بلومبرغ
يبين الانخفاض الحاد في عدد الناقلات التي تبحر عبر مضيق باب المندب الحيوي في البحر الأحمر أن الهجمات على السفن في المنطقة تؤدي إلى تعطل جديد في شريان رئيسي للتجارة العالمية.
حتى الآن هذا الأسبوع، دخلت حوالي 30 ناقلة فقط - بما في ذلك ناقلات النفط الخام والوقود - إلى المضيق الواقع في الطرف الجنوبي للبحر، وفقاً لبيانات تتبع السفن التي جمعتها بلومبرغ. ويعادل هذا تراجعاً بأكثر من 40% مقابل المتوسط اليومي خلال الأسابيع الثلاثة السابقة.
رغم أن باب المندب أقل شهرة من قناة السويس الموجودة على الطرف الآخر من البحر الأحمر، فإن المضيق الواقع بين اليمن وأفريقيا لا يقل أهمية عن القناة. وتُنقل كميات هائلة من النفط الخام والديزل والمنتجات النفطية الأخرى من الشرق الأوسط والهند من خلاله لتستكمل طريقها بعد ذلك إلى أوروبا. فيما تبحر ناقلات النفط الروسي إلى الهند والصين في الاتجاه الآخر.
تأثير أزمة البحر الأحمر على التجارة
تلقي أزمة البحر الأحمر بظلالها على التجارة العالمية، حيث تحولت سفن الحاويات بالفعل إلى الإبحار حول أفريقيا لتجنب المنطقة. وتعهد مسلحو جماعة الحوثي في اليمن بمواصلة استهداف السفن، رغم التحرك الأميركي لتشكيل قوة عمل بحرية دولية لحماية الشحنات.
100 سفينة شحن تتجنب البحر الأحمر بسبب التوترات الجيوسياسية
في أغلب الأحوال لا تقدم بيانات تتبع السفن معلومات تفصيلية حول كيفية تأثر التجارة بما يحدث في المنطقة. وتشمل الأرقام الخاصة بناقلات النفط والكيماويات السفن التي لا تحمل بضائع. وقد لا تُسجل بيانات سفن الشحن إذا أوقفت تشغيل معدات الإشارة "إيه آي إس" (AIS) الخاصة بها، وهو أمر يُسمح به لأسباب أمنية، وفقاً لما أوضحته مجموعة "بيمكو" (Bimco) الصناعية وغيرها من المؤسسات.
مع ذلك، توفر هذه البيانات لمحة مبكرة حول كيفية تأثر التجارة عبر المنطقة. وتشير بيانات التتبع من جهة منفصلة إلى الظاهرة نفسها، فعلى سبيل المثال، كانت السفينة "إس تي آي سوليدرتي" (STI Solidarity)، التي تحمل شحنة من المنتجات البترولية، تبحر باتجاه قناة السويس، ولكن بعدما ظلت متوقفة قبالة سواحل عمان لبضعة أيام، غيرت اتجاهها الآن نحو طريق رأس الرجاء الصالح.