بلومبرغ
أدت الاضطرابات التي تضرب الشحن في البحر الأحمر إلى الإضرار بسوق حبوب بن "روبوستا"، وهي المجموعة المتنوعة المستخدمة في صناعة القهوة سريعة التحضير، وقلَبت التدفقات المعتادة لهذه التجارة رأساً على عقب.
يتجنب مشترو بن "روبوستا" الشراء من فيتنام، أكبر منتج لها، بسبب ارتفاع تكاليف الشحن وأوقات السفر الأطول من المعتاد، ويسعون بدلاً من ذلك إلى تأمين المزيد من الإمدادات من البرازيل، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأن المعلومات خاصة.
أدت هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر إلى تعطيل ممر رئيسي لصادرات البن من فيتنام، مما أجبر العديد من ناقلات السلع على اتخاذ مسارات أطول. نتيجة لذلك، ارتفعت العقود الآجلة لـ"روبوستا" المتميزة لتسليم شهر يناير عن العقد التالي بأكثر من 30% خلال الشهر الجاري. يأتي ذلك بعد أن أدى النقص العالمي في الحبوب بالفعل إلى رفع الأسعار بنسبة 60% تقريباً في عام 2023، نتيجة الطقس الجاف الذي ضرب الدولة الآسيوية.
اقرأ أيضاً: "إل نينيو" تقفز بسعر بن "روبوستا" لمستويات قياسية
انتقال بعض حصص السوق إلى البرازيل
قال جون جودوين، كبير محللي السلع الأساسية في شركة "أروستريم" (.ArrowStream Inc): "أرى أن أزمة البحر الأحمر مع الجفاف في جنوب شرق آسيا تؤدي إلى انتقال بعض حصص سوق روبوستا العالمية إلى البرازيل بشكل دائم".
هذه ليست المرة الأولى التي تتعطل فيها تجارة "روبوستا" عبر منطقة البحر الأحمر. قبل عامين، تسببت السفينة التي عرقلت المرور في قناة السويس في قلب الأسواق رأساً على عقب.
في فيتنام، تراجعت شحنات شركة التصدير "فوك سينه" (.Phuc Sinh Corp) منذ اندلاع هجمات البحر الأحمر مع ارتفاع أسعار شحن البضائع المتجهة من آسيا إلى أوروبا، التي تضاعفت 7 مرات تقريباً لتصل إلى 4000 دولار لكل حاوية، وفقاً لرئيس مجلس الإدارة فان مينه ثونغ.
ومع ذلك، ففي حين أن صادرات البرازيل آخذة في الارتفاع، إلا أن البلاد غير قادرة على سد الفجوة التي خلفتها فيتنام، والتي تنتج أكثر من ثلث إمدادات "روبوستا" عالمياً.