بلومبرغ
انتقد الرئيس الصيني شي جين بينغ "الحواجز التكنولوجية"، خلال زيارة لرئيس الوزراء الهولندي مارك روتي إلى بكين، وذلك في وقت تسعى الولايات المتحدة إلى تشديد القيود على مبيعات معدات صناعة الرقائق الإلكترونية للشركة الهولندية "إيه إس إم إل هولدينغ"
(ASML Holding) إلى الصين.
وقال شي، بحسب ما نقلته قناة (CCTV) الحكومية: "إنّ تعمّد إنشاء حواجز تكنولوجية وقطع سلاسل الصناعة والتوريد لن يؤدي إلا إلى الانقسام والمواجهة"، مضيفاً أن "التنمية المشروعة حق للشعب الصيني أيضاً، ولا يمكن لأي قوى أن تعيق وتيرة التقدم التكنولوجي في الصين".
اقرأ أيضاً: الصين تنتقد احتكار أميركا للتكنولوجيا مع تشديد بايدن للقيود
تأتي رحلة رئيس الوزراء الهولندي في وقت تواجه هولندا، وهي واحدة من أكثر الدول حول العالم التي تتمتع بالخبرة والآلات اللازمة لتصنيع أشباه الموصلات المتقدمة، ضغوطاً متزايدة من واشنطن لفرض حصار عالمي يهدف لعرقلة تقدم بكين في صناعة الرقائق. تُعد "إيه إس إم إل" شركة التكنولوجيا الأعلى قيمة في هولندا وأوروبا، وتمثل الصين أحد أكبر عملائها.
استجابة هولندية
دفعت الضغوط التي مارستها الحكومة الأميركية هولندا في الصيف الماضي إلى الإعلان عن خطط لمنع شركة تصنيع الرقائق من شحن بعض معدات الطباعة الحجرية إلى الصين. ويأتي ذلك بعد سنوات من منع "إيه إس إم إل" من بيع معداتها الأكثر تقدماً للدولة الآسيوية.
وعلى نحو مشابه التزمت الحكومة الهولندية الصمت إلى حد كبير عندما اتخذت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن خطوة أحادية الجانب تتمثل في تقييد تصدير معدات "إيه إس إم إل"، من خلال وضع قيود على بيع الآلات أجنبية الصنع التي تحتوي على أي أجزاء أميركية.
واضطرت شركة تصنيع الرقائق الهولندية وقتها إلى إلغاء بعض شحنات أجهزتها إلى الصين بناءً على طلب الإدارة الأميركية، وذلك قبل أسابيع من دخول حظر تصدير معدات تصنيع الرقائق المتطورة حيز التنفيذ في يناير الماضي، حسبما ذكر أشخاص مطلعون على هذه القضية لـ"بلومبرغ".
اقرأ أيضاً: هولندا تقاوم ضغوط أميركا لتقييد واردات معدات الرقائق للصين
وخلال العام الجاري، وجهت الولايات المتحدة ضربة أخرى، حيث يقول أشخاص مطلعون إن واشنطن تحث الحكومة الهولندية حالياً على منع الشركة من تقديم خدمة وإصلاح معدات صناعة الرقائق الحساسة التي اشتراها العملاء الصينيون، قبل وضع القيود على مبيعات تلك الأجهزة هذا العام.
حل وسط
استجابت لاهاي (مقر الملك والحكومة) ببرود لمساعي واشنطن الأخيرة، حيث كان الهولنديون يتحركون على أرضية وسط بين الولايات المتحدة والصين في المعركة المتصاعدة بينهما حول سلاسل توريد الرقائق على مستوى العالم. وتعد الصين أحد أكبر الشركاء التجاريين لهولندا.
وبينما يظل عالقاً بين الطرفين في خضم التوترات السياسية المتزايدة، استمر رئيس "إيه إس إم إل"، بيتر وينينك، بمقاومة القيود المفروضة على أعمال شركته في الصين. وقد أعلنت الشركة الهولندية مؤخراً عن زيادة كبيرة في إيراداتها من الصين قبل دخول القيود الجديدة حيز التنفيذ هذا العام.
اقرأ أيضاً: أكبر صانع أوروبي يستبعد تأثير محاصرة صناعة الرقائق الصينية على أرباح 2023
رغم ذلك، توترت العلاقات بين الصين وهولندا بسبب سلسلة من حوادث التجسس. ففي وقت سابق من هذا العام، قالت وكالة الاستخبارات الهولندية إنها كشفت عن محاولة مدعومة من الحكومة الصينية لاستخدام برامج ضارة بهدف التجسس على شبكة كمبيوتر تستخدمها القوات المسلحة الهولندية.
وفي العام الماضي، اتهمت "إيه إس إم إل" موظفاً سابقاً يقيم في الصين بسرقة معلومات سرية. وقد ذكر تقرير حديث لوكالة الاستخبارات الهولندية أن الصين "تشكل التهديد الأكبر" للأمن الاقتصادي للبلاد.