بلومبرغ
تفوقت توقعات شركة "ميتا بلاتفورمز" (Meta Platforms) لنمو إيراداتها في الربع الحالي على تقديرات المحللين، مما يشير إلى استمرار قوة سوق الإعلانات الرقمية.
قالت "ميتا" في بيان يوم الخميس إنه من المتوقع أن تصل الإيرادات إلى 37 مليار دولار في الأشهر الثلاثة المنتهية في مارس، مقارنة بتوقعات المحللين البالغة 33.6 مليار دولار، وفقاً للتقديرات التي جمعتها بلومبرغ.
كما أعلنت "ميتا"، مالكة "فيسبوك"، و"إنستغرام"، أنها ستدفع أول أرباح ربع سنوية لها على الإطلاق بقيمة 50 سنتاً للسهم، كما وافقت على إعادة شراء أسهم بقيمة 50 مليار دولار إضافية.
"ميتا" تبني مركز بيانات للذكاء الاصطناعي بـ800 مليون دولار
قفز سعر السهم 7.5% في التعاملات المتأخرة، ووصلت مكاسب السهم إلى 12% هذا العام حتى يوم الخميس، بعد أن تضاعفت قيمته 3 مرات تقريباً العام الماضي.
حذر المسؤولون التنفيذيون بشركة "ميتا" في أكتوبر من أن "حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي" يمكن أن تؤثر على الإيرادات في نهاية العام الماضي، وهو الربع الأكثر ربحية عادة، حتى عندما وضعت خطة إنفاق مكلفة لعام 2024.
الرهان على الذكاء الاصطناعي
في السنوات الأخيرة، عملت "ميتا" على تحقيق التوازن بين النفقات الضخمة على تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، مع ضمان استمرار نمو أعمالها الإعلانية الرقمية الأساسية. وبعد رؤية انكماش أعمالها لأول مرة في 2022، بذل الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ جهوداً لتغيير الشركة، وأطلق على 2023 اسم "عام الكفاءة" وألغى آلاف الوظائف.
تستثمر "ميتا" بمستويات قياسية في تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك توسيع أعمالها الإعلانية الأساسية من خلال تحسينات في استهداف الإعلانات والمحتوى الموصى به من قبل الذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية التي تحتاجها لتشغيلها. وفي الوقت نفسه، لم تتخل عن الجهود الرامية إلى بناء عالم الواقع الافتراضي.
وكافح زوكربيرغ لجذب المستثمرين في محاولته الأخيرة التي وضع فيها رؤية جديدة طويلة الأجل ومكلفة -للميتافيرس- وذهب إلى حد تغيير اسم الشركة من "فيسبوك" إلى "ميتا". الآن، بينما تنفق الشركة بسهولة على الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي، تعمل "ميتا" على تحسين الرهان للمساهمين من خلال توزيع أولى أرباحها والمزيد من عمليات إعادة شراء الأسهم.
"ميتا" تختبر 20 ميزة بالذكاء الاصطناعي لزيادة استخدام منصاتها
في العام الحالي، تخطط "ميتا" لإنفاق ما بين 94 مليار دولار إلى 99 مليار دولار، لتغطية التكاليف المرتفعة المرتبطة بالبنية التحتية، والتوظيف بشكل انتقائي في الأدوار الفنية الأعلى تكلفة، والتطوير في الواقع المعزز والافتراضي. وفي الربع الماضي، قالت الشركة إنها تخطط لدفع بعض الإنفاق على عناصر مثل عدد الموظفين الجدد والبنية التحتية حتى 2024.
تأتي نتائج أعمال "ميتا" في أعقاب تقارير من منافسين آخرين من شركات التكنولوجيا الكبرى، الذين فشلوا في تقديم دليل إلى وول ستريت على أن التركيز الشامل والمكلف على الذكاء الاصطناعي بدأ يؤتي ثماره بعد. أعلنت "ألفابت"، التي تحصل على الجزء الأكبر من إيراداتها من الإعلانات الرقمية، مثل "ميتا"، وتستثمر أيضاً بكثافة في الذكاء الاصطناعي، عن ضعف في أعمالها الإعلانية الأساسية على محرك البحث، مما أدى إلى تراجع أسعار أسهمها.
ومع ذلك، كان نهج "ميتا" في سباق الذكاء الاصطناعي مختلفاً عن أقرانها. في أغلب الأحيان، فهي تكشف عن الأبحاث أو نماذج اللغات الكبيرة، وهي التكنولوجيا التي تدعم روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ليستخدمها المطورون مجاناً. إذ تعتقد "ميتا" أن هذه الاستراتيجية المنفتحة ستساعد في تحسين التكنولوجيا بشكل أسرع.