهد بالعمل مع "الدول ذات التفكير المماثل" لصياغة نهج مشترك تجاه بكين.
ويشير "فخ ثوسيديديس" إلى تفسير المؤرخ اليوناني القديم "ثوسيديديس" للحرب البيلوبونيسية على أنَّها صدام حتمي بين أثينا الصاعدة والقوة الإقليمية الراسخة، سبارتا.
وصاغ المصطلح غراهام أليسون، الأستاذ في كلية كينيدي للحكم بجامعة هارفارد، الذي قال، إنَّ الصين ستهدد بإزاحة النفوذ الأمريكي، مما قد يؤدي إلى تنافس غير صحي أو نشوب نزاع مسلح.
وتعهَّد شي أن تكون الصين قوة عسكرية عظمى، وبإكمال تحديث القوات المسلحة مع حلول عام 2035، وبناء جيش على مستوى عالمي قادر على كسب الحروب في جميع الميادين بحلول عام 2050.
وتوقَّعت الصين نمو الإنفاق الدفاعي بنسبة 6.8% خلال 2021، ارتفاعاً من 6.6% في 2020، أبطأ وتيرة في ثلاثة عقود. وقال وزير الدفاع الصيني "وي"، إنَّ النضال بشأن جهود الاحتواء "ستستمر طوال عملية الإنعاش الوطني بالصين". وأضاف: " لقد دخل الأمن القومي الصيني في مرحلة عالية المخاطر. إنَّ المهام تتزايد لقطاع الدفاع والجيش".
وتابع أنَّ الصين "يجب أن تعزز بشكل شامل التدريب، والاستعداد للحرب، وتحسين القدرة الاستراتيجية للفوز على أعداء أقوياء".