بلومبرغ
خفضت "تسلا" إنتاج السيارات الكهربائية بمصنعها في الصين، وفق أشخاص مطلعين على الأمر، وسط ضعف نمو مبيعاتها، واحتدام المنافسة بأكبر سوق للسيارات في العالم.
أصدرت شركة السيارات الأميركية في وقت سابق من الشهر الجاري تعليمات للموظفين بمصنعها في شنغهاي بخفض إنتاج مركبتي "موديل واي" (Model Y) و"موديل 3" (Model 3) السيدان -وهما الطرازان اللذان تصنعهما في الصين- على أن يُنفذ هذا الخفض من خلال تقليل وقت العمل عليهما إلى 5 أيام بدلاً من 6 أيام ونصف أسبوعياً على النحو المعتاد، وفق الأشخاص الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم لأنهم غير مخولين للحديث علناً.
وتعمل خطوط الإنتاج خلال مناوبتين يومياً، مدة كل منهما 11 ساعة ونصف، ولن يطرأ تغيير على ذلك.
بدأ خفض الإنتاج في وقت سابق من الشهر الجاري، بحسب الأشخاص، ولم يتلق العاملون تحديثاً واضحاً بشأن موعد عودة الإنتاج إلى المستويات المعتادة. كما لم يرد ممثلو "تسلا" على طلبات التعليق
اشتداد المنافسة في الصين
سجلت "تسلا" تراجعاً في الشحنات مقارنة بالعام الماضي، رغم ارتفاع المبيعات الإجمالية لسيارات الركاب في الصين خلال أول شهرين من 2024 بنسبة 17% مقارنة بالعام الماضي، وصعود مبيعات المركبات التي تعمل بالكهرباء، بما فيها السيارات الهجينة القابلة للشحن الخارجي والسيارات الكهربائية بالكامل، بنسبة 37.5% على أساس سنوي.
وتواجه مُصنعة السيارات التي يديرها إيلون ماسك منافسة ضارية متزايدة في الصين، ولا يقتصر التنافس على شركة "بي واي دي" الصينية فحسب، بل يمتد كذلك إلى مجموعة من مصنعي المركبات الكهربائية الآخرين الذين ينتجون مركبات أقل كلفة ومليئة بالتكنولوجيا، وبكميات كبيرة.
في الوقت الراهن، تعتمد "تسلا" في المنافسة بشكل أساسي على طرازين طرحتهما قبل 2020، وأجرت الشركة تحديثاً ضئيلاً على طراز "موديل 3" في العام الماضي، وتعديل طفيف على طراز "موديل واي" كذلك.
اقرأ أيضاً: توقعات بتباطؤ ازدهار السيارات الكهربائية في الصين 2024
في الوقت نفسه، يتراجع الطلب على المركبات الكهربائية في مناطق كبرى أخرى حول العالم مثل الولايات المتحدة وأوروبا. ورغم أن "تسلا" تنتج في مصنعها القائم على مشارف مدينة شنغهاي السيارات لتلبية الاستهلاك المحلي، إلا أنها تصدر آلاف المركبات كل شهر إلى دول أخرى في آسيا وأوروبا.
وأصبح عدد من خطوط الإنتاج بمصنع "تسلا" في شنغهاي -ومن بينها ورش إنتاج البطاريات- عرضة لتعليق العمل لمدة أطول، وفق أحد الأشخاص. كذلك أخبرت الشركة العاملين وبعض الموردين بالاستعداد لتمديد خفض الإنتاج طوال أبريل المقبل.ويُذكر أن الصين ستحتفل في مطلع أبريل المقبل بيوم كنس المقابر (Tomb Sweeping Day)، وهي عطلة عادة ما تتسم بفتور الاستهلاك أيضاً.
تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية
سلّمت "تسلا" 131812 مركبة خلال أول شهرين في 2024، ما يمثل تراجعاً بنسبة 6% عن الفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً للبيانات الصادرة عن جمعية سيارات الركاب الصينية. ووُجهت نسبة 53% فقط من الشحنات إلى السوق المحلية، رغم تخفيضات الأسعار التي تقوم بها "تسلا" منذ مطلع العام الجاري.
وتواصل "تسلا" تقديم حوافز للمشترين المحليين، بعد الإعلان من قبل عن زيادة سعر المركبات طراز "موديل واي"، في محاولة لتحفيز المبيعات قبل انتهاء الربع الأول من العام.
في غضون ذلك، يتباطأ نمو مبيعات المركبات الكهربائية في الصين بعد انسحاب الحكومة من حملة الترويج للقطاع التي استمرت على مدى عقد كامل، مع إنهاء الدعم الحكومي في أنحاء متفرقة من البلاد بنهاية 2022.
ومن المتوقع أن تشهد شحنات المركبات الكهربائية إلى التجار ارتفاعاً بنسبة 25% في العام الجاري، لتصل إلى 11 مليون وحدة، وفق جمعية سيارات الركاب الصينية، ورغم استمرار النمو، يعد ذلك تراجعاً عن نسبة 36% المسجلة في 2023، و96% في 2022.