الأسهم الأميركية تسجل أطول سلسلة صعود متواصل في عامين

قاد صعود شركات التكنولوجيا الكبرى ارتفاع الأسهم الأميركية لتسجل أطول سلسلة مكاسب لها منذ عامين، وسط تجاهل المستثمرين للمحاولات الأخيرة من المتحدثين من أعضاء الاحتياطي الفيدرالي للتخفيف من حدة تفاؤل السوق الأميركية.

بعد سلسلة من التقلبات بين الصعود والهبوط خلال الساعة الأولى من التداول، سجل مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) ارتفاعاً لليوم السابع على التوالي مقترباً من مستوى 4,400 نقطة الرئيسي. ارتفع مؤشر "ناسداك 100" بنحو 1%، كما سجل سهم "مايكروسوفت" أعلى مستوى له على الإطلاق وسط صعود أسهم شركات البرمجيات السحابية.

واصل الدولار ارتداده. ارتفعت السندات بعد أن ألمح كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا هيو بيل إلى أن خفض أسعار الفائدة ربما يكون مطروحاً للنقاش في 2024. وانخفض النفط بأكثر من 4% ليستقر بالقرب من 77 دولاراً للبرميل.

توقعات متفائلة

يرى استراتيجيو "إتش إس بي سي هولدينغز" (HSBC Holdings) أن الأسهم العالمية تتأهب لتحقيق مكاسب تفوق 10% في 2024 إذا حوّل الاحتياطي الفيدرالي مسار سياسته النقدية ومَكَّن الاقتصاد من تجنب الركود. ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بمتوسط 13% ​​خلال الأشهر التسعة التي تلت آخر رفع لأسعار الفائدة في العقود الثلاثة الماضية، وفق سام ستوفال، كبير استراتيجيي الاستثمار في "سي إف آر إيه" (CFRA) ومؤلف كتاب "قواعد وول ستريت السبعة".

قالت سوليتا مارسيلي، كبيرة مسؤولي الاستثمار بالأميركتين لدى "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" (UBS Global Wealth Management): "الصعود الحديث للأسهم يتوافق مع وجهة نظرنا بأن تشاؤم المستثمرين كان مبالغاً فيه.. وبينما مازلنا نتوقع حدوث تقلبات بالأسهم على المدى القريب، نعتقد أن الظروف مهيأة لتحقيق عوائد إجمالية إيجابية على مدى الأشهر الستة إلى الاثني عشر المقبلة".

وقال فؤاد رزاقزادة، من "سيتي إندكس"، إن ارتفاع الأسهم جاء في أعقاب قائمة متزايدة من المخاوف المتعلقة بالاقتصاد الكلي، إذ دفع الارتفاع بعض المستثمرين للتساؤل عما إذا كانت الأسواق ستواصل تسلق "جدار القلق". فيما تقول لورين جودوين، من شركة "نيو يورك لايف انفستمنتس"، إن الاحتياطي الفيدرالي ربما انتهى من رفع أسعار الفائدة، لكنها تشعر بالقلق من أن الارتياح الذي نلاحظه في الأسواق هو مجرد "توقف في الطريق إلى الركود".

صعود رغم تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي

ارتفعت الأسهم حتى بعد أن أكد بعض مسؤولي البنك المركزي أن خفض التضخم بالكامل إلى هدف 2% هو محور تركيزهم الرئيسي. وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، إن صناع السياسة النقدية لم ينتصروا بعد في معركتهم ضد التضخم، وسوف يفكرون في المزيد من التشديد إذا لزم الأمر. وقال نظيره في شيكاغو أوستان غولسبي إن المسؤولين عن السياسة النقدية لا يريدون "الالتزام المسبق" بقرارات بشأن أسعار الفائدة.

قالت محافظ الاحتياطي الفيدرالي ميشيل بومان إنها لا تزال تعتقد أن البنك المركزي سيحتاج إلى رفع أسعار الفائدة لاحتواء التضخم، لكنها أضافت أن ارتفاع عوائد سندات الخزانة منذ سبتمبر أدى إلى تشديد الأوضاع المالية. ويرى المحافظ كريستوفر والر أن قفزة عائدات السندات الأميركية خلال الأسابيع الأخيرة كانت بمثابة "زلزال" لسوق السندات.

أوضح إيان لينجن، رئيس استراتيجية أسعار الفائدة الأميركية لدى "بي إم أو كابيتال ماركتس": "سنولي اهتمامنا بشكل خاص لرؤية صناع السياسات النقدية حول التحولات الأخيرة في الظروف المالية وما يمكن أن يعنيه انخفاض عائدات السندات لأجل 10 سنوات بنحو 50 نقطة أساس والصعود القوي في تقييمات الأسهم بالنسبة لمسار السياسة النقدية".

أقبل المستثمرون على السندات ذات العوائد الصفرية خلال هبوط سندات الخزانة في أكتوبر، في رهان على أن العائدات ستنخفض من أعلى مستوياتها منذ سنوات.

أُصدرت سندات خزانة بعوائد صفرية بحوالي 10.3 مليار دولار في أكتوبر، وهو ثاني أعلى إجمالي شهري مُسجَّل، حسبما أظهرت البيانات الصادرة عن وزارة الخزانة في وقت متأخر من يوم الاثنين. وتجدر الإشارة إلى أن الرقم الأعلى على الإطلاق كان بواقع 12.2 مليار دولار في أكتوبر 2018، بعد ارتفاع العوائد أيضاً.

تحركات أبرز المؤشرات:

• صعد مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.3% حتى الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك.
• مؤشر "ناسداك 100" ارتفع 0.9%.
• صعد مؤشر "داو جونز الصناعي" بنسبة 0.2%.
• تقهقر مؤشر مورغان ستانلي للأسهم العالمي بنسبة 0.1%.
• ارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.3%.
• صعدت "بتكوين" 1.7% إلى 35,614.85 دولار.