من هو موكيش أمباني المتربع على عرش أثرياء آسيا؟

ذاع صيت "موكيش أمباني" (Mukesh Ambani)، مؤسس شركة "ريلاينس للصناعات المحدودة" ( Reliance Industries Ltd.) كبرى شركات النفط والاتصالات، عندنا أزاح نظيره "جاك ما" (Jack Ma) مؤسس "مجموعة علي بابا القابضة المحدودة" (Alibaba Group Holding Ltd) من موقع الصدارة لقائمة الأثرياء في آسيا، خلال العام 2018.

1. كم تبلغ ثروة "أمباني"؟

قدّرت قائمة بلومبيرغ لأثرياء العالم ثروة رجل الأعمال الهندي، موكيش أمباني، مؤخراً بـ80.4 مليار دولار، ليتربع ضمن القائمة في المركز السابع خلال 2020، وتعد شركته "ريلاينس للصناعات، ثاني أكبر شركة في الهند، إذ يحتفظ "أمباني" لنفسه بموقع رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في الشركة.

ويمتلك "أمباني" وأسرته أكثر من 43 بالمئة من أسهمها، كما أنه يحصل على أرباح أسهم وراتب ومكافأة بصفته عضوًا في مجلس الإدارة، فضلًا عن امتلاكه حصة في شركة "ريلاينس لصناعات البيئة التحتية" (Reliance Industrial Infrastructure Ltd)، إضافة إلى بعض استثماراته الخاصة ذات القيمة المرتفعة ومنها خط أنابيب لنقل الغاز.

2. كيف حصل "موكيش أمباني" على فرصة للنجاح؟

من والده "ظهير بهائي أمباني" (Dhirubhai Ambani)، الذي بدأ مسيرته المهنية كموظف قبل أن يتخذ قرارًا جريئًا ويأسس أعماله التجارية الخاصة في التوابل وخيوط الغزل، ثم أنشأ شركة "ريلاينس " لتصنيع الأقمشة والمنسوجات. وُلد "موكيش" بعد 10 سنوات من استقلال الهند عن بريطانيا في عام 1947 ودرس الهندسة الكيميائية قبل انضمامه إلى مجلس إدارة شركة "ريلاينس"، وكان عمره آنذاك 20 عامًا، إلى جانب شقيقه الأصغر "أنيل" (Anil).

عُرف "موكيش أمباني" بتنفيذه للمشاريع الكبيرة ولعب دورًا مهمًا في دخول الشركة في مجال التكرير والبتروكيماويات في التسعينيات من القرن العشرين ثم في مجال الاتصالات والتجزئة في بداية الألفية الثانية. وكان له دور أساسي في إنشاء أول مشروع صناعي كبير لشركة "ريلاينس" في منطقة "باتالجانجا"، ويليه مشروع أكبر مجمع للتكرير في العالم في "جامناجار" على الساحل الغربي للهند.

3. كيف اتفق الأخوان؟

عندما توفي "ظهير بهائي أمباني" في عام 2002، لم يترك وصية لعائلته، الأمر الذي أدى إلى حدوث خلافات بين "موكيش" وأخيه "أنيل"، الذي يبلغ الآن 59 عامًا، استمرت لأكثر من عقد من الزمن. وبعد الوصول إلى تسوية بفضل والدتهما في عام 2005، تم تقسيم أعمال العائلة بينهما.

حافظ "موكيش" على سيطرته على عمليات التكرير والبتروكيماويات والنفط والغاز والمنسوجات، فيما تولى "أنيل" إدارة الأعمال المتعلقة بالبناء والاتصالات وإدارة الأصول والترفيه وتوليد الطاقة؛ لكن سرعان ما بدأ مسار الأمور المالية للأخوين بالاختلاف.

4. ماذا حدث لـ "أنيل أمباني"؟

بدأت ثروة "أنيل" بالتناقص بعد أن أدت مشاريعه في مجال الطاقة إلى تراكم ديونه بشكل كبير وعانت أعماله في مجال الاتصالات من المنافسة القوية، قبل أن يتدخل شقيقه "موكيش" لينقذه في عام 2018 بموافقته على شراء معظم أصول شركة "ريلاينس للإتصالات (Reliance Communications Ltd).

5. كيف كانت مسيرة "موكيش"؟

استفاد "موكيش" من النمو الثابت لأعمال شركة "ريلاينس"، وحاز على ثقة والده الذي طلب منه العودة إلى الهند من "جامعة ستانفورد" (Stanford University) أثناء دراسته لماجستير إدارة الأعمال، وبعد انفصاله عن "أنيل"، شهدت الشركة نموًا قويًا وثابتًا حتى الأزمة المالية في عام 2008، والتي أعقبتها فترة من التراجع في الأداء، خاصة مع تشكيك المستثمرين في استراتيجيته للعودة إلى سوق الاتصالات عن طريق الاستحواذ على شركة صغيرة فازت بمناقصة لمشروع تنفيذ طيف النطاق العريض لعموم الهند.

وتراجعت قيمة السهم الخاصة بشركته مع استغراق الأعمال الجديدة فترة أطول من المتوقع للانطلاق، ولكنه استعاد حيويته بعد إعلان "أمباني" عن أسعار خدمات الاتصالات في عام 2017، وأدى ذلك إلى رفع القيمة السوقية لـ "ريلاينس" إلى أكثر من 100 مليار دولار للمرة الأولى منذ عشر سنوات.

6. ما الذي يساعد في تعزيز ثروته؟

لعبت ثقة "موكيش" في شركته للاتصالات "ريلاينس جيو إنفوكوم إل تي دي" (Reliance Jio Infocomm Ltd.)، إذ يقول "ديفين تشوكسي" (Deven Choksey)، العضو المنتدب في شركة "كيه آر تشوسكي شيرز آند سيكيوريتيز بي في تي" (K.R. Choksey Shares and Securities Pvt) ومقرها في مومباي: "إنّ شركة "ريلاينس جيو إنفوكوم " هي أكبر عامل لارتفاع قيمة أسهم مجموعة ريلاينس".

وبعد منح الشركة للمستخدمين مكالمات هاتفية مجانية وخدمة اتصال بالإنترنت بأسعار زهيدة، أعلن "موكيش" خططًا لدمج الأعمال الاستهلاكية لشركته مع أعمال الاتصالات والإعلام. وهنا يقول "تشوكسي": "تمكن (موكيش) مع شركتة من إنشاء طريق سريع، وسيوفر السيارات للمستهلكين، وبما أنهم يقودون سياراته على الطريق السريع الخاص به، فعليهم دفع الرسوم له. ولم يكن مسار الأمور هذا واضحًا سابقًا".

7. من سيخلُف "موكيش أمباني"؟

هذا الأمر غير واضح، إذ لديه ثلاثة أبناء، منهم توأمان يبلغان من العمر 27 عامًا، "عائشة" (Isha) و"آكاش" (Akash)، اللذان قُلدا مناصب في الشركة إذ يتولى كل منهما منصبًا تنفيذيًا رئيسيًا في شركة الاتصالات. أما الابن الأصغر، "أنانت" (Anant)، فشارك في بعض اجتماعات وفعاليات الشركة.

8. ما هي هوايات " أمباني"؟

الطعام الهندي وأفلام بوليوود ولعبة الكريكيت طبعًا، كما يحب "موكيش" المطبخ الهندي الجنوبي ويذهب كثيرًا إلى "مايسور كافيه" (Mysore Cafe) وهو مقهى شهير في وسط مومباي يعود إلى ثلاثينيات القرن العشرين، كما أنه مهووس بالتكنولوجيا ويحب مواكبة أحدث المعدات والتطورات في مجال الاتصالات والتكنولوجيا الرقمية والتشغيل الآلي.

ويحرص "موكيش" على مشاهدة ما يقارب ثلاثة أفلام بوليوودية في الأسبوع، ويمكن القول إنّ أهم مظاهر ترفه هو البرج الذي بناه في جنوب مومباي، حيث يعيش مع زوجته "نيتا" (Nita) وأولاده الثلاثة، والذي قدّرت قيمته في العام الماضي بنحو 400 مليون دولار. كما يملك الملياردير فريق محترفي الكريكيت "مومباي إنديانز".