بلومبرغ
ارتفعت الأسهم الباكستانية للمرة الأولى في أربعة أيام، في حين استقرت السندات الدولارية والروبية إلى حد كبير، مع قرب تشكيل حكومة جديدة بعد تعيين شهباز شريف رئيساً للوزراء.
قفز مؤشر "كيه إس إي-100" (KSE-100) بنسبة 1.5% يوم الأربعاء، مُسجلاً بذلك أفضل أداء منذ أول يناير الماضي. صعدت معظم سندات باكستان المقومة بالدولار، حيث أغلقت السندات المستحقة في 2029 مرتفعة بمقدار نصف سنت إلى 81.2 سنت على الدولار، وفقاً للسعر الاسترشادي الذي جمعته "بلومبرغ".
رُشّح شهباز كرئيس للوزراء أمس الثلاثاء، والذي شغل المنصب سابقاً، ليقود الدفة مجدداً بعد أن تعهدت مجموعة منافسة بالدعم، منهيةً بذلك مأزقاً بعد أن أسفرت الانتخابات الوطنية الأسبوع الماضي عن تفويض منقسم. كان شريف، الذي عُين كرئيس للوزراء من 2022 حتى العام الماضي، حاسماً في تأمين خطة إنقاذ صندوق النقد الدولي للبلاد بقيمة 3 مليارات دولار، والتي من المقرر أن تنتهي في أبريل.
سينتهي القلق المبدئي عند تولي الحكومة الجديدة السلطة، وفقاً لما قاله أمجد وحيد، الرئيس التنفيذي في شركة "إن بي بي فند مانجمنت" (NBP Fund Management) في كراتشي، مضيفاً: "ستغيّر سوق الأسهم اتجاهها مع تشكيل الحكومة الجديدة، وستبدأ بالارتفاع تدريجياً".
ضغط كبير على الأسواق بعد الانتخابات
تعرضت الأسواق في باكستان لضغوط بعد الانتخابات غير الحاسمة التي أُجريت يوم الخميس مع ترقب المستثمرين لإدارة جديدة للإعلان عن سياسات تعالج الأزمة الاقتصادية في البلاد وخطط إنقاذ أخرى.
ارتفعت الأسهم مع دخول فترة الانتخابات، حيث كان "كيه إس إي-100"، المؤشر الأفضل أداءً من حيث القيمة بالدولار بين 90 مؤشراً رئيسياً تتبعها "بلومبرغ" منذ أواخر يونيو، عندما أبرمت البلاد صفقة صندوق النقد الدولي. كما كانت الروبية أيضاً من بين أفضل العملات أداءً في آسيا خلال هذه الفترة.
قالت ميمونة تنوير، رئيسة قسم الشركات والأفراد من أصحاب الثروات المرتفعة في "داود إكويتيز" (Dawood Equities): "من الواضح أن هناك حكومة ائتلافية أخرى قيد التشكيل، ما قد يؤدي إلى الاستقرار"، مضيفةً: "يجب أن تظل السندات المقومة بالروبية والدولار ثابتة مع تحسن عجز الحساب الجاري، كما أدى تحسن الاحتياطيات إلى تبديد جميع التكهنات بالتخلف عن السداد".
تحديات كبيرة في متابعة الإصلاحات
يعتبر بعض المستثمرين أن انتهاء الجمود السياسي يمكن أن يؤدي إلى إدارة غير مستقرة رغم ذلك. قد لا تكون الحكومة الائتلافية موحدة وقوية سياسياً، كما ستواجه تحديات في تحقيق الإجماع من أجل متابعة الإصلاحات الصعبة، لكن ضرورية، حسبما ذكرت وكالة "موديز إنفسترز سيرفسز" اليوم الأربعاء.
ستتركز مهمة الحكومة الجديدة الأولى على قيادة المفاوضات مع صندوق النقد بشأن برنامج قرض جديد.
تواجه باكستان مدفوعات ديون خارجية بقيمة 25 مليار دولار في السنة المالية التي تبدأ في يوليو، أي حوالي ثلاثة أضعاف احتياطياتها من النقد الأجنبي.
قال بلال خان، رئيس قسم مبيعات الأسهم المؤسسية في شركة "عارف حبيب" (Arif Habib) : يُرجّح أن تكون الإدارة ضعيفة، حيث ستواجه العديد من التحديات بدءاً من اليوم الأول"، مُضيفاً: "خلقت الانخفاضات هذا الأسبوع عبئاً يحتاج إلى بعض المحفزات الإيجابية لتجاوزه".