بلومبرغ
تسعى قطر لإبرام مزيد من صفقات الغاز في أوروبا وآسيا في ظل رهانها على استمرار نمو الطلب مع شروعها في مشروع جديد بمليارات الدولارات لتوسيع الصادرات.
تخطط الدولة الشرق أوسطية -التي تعد بالفعل واحدة من أكبر موردي الغاز الطبيعي المسال في العالم- لزيادة جديدة بنسبة 13% في طاقتها الإنتاجية السنوية بالإضافة إلى التوسع المعلن عنه سابقاً. وقال وزير الطاقة القطري، سعد الكعبي، إن النمو السكاني، خاصة في آسيا، سيدفع باتجاه ارتفاع الطلب توازياً مع التعافي الاقتصادي في جميع أنحاء العالم. وتابع أن البلاد تتطلع أيضاً إلى إبرام مزيد من العقود في أوروبا.
يأتي قرار ضخ المزيد من الاستثمارات في إنتاج الغاز في الوقت الذي تهدد فيه توقعات وفرة المعروض وتحوّل بعض الدول بعيداً عن الوقود الأحفوري مشاريع في أماكن أخرى. وقد يصل الطلب العالمي على الغاز إلى ذروته بحلول نهاية هذا العقد، وفقاً لبعض الجهات التحليلية، بما في ذلك وكالة الطاقة الدولية.
أهمية الغاز لاقتصاد قطر
تسلط مساعي قطر الضوء على أهمية الغاز بالنسبة للبلاد، إذ تعد صادرات الوقود أكبر مصدر للإيرادات مما جعلها بالفعل واحدة من أغنى الدول وساعدها في تعزيز نفوذها العالمي منذ أن بدأت بالتصدير قبل حوالي عقدين.
قال الكعبي في مقابلة يوم الأحد: "كنا نقول باستمرار إننا بحاجة إلى كثير من الغاز الطبيعي المسال. فنحن بحاجة إلى المزيد من الغاز للعالم، ونحتاج إلى مزيد من المنتجين".
ستضيف قطر 16 مليون طن إلى طاقتها الإنتاجية السنوية قبل نهاية هذا العقد، بالإضافة إلى التوسعة الجارية بالفعل والتي تبلغ 49 مليون طن سنوياً. ووقعت البلاد اتفاقية مدتها 27 عاماً مع شركة "تشاينا بتروليوم آند كيميكال كورب" (China Petroleum & Chemical Corp) ومع شركات أوروبية مثل "توتال" و"إيني" و"شل". ومع ذلك، تظهر بيانات "بلومبرغ إن إي إف" أن البلاد بحاجة إلى العثور على مشترين جدد للإمدادات المنتجة من حوالي نصف التوسع المستمر.
توقف تراخيص الغاز الأميركية
تأتي هذه الخطوة أيضاً في الوقت الذي أوقفت فيه الولايات المتحدة، أكبر منتجة للغاز الطبيعي المسال في العالم العام الماضي، إصدار تراخيص تصدير جديدة بينما تدرس تأثير ارتفاع الصادرات على المناخ والاقتصاد والأمن القومي.
بحسب الكعبي، فإن هذا القرار سيؤثر على صغار المنتجين الأميركيين الذين يعتمدون على تأمين اتفاقيات مبيعات طويلة الأجل لدعم الاستثمارات في مشاريع التسييل.
وأضاف: "لن يلجأ المشترون إلى هؤلاء البائعين طالما أن حكومتهم بإمكانها إيقاف عملية التصدير في أي لحظة. من الصعب جداً أن يكون لديك تخطيط طويل المدى في ظل هذا الوضع".
تراجع أسعار الغاز عالمياً
تراجعت أسعار الغاز الطبيعي في الأشهر الأخيرة، ويرجع ذلك جزئياً إلى اعتدال الطقس وضعف الطلب، فضلاً عن تلاشي أزمة الطاقة في أوروبا، ومن المتوقع أن تعمل مرافق إنتاج الغاز الطبيعي المسال الجديدة على تخفيف أي ضيق مستمر في السوق.
من جانبهم، قال محللو "غولدمان ساكس" إنه "رغم توسع قطر في سوق يحتمل أن تعاني من فائض في العرض، فإننا نعتقد أن المنطقة -وهي مورد الغاز الطبيعي المسال الأقل تكلفة في العالم- يمكن أن تستفيد من زيادة حصتها في السوق على المدى الطويل مع تعزيز الثقة في وارداتها".
ويرى الكعبي أن قطر معزولة عن التأثير الكامل لتقلبات الأسعار العالمية، مؤكداً أنه "إذا كان هناك تراجع، فسنكون قادرين على التعامل معه أكثر من الآخرين".