أسهم آسيا تتراجع مع انكماش التصنيع في الصين مجدداً

انخفضت الأسهم الآسيوية، حيث استمرت أحدث البيانات الاقتصادية من الصين في تسليط الضوء على الانتعاش الاقتصادي الهش.

تراجعت المؤشرات القياسية في هونغ كونغ والبر الرئيسي للصين بعد صدور بيانات التصنيع التي جاءت أقل من التقديرات. انكمش نشاط المصانع في الصين مرة أخرى في نوفمبر، بينما انكمش مؤشر قطاع الخدمات للمرة الأولى هذا العام، مما يشير إلى ضعف الزخم الاقتصادي في الأسابيع الأخيرة من عام 2023.

قالت ميشيل لام، خبيرة الاقتصاد الصيني في بنك سوسيتيه جنرال في هونغ كونغ، إن "الانخفاض في التصنيع جاء مخيباً للآمال بشكل خاص بالنظر إلى أن الظروف الموسمية كان يجب أن تكون مفيدة". وأضافت: "هذا يدل على أن انتعاش الطلب الخاص لا يزال هشاً للغاية؛ في حين أن التحفيز الحكومي لم يظهر بعد في البيانات”.

اقرأ أيضاً: انكماش نشاط المصانع والخدمات في الصين مع تعثر تعافي الاقتصاد

تحول مرتقب بسوق الصين

انخفضت الأسهم في اليابان وسط ارتفاع الين، وحافظت العقود الآجلة للأسهم الأميركية على مكاسب صغيرة في التعاملات الآسيوية بعد تداول مؤشر "إس أند بي 500" ومؤشر "ناسداك 100" التكنولوجي على انخفاض طفيف في الجلسة السابقة.

على الرغم من التحدي الاقتصادي الذي تواجهه الصين، بدأت حفنة من المستثمرين العالميين، بما في ذلك شركة "فيديليتي إنترناشيونال" (Fidelity International)، و"إنفيسكو" (Invesco Ltd)، في الرهان على حدوث تحول في أسواق الأسهم والائتمان الصينية. زار الرئيس الصيني شي جين بينغ شنغهاي للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، مما سلط الضوء على أكبر مركز مالي في الصين، حيث يبحث المستثمرون عن صناع السياسات لتعزيز معنويات القطاع الخاص المتراجعة وقطاع التكنولوجيا.

استقرت سندات الخزانة بعد ارتفاعها أمس الأربعاء. تأثر مستثمرو السندات مرة أخرى بتعليقات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، مما أدى إلى ارتفاع في نوفمبر وضع مؤشر الديون السيادية العالمية وديون الشركات على المسار الصحيح لأفضل شهر منذ عام 2008. كما تراجعت عوائد السندات الأسترالية والنيوزيلندية اليوم الخميس.

دعم الهبوط الناعم

قال أليكس وولف، رئيس استراتيجية الاستثمار في آسيا في بنك "جيه بي مورغان"، لتلفزيون "بلومبرغ": "إذا رأيت النمو مستمراً في التباطؤ التدريجي، فقد ترى بعض الارتفاع الإضافي في السندات أو مزيداً من الانخفاض في العوائد". وأضاف: "مع انخفاض سندات العشر سنوات بشكل عام إلى أقل من سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية، يمكنك أن ترى استمرار انخفاض العائدات حتى نهاية العام".

قدمت البيانات الدعم للهبوط الناعم للاقتصاد الأميركي. وقال بنك الاحتياطي الفيدرالي في أحدث تقرير "بيج بوك" صادر عنه إن النشاط الاقتصادي تباطأ في الأسابيع الأخيرة مع تراجع المستهلكين عن الإنفاق التقديري. وارتفع الناتج المحلي الإجمالي بأسرع وتيرة منذ ما يقرب من عامين، في حين تقدم الإنفاق الاستهلاكي بمعدل أقل قوة، وتم تعديل مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي - مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي - إلى مستويات أدنى.

تحركات النفط والدولار

وفي سوق العملات، كان الدولار أضعف مقابل بعض نظرائه في مجموعة العشرة. ارتفع الين الياباني لليوم الخامس ويحوم حول 147. من ناحية أخرى، انخفض النفط بعد تقدم لمدة يومين، حيث بدأ المتداولون في العد التنازلي لاجتماع رئيسي اليوم الخميس قد يشهد تمديد "أوبك+" أو تعميق تخفيضات الإنتاج. ولم يطرأ تغير يذكر على الذهب بعد ارتفاع استمر خمسة أيام.

وجاء الارتفاع في السندات بعد تزايد التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة بشكل أسرع مما كان متوقعاً في السابق. يعكس تسعير عقود المقايضات الآن توقعات السوق بأن البنك المركزي سيخفض بمقدار 25 نقطة أساس في مايو، مما يرفع التوقعات السابقة بشأن نسبة الخفض في يونيو.

اقرأ أيضاً: نمو الصين يفوق التوقعات بفضل تحسن الإنفاق الاستهلاكي

عكست هذه التحركات تعليقات رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، لوريتا ميستر، التي اقترحت أنها ستدعم تثبيتاً آخر لأسعار الفائدة في اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر. وفي الوقت نفسه، أعرب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، عن مزيد من الثقة في أن التضخم كان في مسار هبوطي. تعكس هذه التعليقات مشاعر المتحدثين باسم بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الثلاثاء، مما شجع مشتري السندات بشكل أكبر.

بيانات إيجابية لليابان

في الوقت نفسه، كان الإنتاج الصناعي الياباني في أكتوبر أقوى من المتوقع، في حين انخفضت مبيعات التجزئة لهذا الشهر أقل من التقديرات. في وقت لاحق من اليوم الخميس، سيتم إصدار بيانات التضخم والبطالة في منطقة اليورو، وكذلك إعانات البطالة الأميركية ومعامل انكماش نفقات الاستهلاك الشخصي.

وفي كوريا الجنوبية، لم تشهد الأسهم تغيراً يذكر، وحافظ الوون على انخفاضاته بعد أن أبقى البنك المركزي سعر الفائدة دون تغيير.

تراجعت أسهم شركة "أورجين إنرجي" (Origin Energy Ltd) المدرجة في أستراليا بعد أن قالت الشركة في بيان إن عرض الاستحواذ من "بروكفيلد أسيت مانجمنت" (Brookfield Asset Management) لم يكن في مصلحة المساهمين، مما قلل من الثقة في استمرار الصفقة.