بلومبرغ
تواجه الصفقة المرتقبة بين النمسا وشركة الطاقة المملوكة للإمارات، لإنشاء شركة عالمية عملاقة للكيماويات أشهراً من التأخير الإضافي، حيث تؤدي الانتخابات المقبلة في الدولة الأوروبية إلى تعقيد عملية صنع القرار.
تعثرت المحادثات بين شركة "بترول أبوظبي الوطنية" (أدنوك)، وشركة "أو إم في إيه جي" (OMV AG) بشأن دمج وحدتي الكيماويات التابعة لهما منذ أشهر، وهو ما يرجع في المقام الأول إلى التقييمات، وفقاً لعدد من الأشخاص المطلعين على الأمر، والذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم. وقال بعض الأشخاص إن الأمر بلغ الآن مرحلة يمكن فيها تأجيل أي اتفاق إلى ما بعد الانتخابات الوطنية النمساوية المتوقعة في الخريف.
ذكر أشخاص مطلعون أن الفرق الداخلية لا تزال تعمل على التفاصيل، لكن عمل المستشارين الخارجيين تباطأ بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة. وقال متحدث باسم "أو إم في" إن المفاوضات "مستمرة ومفتوحة"، فيما امتنعت "أدنوك" عن التعليق.
أكبر صفقات القطاع
كان اندماج شركة "بورياليس" (Borealis AG) الأوروبية لإنتاج الكيماويات وشركة "بروج" (Borouge Plc) المدرجة في أبوظبي أحد أكبر الصفقات في الصناعة هذا العام. ومن شأن الصفقة المرتقبة أن تخلق شركة عالمية عملاقة للمواد الكيميائية والبلاستيك بقيمة 30 مليار يورو (32 مليار دولار) مع إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا والمواد الأولية الرخيصة.
التقى رئيس شركة "أدنوك" سلطان الجابر، والرئيس التنفيذي لشركة "أو إم في" ألفريد ستيرن في فيينا أمس الخميس كجزء من حفل إحياء ذكرى استثمار دولة الإمارات العربية المتحدة في "أو إم في". وقال ثلاثة أشخاص مطلعين على الإجراءات إنه لم يتم إجراء أي محادثات جوهرية بشأن الاندماج.
أوضح بعض الأشخاص أن شركة "أو إم في" ترفض طلب "أدنوك" بدفع مبلغ نقدي قدره 1.7 مليار يورو للحفاظ على حصة متساوية في الأعمال المدمجة، وأشاروا أيضاً إلى المساهمة التكنولوجية التي ستقدمها "بورياليس" للكيان المدمج. وتظهر البيانات التي جمعتها شركة "ألفابت". أن شركة "بورياليس" لديها أكثر من 20 ألف براءة اختراع، مقابل 500 براءة اختراع فقط لشركة "بروج".
استقالة الرئيس التنفيذي
تتساءل الإمارات العربية المتحدة عمّا إذا كان الرقم كافياً نظراً لأن قيمة "بورياليس" غير المدرجة قد انخفضت، وسط تكاليف الطاقة المرتفعة التي تضر بربحية شركات الكيماويات الأوروبية. وقال بعض الأشخاص إن أبوظبي منزعجة أيضاً من المطالب النمساوية بإدراج الشركة المندمجة في بورصة ثانية، قد تكون فيينا.
تأثر الاندماج المقترح أيضاً باستقالة الرئيس التنفيذي لشركة "بورياليس" توماس غانغل، أحد المدافعين عن الصفقة والذي ترك مجموعة "أو إم في" لينتقل إلى "ليبرتي ستيل" (Liberty Steel). بدأت الشركة النمساوية أيضاً في البحث عن قائد جديد لصفقة الاندماج، وخبراء لتقييم المعاملات المحتملة.
مع تحديد موعد الانتخابات الوطنية النمساوية في سبتمبر أو أكتوبر، فإن الصفقة تواجه ضجة سياسية. تعد شركة "أو إم في" أكبر جهة توظيف صناعية في البلاد، ويحاول السياسيون تجنب الأخطاء المكلفة. ومع ذلك، قال أشخاص مطلعون على تفكير أبوظبي إن كلا الجانبين يريدان الصفقة في النهاية على الرغم من المشكلات.
صفقة أساسية لـ"أدنوك"
تُعتبر الصفقة المقترحة أساسية لخطط "أدنوك" و"أو إم في" لتطوير أعمال الكيماويات العالمية، والتنويع بما يتجاوز النفط الخام والمنتجات المكررة. ويرى كبار المنتجين مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية المجاورة أن المواد الكيميائية تمثل معظم نمو الطلب على النفط في المستقبل حين يتراجع الطلب على الوقود.
كان لخطة الاندماج نصيبها من الانتقادات في النمسا. ويفضل جيرهارد رويس، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "أو إم في"، الإدراج المستقل لشركة "بورياليس" في فيينا. وقال "رويس"، الذي لا يزال يقدم المشورة للحكومة النمساوية من حين لآخر بشأن سياسة الطاقة: "ليست هناك حاجة لنمو حجم شركة بورياليس من خلال مثل هذا الاندماج".
ترتبط شركتا "بورياليس" و"بروج"، من خلال هيكل معقد، حيث ترتبطان من خلال اتفاقية ملكية مشتركة أبرمتها الشركتان الأم قبل أربع سنوات. وتمتلك أدنوك 25% في "بورياليس"، وحصة 24.9% في "أو إم في"، التي تمتلك بدورها 75% في "بورياليس"، فيما تمتلك الأخيرة 36% في "بروج".
أكملت "أدنوك"، هذا العام، شراء حصة في "أو إم في" من شركة "مبادلة للاستثمار"، وهي الصندوق السيادي لأبوظبي. وأزالت الصفقة إحدى العقبات في المحادثات، مما سمح لـ"أدنوك" بإجراء مفاوضات حول شركة تمتلك فيها حصة مباشرة.
سيتم التوصل إلى اتفاق بين الحكومات. وتعقد هذا الأمر بسبب الحرب في الشرق الأوسط والحملة الانتخابية في النمسا، مما يعني أن "أدنوك" وشركة "أو إم في" قد تضطران إلى الانتظار لفترة أطول لمعرفة من يجلس على الجانب النمساوي من الطاولة قبل أن تتمكنا من الإعلان عن الصفقة.