بلومبرغ
تفاقمت عمليات القرصنة قبالة سواحل الصومال منذ أن هددت هجمات المسلحين الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، رداً على الحرب بين إسرائيل وحماس، الأمن البحري.
سجلت الدولة الواقعة في منطقة القرن الأفريقي خمس هجمات على السفن التجارية قبالة سواحلها منذ نوفمبر، حسبما قال حسن محمد أفراح، مدير الوكالة البحرية في الصومال، عبر الهاتف يوم الجمعة. تلك الأحداث وضعت حداً لفترة من الاستقرار ودفعت صناعة الشحن العالمية في 2022 إلى إعلان منطقة الساحل على المحيط الهندي "منطقة عالية الخطورة".
الحوادث الأخيرة شملت احتجاز رهائن في ديسمبر على متن سفينة "إم في روين" (MV Ruen) التي ترفع علم مالطا، ونجحت السفن الحربية الهندية واليابانية والإسبانية في إنقاذ أفراد طاقمها البالغ عددهم 18 فرداً. وكان هذا أول اختطاف ناجح لسفينة قبالة الساحل الصومالي منذ عام 2017، وفقاً للمنظمة البحرية الدولية.
ردت القوات البحرية الهندية مرة أخرى في 5 يناير، على حادث اختطاف على متن السفينة "إم في ليلا نورفولك" (MV Lila Norfolk) التي ترفع علم ليبيريا، عبر إرسال سفينة حربية وطائرات هليكوبتر، لتجد عند وصولها أن القراصنة قد فروا بالفعل. واشتبك جنود صوماليون مع خاطفين قبالة ساحل ولاية غالمودوغ الأسبوع الماضي بعد أن استولوا على سفينة تجارية يملكها رجال أعمال محليون.
توترات البحر الأحمر
قال علي وارسامي، قائد خفر السواحل في غالمودوغ: "طاردنا القراصنة الذين اختطفوا قارباً، وبعد بضع دقائق من المناوشات، نجحنا في استعادة القارب وتسليمه إلى أصحابه".
بالإضافة إلى الهجمات على السفن الكبيرة، اُستهدف ما لا يقل عن خمس سفن صيد إيرانية صغيرة خلال الأسابيع الأخيرة، وفقاً لشركة "كريسيس 24" (Crisis 24)، الاستشارية الدولية المتخصصة بقضايا الأمن.
ألقى أفراح باللوم في الزيادة الأخيرة لحوادث اختطاف السفن، على مغادرة السفن العسكرية الأوروبية المنطقة، وانشغال القوات الأميركية بالتهديد القادم من الحوثيين في اليمن. تحوّل سفن الحاويات التي كانت ستبحر عبر البحر الأحمر من وإلى قناة السويس مسار رحلاتها حول رأس الرجاء الصالح في الطرف الجنوبي من أفريقيا، وهو ما يضيف أسابيع من التأخير.
وأضاف: "القوات البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي التي تعمل على إبعاد القراصنة غادرت المنطقة، كما أن القوات البحرية الأميركية منشغلة أيضاً بالتوترات الراهنة في البحر الأحمر، ما تسبب في عودة ظهور القراصنة واستغلال الوضع".
في العام الماضي، مرت 28,082 سفينة على طول الساحل الصومالي، وفقاً لأفراح. وحذّر مجلس شركات الشحن في شرق أفريقيا، الذي يقع مقره في كينيا من أن استمرار عمليات القرصنة قد يزيد من التكاليف التي يتحملها الشاحنون ويعطل سلاسل التوريد مثل صادرات الشاي الكيني.