بلومبرغ
اعتلى الرئيس التنفيذي لشركة "إنتل"، بات غيلسنغر، خشبة المسرح في معرض "كومبوتيكس" المقام في تايوان للحديث عن المنتجات الجديدة التي يتوقع أن تساعد شركته في استعادة الحصة السوقية المفقودة لصالح نظرائها، مثل "إنفيديا" الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
عرضت "إنتل" معالجاتها الجديدة لمراكز البيانات "زيون 6" (Xeon 6) ذات النواة التقنية الأكثر كفاءة، والتي ستسمح للمشغلين بتقليل المساحة المطلوبة لمهمة معينة إلى الثلث مقارنة بأجهزة الجيل السابق. ومثلها مثل المنافسين، من شركة "أدفانسد مايكرو ديفايسز" (Advanced Micro Devices) إلى شركة "كوالكوم" (Qualcomm)، روجت "إنتل" لمؤشرات الأداء التي أظهرت أن رقائقها الجديدة أفضل بكثير من خياراتها الحالية. استخدم الرؤساء التنفيذيون لشركتي "إيه إم دي" و"كوالكوم"، في خطابات سابقة خلال "كومبوتيكس"، معالجات الحواسيب المحمولة والمكتبية الخاصة بـ"إنتل" لإظهار مدى تفوقهم في بعض جوانب التكنولوجيا.
عالم الذكاء الاصطناعي
وجه غيلسنغر ضربة مباشرة لمزاعم جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، بأن المعالجات التقليدية مثل الخاصة بـ"إنتل" أصبحت قديمة في عصر الذكاء الاصطناعي.
وأفاد: "على عكس ما يريد جنسن أن تصدقه، فإن قانون مور لا يزال سارياً وبخير"، مشدداً على أن "إنتل" ستلعب دوراً رئيسياً في انتشار الذكاء الاصطناعي باعتبارها مزوداً رائداً لرقائق الحواسيب الشخصية.
وأوضح: "أفكر في الأمر مثلما كان الإنترنت قبل 25 عاماً، إنه كبير جداً"، و"نحن نرى أن هذا هو الوقود الذي يدفع صناعة أشباه الموصلات للوصول إلى تريليون دولار بحلول نهاية العقد".
أنظمة "غاودي"
وقال غيلسنغر إن أنظمة "غاودي" (Gaudi) من "إنتل"، التي تجمع رقائقها في مجموعات من معالجات متعددة مصممة للتعامل مع تدريب الذكاء الاصطناعي التوليدي، ستُقدم من خلال شركاء مثل "ديل تكنولوجيز" (Dell Technologies) و"إنفنتك" (Inventec). وسيجري بيع مجموعة واحدة تضم ثمانية مسرعات من نوع "إنتل غاودي 2" مقابل 65 ألف دولار. كما ستُقدم مجموعة أقوى مكونة من ثمانية مسرعات "إنتل غاودي 3" بسعر 125 ألف دولار، علماً بأن الشركة تقدر أن كلا العرضين أقل تكلفة من المنافسين.
تتألف كل مجموعة من مجموعات "غاودي 3" من 8192 مسرعاً وتقدر "إنتل" أنها توفر تدريباً أسرع بنسبة 40% لنموذج الذكاء الاصطناعي مقارنة بمجموعة مكافئة الحجم من وحدات معالجة الرسومات "إنفيديا إتش 100" (Nvidia H100). وأوضحت "إنتل" أيضاً أن "غاودي 3" سيكون أسرع مرتين من "إنفيديا إتش 100" في تنفيذ مهام الاستدلال بالذكاء الاصطناعي، كما يجري قياسه في نماذج شائعة مثل تلك التي صنعتها شركتا "ميتا بلاتفورمز" و"ميسترال" (Mistral). وربما لا تكون هذه المزايا كافية للإطاحة بـ"إنفيديا" من مركز الصدارة في معالجة مراكز البيانات بالذكاء الاصطناعي.
قال ليونارد لي، المحلل في شركة "نيكست كيرف" (neXt Curve): "لم يعد أداء كل مسرع على حدة هو الشيء الأكثر أهمية". وأصبحت الميزة الكبرى لـ"إنفيديا" هي وجود نظام بيئي متماسك ومتكامل وتقنية خاصة مثل "إن في لينك" (NVLink) التي تضمن عمل مجموعات الحوسبة الخاصة بها كوحدة واحدة. وتابع لي أن "القوة تكمن في القدرة على إنشاء مُسرع منطقي بحجم هائل".
تراجع إيرادات "إنتل"
قادت "إنتل"، ومقرها في سانتا كلارا، صناعة الحواسيب لعقود، لكن إيراداتها تراجعت خلال العامين الماضيين مع تفوق منافسيها. وأنفق غيلسنغر، الذي عاد إلى الشركة قبل ثلاثة أعوام لتغيير مصيرها، مبالغ كبيرة لتنشيط منتجاتها وبناء شبكة مصانع قال إنها ستستعيد الريادة في تصميم الرقائق وتصنيعها.
بالرغم من توقف مبيعات "إنتل" عن الانكماش، لا يتوقع المحللون أن تحقق الشركة انتعاشاً سريعاً، بل إنها في طريقها لإنهاء 2024 بإيرادات أقل بمقدار 20 مليار دولار عما كانت عليه في 2021. وفي الوقت نفسه، يُتوقع أن تتضاعف مبيعات "إنفيديا" ونمو مبيعات "إيه إم دي" بأكثر من 10%، حيث تستفيد هذه الشركات بشكل أفضل من الإنفاق الهائل على أجهزة حوسبة الذكاء الاصطناعي.
وقال غيلسنغر إن "هذا هو الوقت الأكثر أهمية في حياتنا المهنية معاً"، مُكرراً أهمية تعاون "إنتل" مع شركائها". وتابع: "لقد خُلقنا لهذه اللحظة".