الشرق
تشير أرصدة النفط إلى احتمال وجود شح في الإمدادات على مدار 6 أشهر متتالية، في الفترة بين مارس وأغسطس، وقد يترجم ذلك إلى زيادة في الأسعار، وفقاً لمذكرة صادرة عن شركة "أف جي إي" (FGE) الاستشارية في قطاع الطاقة.
يقترب سعر خام برنت من الوصول إلى 90 دولاراً للبرميل في الربع الثالث، ومن المتوقع أن تكون إمدادات أسواق النفط الخام "محدودة للغاية" في هذا الفصل، لكن ذلك يظل رهن توجهات صناع القرار في تحالف "أوبك+"، بحسب المذكرة.
تقدر بيانات العرض والطلب الصادرة عن "أف جي إي" ظهور عجز في المعروض خلال الربع الثاني، مقارنة بالفائض الذي شهدته السوق خلال الشهر الماضي، وذلك على إثر تمديد "أوبك+"لقيود الإنتاج حتى يونيو المقبل.
ومن المتوقع أيضاً أن تنخفض شحنات النفط المنقولة بحراً في الربع الثاني رغم تراجع عمليات تحويل مسارات الشحن بعيداً عن البحر الأحمر، التي يرجح وصولها إلى ذروتها في فبراير ومارس، وهذا يعني أن المخزونات البرية ستكون أفضل حالاً. أما بالنسبة لعام 2025، فقد تهبط الأسعار مجدداً حينها إلى متوسط 75 دولاراً للبرميل، حسب تقديرات "أف جي إي".
توجهات "أوبك+" وأسعار النفط
تأتي هذه التوقعات الصعودية للأسعار خلال الربع الثالث، بعدما مدد تحالف "أوبك+" تخفيضات إمدادات النفط حتى منتصف العام، في محاولة منه لتجنب فائض بالأسواق العالمية ولدعم الأسعار.
فالخفض البالغ حجمه حوالي مليوني برميل يومياً سيستمر حتى نهاية يونيو، وتنفذ المملكة العربية السعودية، قائدة المجموعة، نصف التخفيض المتعهد به.
اقرأ المزيد: بلومبرغ: "أوبك+" يمدد تخفيضات إنتاج النفط حتى يونيو
أدت الإمدادات الوفيرة من النفط إلى استقرار أسعار النفط العالمية بالقرب من 80 دولاراً للبرميل منذ بداية هذا العام، حتى في الوقت الذي أدى فيه الصراع في الشرق الأوسط إلى اضطراب الشحن البحري بالمنطقة.
عزوف ناقلات النفط عن البحر الأحمر
تؤثر مسارات الشحن التي تتخذها الناقلات كذلك على توقعات الأسعار، حيث أظهرت بيانات ملاحية تزايد عدد شركات الناقلات التي تبتعد عن البحر الأحمر، فيما غيرت عدة ناقلات مسارها، في وقت أدت الضربات الجوية الأميركية والبريطانية على اليمن إلى تفاقم الوضع شديد الاضطراب بالفعل في البحر الأحمر.
ويستهدف الحوثيون السفن التجارية منذ أواخر العام الماضي بهجمات تقول الجماعة إنها بغرض دعم الفلسطينيين في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وركزت الهجمات على منطقة مضيق باب المندب.
اقرأ المزيد: الاضطرابات في البحر الأحمر تُبعد ناقلات النفط وتعطل الإنتاج في أوروبا
اختار عدد من شركات الشحن في الأسابيع القليلة الماضية بالفعل تجنب منطقة البحر الأحمر بسبب تزايد المخاطر. لكن على الرغم من تحويل بعض الناقلات، يمكن القول إن اضطرابات سلسلة التوريد تركزت بشكل أساسي في قطاع شحن الحاويات منذ كثف الحوثيون هجماتهم على الممرات البحرية في ديسمبر.
وخلال الأيام الاخيرة، رفعت الصين عدد ناقلات النفط التي حجزتها لشحن الخام من منطقة الخليج العربي، في إشارة أخرى إلى أن أكبر دولة مستوردة للنفط في العالم تواصل زيادة وارداتها من المنطقة وسط اضطرابات حركة الشحن في البحر الأحمر، وهو ما قد يعطي دفعة إضافية للأسعار.