بلومبرغ
يدرس الاتحاد الأوروبي إمكانية تمديد فترة الهدنة المؤقتة مع الولايات المتحدة، فيما يتصل بتجارة الصلب والألمنيوم، وهو احتمال سيساعد على الالتفاف على المفاوضات المعطلة وتفادي عودة فرض تعريفات جمركية على صادرات عبر المحيط الأطلسي تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار.
نظراً لاستئناف فرض التعريفات تلقائياً في نهاية السنة الحالية، فإن عملية التمديد ستوفر مزيداً من الوقت للتوصل إلى تسوية دائمة قبل إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية خلال 2024، بحسب أشخاص مطلعين على مايدور داخل التكتل الموحد.
استدامة الصلب والألمنيوم
تهدف المحادثات حول ما يسمى "اتفاقية التفاهم العالمي لاستدامة الصلب والألمنيوم" (Global Arrangement on Sustainable Steel and Aluminum) إلى تسوية النزاع الذي اندلع بفترة حكم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، عندما فرضت الولايات المتحدة الأميركية رسوماً جمركية على واردات المعادن الأوروبية، مشيرة إلى وجود مخاطر تتهدد الأمن القومي، والتي رد عليها الاتحاد الأوروبي بإجراءات عقابية. توصل الطرفان لهدنة مؤقتة خلال 2021 تنتهي آخر السنة الجارية.
أوضح الأشخاص الذين تحدثوا بشرط عدم الإفصاح عن هوياتهم، أن دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي اطلعوا على موقف المفاوضات الأسبوع الماضي، بما فيها الإجراءات اللازمة لتمديد فترة الهدنة. ذكرت الولايات المتحدة في السابق أن الطرفين ملتزمان بتفادي استئناف الرسوم الجمركية، وفقاً لما أفاد به تقرير "بلومبرغ" بوقت سابق.
تفاهمات مؤقتة
في إطار التفاهمات المؤقتة المتفق عليها قبل سنتين، فرضت الولايات المتحدة الأميركية حصص معدل التعريفة الجمركية المفرضة والتي تُطبق على المعادن عند تجاوزها حدوداً معينة، بينما جمد الاتحاد الأوروبي كافة تدابيره التقييدية. أوضح رئيس مفوضية التجارة في التكتل الأوروبي بوقت سابق أن ذلك أسفر عن موقف غير متوازن لصالح الولايات المتحدة الأميركية.
من المفترض أن تستند أنصبة أسعار التعريفة الجمركية إلى تاريخ التدفقات التجارية، لكن صرامتها تعني استمرار خضوع مستوى كبير من الصلب الأوروبي للرسوم وأن الشركات المصدرة في القارة مثقلة بأعباء روتينية.
ذكر أحد الأشخاص أن معالجة هذا الخلل حالياً يشكل جزءاً من المناقشات الجارية مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
إزالة التعريفات الجمركية
سيؤدي الإخفاق في إصلاح عدم التكافؤ لمواجهة الاتحاد الأوروبي لخيار إعادة فرض التعريفات الجمركية على البضائع الأميركية أو الالتزام بالوضع الحالي، ما يعني بذلك منحه تنازلاً لإدارة بايدن.
الهدف من اتفاقية التفاهم العالمي لاستدامة الصلب والألمنيوم، هو معالجة السعة العالمية الفائضة وانبعاثات الكربون من المعادن القذرة. أٌحرز قدر من التقدم بالنسبة لأول هدف من هذين الهدفين.
كما ستصبح هذه الاتفاقات مفتوحة لمشاركة الدول المشابهة من حيث منهجية التفكير. أوضح الأشخاص أن المحادثات لم تتقدم بطريقة كبيرة بعد فشل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في التوصل لاتفاق سياسي خلال قمة واشنطن الشهر الماضي والوقت ضيق مع الأخذ بالاعتبار مدى تباعد الجانبين.
كان الاتحاد الأوروبي يدفع الولايات المتحدة لتقديم مسار جلي لإزالة التعريفات الجمركية وأسعار التعريفة الجمركية، وبقيت هذه عقبة أساسية أمام إبرام اتفاق.
أشار الأشخاص إلى أن التكتل الموحد يريد من إدارة بايدن جعل أنصبة أسعار التعريفات الجمركية أقل صرامة بالنظر للعبء الذي تضعه على الشركات الأوروبية.