بلومبرغ
تراجعت أسعار الطاقة الأوروبية، لتهوي بالعقود المستقبلية للغاز الطبيعي إلى أدنى مستوى لها منذ ستة أشهر، إذ جلبت عاصفة جديدة في المحيط الأطلسي موجة دافئة في غير موسمها وعززت توليد طاقة الرياح.
وهوت العقود المستقبلية للغاز بنحو 6.4% إلى أدنى مستوى لها منذ يوليو. وانخفضت أسعار الطاقة خلال اليوم في ألمانيا وفرنسا إلى ما دون الصفر لعدة ساعات. وتتحول الأسعار إلى سلبية عندما يفوق العرض الطلب.
العاصفة تعزز طاقة الرياح
تعطل الرياح، التي جلبتها العاصفة "إيشا" وتضاهي الإعصار قُوةً، السفر عبر شمال أوروبا وتؤدي إلى انقطاع الكهرباء في بعض المناطق. ومع ذلك، فإن زيادة توليد الرياح تدعم إمدادات الطاقة في المنطقة بعد موجة البرد الأخيرة. وتشير بعض نماذج الأرصاد الجوية إلى طقس معتدل على غير العادة حتى أوائل فبراير.
تستفيد أوروبا من منشآت الطاقة المتجددة التي بلغت مستوى قياسياً العام الماضي، إلى جانب تخزين كميات هائلة من الغاز فضلاً عن شتاء معتدل نسبياً، باستثناء بعض موجات البرد. ومن المتوقع انخفاض الطلب على الغاز لأغراض التدفئة وتوليد الطاقة في ظل تحسن درجات الحرارة، مما يساعد على إبقاء أسعار الطاقة تحت السيطرة بعد ارتفاعها في الآونة الأخيرة.
إلغاء وتأخير بعض شحنات الغاز المسال الأميركية بسبب الطقس المتجمد
ارتفع إنتاج طاقة الرياح في بلدان الشمال الأوروبي إلى مستوى قياسي بلغ 25.723 ميغاواط، وفقاً لبيانات الشبكة التي جمعتها بلومبرغ. كما أن توليد الرياح في ألمانيا في طريقه أيضاً للوصول إلى مستوى قياسي جديد، متجاوزًا الرقم القياسي السابق المسجل قبل عيد الميلاد مباشرة، وفقاً لنموذج لبلومبرغ. وتظهر بيانات الشبكة أن إنتاج الرياح في المملكة المتحدة أقل من أعلى مستوى له في ديسمبر، لكنه لا يزال يغطي نحو 50% من إجمالي مزيجها من الطاقة في وقت مبكر من اليوم الاثنين، إذ يساهم الغاز بنحو 20% فقط.
تجاهل أزمة البحر الأحمر
قال محللا أبحاث الطاقة في "سيتي غروب"، أنتوني يوين وماغي شويتنغ لين: "أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا تراجعت بشدة لأن هذا الشتاء أكثر اعتدالاً إلى حد بعيد من المعتاد. ومن المتوقع تجاوز أوروبا هذا الشتاء بمخزون كاف من الغاز الطبيعي".
انخفضت أسعار الكهرباء إلى 14.88 يورو لكل ميغاواط في الساعة في ألمانيا في وقت سابق من اليوم الاثنين، وإلى 15.20 يورو لكل ميغاواط في الساعة في فرنسا، وفقاً للأسعار على بورصة "إبيكس سبوت" (Epex Spot)، ونزلت أسعار الغاز في اليوم التالي في المملكة المتحدة بنحو 5.3%.
أسواق الغاز الطبيعي تقلل من تقدير التوترات في البحر الأحمر
وهبط سعر تداول الغاز الهولندي القياسي لأقرب شهر استحقاق 4.7% إلى 27.10 يورو لكل ميغاواط في الساعة بحلول الساعة 10:35 صباحاً في أمستردام.
ويأتي هذا الانخفاض رغم أن التوترات في الشرق الأوسط لا تزال محتدمة، وهي المحرك الذي تسبب في ارتفاع أسعار الغاز في أكتوبر. وقال باتريسيو ألفاريز، محلل "بلومبرج إنتليجنس"، في مذكرة: "الغاز الأوروبي يتجاهل على ما يبدو خطر تصاعد الحرب بين إسرائيل وحماس، وإمكانية تحولها إلى صراع إقليمي واسع النطاق، بفضل المخزونات القوية والإمدادات الوفيرة والطلب الصناعي الضعيف".