بلومبرغ
وافقت شركة "نيبون ستيل" (Nippon Steel) على شراء شركة "يو إس ستيل" الأميركية مقابل 14.1 مليار دولار نقداً، في صفقة تهدف إلى إنهاء أشهر من حالات عدم اليقين بشأن مستقبل الشركة الأميركية المنتجة للمعادن.
تدرس شركة "يو إس ستيل" (US Steel)، وهي شركة أميركية رائدة في الصناعة تعود إلى أكثر من قرن، صفقات محتملة منذ منتصف أغسطس، بعد رفض عرض من منافستها "كليفلاند كليفس" (Cleveland Cliffs) مقابل 7.25 مليار دولار. أثار الإعلان بضعة أسابيع دراماتيكية في سوق الصلب، حيث أعلنت نقابة عمال الصلب المتحدين المؤثرة دعمها للرئيس التنفيذي "المشاكس" لشركة كليفس، بينما أدهش مشترٍ غير معروف الصناعة بعرض أكبر، قبل تراجعه المفاجئ بعد أيام.
حرب بايدن التجارية على الصلب تبرز تحولاً إلى الحمائية
ستدفع "نيبون" 55 دولاراً مقابل السهم نقداً، حسبما ذكرت الشركتان في بيان. تُعتبر هذه الصفقة علاوة بنسبة 142% على سعر سهم "يو إس ستيل" في يوم التداول الأخير قبل إعلانها عن المراجعة وكشفت "كليفس" أنها قدمت عرضاً. حيث قفزت أسهم الشركة بنسبة 28% في تداولات ما قبل السوق لتصل إلى 50.50 دولار.
تسعى "نيبون ستيل"، أكبر شركة منتجة في اليابان ورابع أكبر شركة منتجة في العالم، إلى تحقيق نمو في الخارج تعويضاً لسلسلة من التحديات التي تواجه عملياتها الحالية. ستمنحها هذه الصفقة موطئ قدم كبير في صناعة الصلب الأميركية، وخاصة سوق السيارات المربح حيث تُعد "يو إس ستيل" مورداً رئيسياً.
مصانع أكثر حداثة
ستنشئ الصفقة شركة عملاقة لصناعة الصلب مع مصانع تمتد من سلوفاكيا إلى أوساكا وبنسلفانيا. تسعى "نيبون" إلى إحراز نمو في الخارج في الوقت الذي تواجه فيه تحديات واسعة مع تباطؤ الطلب المحلي والضعف السريع في قيمة الين وزيادة المنافسة في جميع أنحاء آسيا. أغلقت الشركة مصاهر عديدة في اليابان بسبب ضعف الاحتياجات، حيث تتطلع إلى الاستثمار في الأصول الخارجية تحقيقاً للنمو في الوقت نفسه.
اتفقت الشركتان على أن تحتفظ شركة "يو إس ستيل" باسمها ومقرها الرئيسي، حسبما قالت في بيان يوم الإثنين. كما أكدت "نيبون" أيضاً احترامها لجميع الاتفاقيات التي أبرمتها شركة "يو إس ستيل" مع نقابة عمال الصلب المتحدة، والتي شددت مراراً وتكراراً أنها لن تدعم أي مزايدين أجانب.
أوروبا تدرس تمديد هدنة تجارة الصلب والألمنيوم مع أميركا
تعود جذور "يو إس ستيل" إلى عام 1901 عندما قام بيربونت مورغان (J. Pierpont Morgan) بدمج مجموعة من الأصول مع شركة "كارنيجي ستيل" (Carnegie Steel) التابعة لأندرو كارنيجي. شهدت الشركة تحولاً جذرياً خلال السنوات الأخيرة تحت قيادة الرئيس التنفيذي ديفيد بي بوريت، حيث تحول تركيزها الاستثماري بعيداً عن إنتاج المصاهر التقليدية للصلب من خام الحديد، نحو مصانع أكثر حداثة وأقل تلويثاً تعيد صهر المخلفات المعدنية بدلاً من ذلك.