ملياردير صيني يهز صناعة السيارات العالمية.. فماذا فعل؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
لي شوفو - المصدر: بلومبرغ
لي شوفو - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

هزَّ الملياردير الصيني "لي شوفو" صناعة السيارات بسلسلة من الصفقات اللافتة مع صانعي السيارات الأوروبيين التقليديين، التي جعلت من شركة "زي جيانغ غيلي هولدنغ غروب كو" Zhejiang Geely Holding Group Co قوة عالمية لا يستهان بها، في حين يضع "لي" أنظاره الآن على شركات التكنولوجيا الكبرى.

وأبرمت "غيلي" في أقل من شهر، اتفاقيات تعاون رئيسة مع الشركات المتخصصة في محركات البحث الثقيلة، مثل "بايدو إنك" Baidu Inc.إلى شركة التصنيع التايوانية "فوكس كون تكنولوجي غروب" Foxconn Technology Group " " شريكة "آبل إنك" Apple Inc ، وشركة "تينسينت هولدنغز ليميتيد" Tencent Holdings Ltd.

وشهد يوم الجمعة الماضي صفقة أخرى، ولكن هذه المرة مع شركة "فاراداي فيوتشير" Faraday Future، إذ وقَّع الطرفان على اتفاقية للتعاون في مجالي التكنولوجيا والدعم الهندسي.

منطق صفقات "لي"

وقد يبدو الأمر عشوائياً بعض الشيء، ولكن هناك منطق وراء صفقات لي، إذ تتعرَّض شركات صناعة السيارات التقليدية، مثل "غيلي"، إحدى أكبر الشركات المصنِّعة الصينية، للخطر. فمع تعهُّد الحكومات العالمية بحظر بيع سيارات البنزين الجديدة في غضون عقود، يجب على تلك الشركات التكيُّف مع ذلك. وأصبح تبني التكنولوجيا الصديقة للبيئة أمراً لا مفر منه، ويجب أيضاً اكتساب أرضية أفضل في المجالات الجديدة للتنقل الذكي، واتصالات التنقل.

وفي إشارة إلى مصطلح OEM الشائع الاستخدام بخصوص الشركات التي تصنع شيئاً ما ،قال بيل روسو، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "أوتو موبيليتي" Automobility الاستشارية: "إنَّ تحرُّكات "غيلي" ذكية، فهي لم تعد مجرد شركة لتصنيع المعدَّات الأصلية OEM، بل أصبحت مزوِّداً للحلول."

وقد دافع "لي" مراراً عن الشراكات والاندماجات كوسيلة لشركات صناعة السيارات، كي تجمع الموارد الخاصة بمبادرات الكهربة، والسيارات ذاتية القيادة. ولقد نجح "لي" في بناء إمبراطورية عالمية لصناعة السيارات على مدى العقود الثلاثة الماضية، وأصبح أكبر مساهم في "دايملر إيه جي" Daimler AG، واستحوذ أيضاً على "فولفو" Volvo في عام 2010، بالإضافة إلى شراء حصص في علامات تجارية أوروبية ذات إرث ضخم، مثل: "لوتس" Lotus، وشركات مثل "بروتون" Proton في ماليزيا.

وعند وصف رؤيته لشركة "غيلي"، يحب "لي" استخدام تعبير "التحالف الرأسي والأفقي" في إشارة إلى المصطلح السياسي المستخدم خلال فترة الممالك المتحاربة من التاريخ الصيني. وتوصي رؤيته بالتعاون بين الشركات في سلسلة التوريد نفسها، وكذلك الشراكات مع شركات متنافسة أيضاً.

وبمناسبة العام الجديد، قال "لي" في خطابه المنشور على حساب الشركة بـ"وي تشات" :WeChat "في عصر التغيير الكبير، كانت قوتنا المبتكرة لتقويض أنفسنا، وقوة إرادتنا لمواجهة الرياح والأمواج، وقوتنا القتالية للمضي قدماً بشجاعة، أسباباً وراء قدرتنا على التقدُّم. هذه هي قوة الدمج بين التكامل الرأسي والأفقي".

وكجزء من اتفاقيات التعاون، ستتعاون "غيلي" مع "بايدو "، و"فوكس كون"، و"فاراداي فيوتشير" على منصاتها المفتوحة المصدر، لكي تساعدها في بناء السيارات الكهربائية. كما ستشترك الشركة مع "تينسينت" في تطوير مقصورات القيادة الذكية، والتكنولوجيا الذاتية، وغيرها من العلوم التي ستساعد في رقمنة جميع جوانب إنتاج السيارات.

فكر في نفسك كـ"شركة"

وينظر روسو إلى شركة "فوكس كون" على أنَّها مورِّد تصنيع الإلكترونيات بالنسبة إلى شركة "غيلي"، في حين يمكن أن تساعد "بايدو" شركة "غيلي" في مهارات التكامل الأساسية اللازمة لصنع أجهزة اتصال ذكية، إذ يقضي الاتفاق مع "تينسينت" بإنشاء طبقة عليا تدير الخدمات المستندة إلى التطبيقات التي تستخدمها المركبات.

وقال: "من الذكاء أن تفكر في نفسك كشركة، وفي نوع الشركة التي تريد أن تكوِّنها."

ولا تعد "غيلي" شركة السيارات الوحيدة التي تعيد ترتيب أنفسها بهذه الطريقة، لأنَّ طريقة جني الأموال تتغير أيضاً بسبب تخلص صناعة السيارات من الوقود الأحفوري، واحتضانها للمزيد من التقنيات الصديقة للبيئة. وستحقق الشركات المزيد من الأرباح من خلال ابتكار وتزويد "العقول" بدلاً من الأرباح الآتية من طرق واقٍ معدني قد يؤثِّر عليها beating out a metal shell in which that nerve center can reside لقد تقلَّصت الهوامش الربحية في هذا العمل لسنوات بسبب المنافسة المتزايدة، والتقدُّم في أتمتة المصانع.

وشهدت الشهور القليلة الماضية عدداً قليلاً من إعلانات مماثلة شملت شركة "هايونداي موتور" Hyundai Motor التي أكدت ثم تراجعت عن بيان قالت فيه إنها تجري محادثات مع شركة "آبل إنك" Apple Inc. إلى توقيع صفقة تصنيع بين شركتي "فوكس كون" وبايتون ليميتيد Byton Ltd." الصينية الناشئة المحاصرة والمتخصصة في السيارات الكهربائية.

وسعت شركات التكنولوجيا الأخرى إلى التوسُّع في مجال القيادة الذاتية من خلال إقامة شراكات أيضاً. فلقد عملت "وايمو" Waymo، وحدة القيادة الذاتية التابعة لشركة "ألفابيت إنك" Alphabet Inc ، مع شركة "كرايزلر" Chrysler، في حين اختارت "أمازون دوت كوم إنك" Amazon.com Inc.شركة "ريفيان أوتوموتيف إنك" Rivian Automotive Inc للتعاون في مجال شاحنات التوصيل.

ووفقاً لشي جي، المحلِّل في شركة "هايتونغ إنترناشيونال سيكيوريتيز كو" Haitong International Securities Co، تتشابه البيانات المشتركة في قلَّة التفاصيل تقريباً، وندرة احتوائها على أية معلومات حول الشروط المالية، وفي حين تبدو أوراق علاقات الشراكة واتفاقيات التعاون نظيفة، إلا أنَّ هناك الكثير من الشكوك حولها.

وقال شي: "هناك تفاصيل غير واضحة مثل التكنولوجيا التي سيقدِّمها كل طرف ومن سيقود المشاريع. لسنا متأكِّدين من مقدار ما يمكن أن تتعلَّمه"غيلي" أو المدة التي قد يستغرقها هؤلاء الشركاء قبل اللجوء إلى مصنِّعي السيارات الآخرين، الذين قد يكون لديهم فهم أفضل لتصنيع السيارات."

تصنيفات