الشرق
توقعت وكالة "موديز" أن تنجح شركات الاتصالات الخليجية في اقتناص فرص استثمارية في السوق الأوروبية، خاصة في ظل بحث الشركات الإقليمية عن فرص التوسع داخل أوروبا وربما في أفريقيا وآسيا، بدعم من البيئة المواتية التي توفرها أسعار الأصول المنخفضة، خاصة في أوروبا.
أشارت "موديز" في تقريرها الصادر مؤخراً إلى أن النشاط المتزايد لصفقات الاستحواذ الخليجية بقطاع الاتصالات، والذي يتضح منذ عام 2022، يأتي بدعم من بيئة الاقتصاد الكلي المزدهرة في أسواق الخليج المحلية، والتي انعكست على الأداء المالي القوي للشركات وميزانياتها العمومية المزدهرة. وبحسب التقرير تحرص هذه الشركات على استغلال مواردها الكبيرة، وتنويع استثماراتها بعيداً عن الأسواق المعتمدة على النفط أو اقتصادات الأسواق الناشئة.
تراجع قيمة الأصول
ألمح التقرير إلى أن أسعار أصول القطاع المنخفضة حالياً، مما يعطي زخماً مناسباً لعمليات الاستحواذ، إذ انخفض مؤشر داو جونز العالمي لشركات الاتصالات 20% خلال العامين الماضيين، مقترباً من أدنى مستوى له خلال عقد.
ترى "موديز" أنه رغم ذلك، فإن فوائد الاستحواذ ستعتمد بشكل كبير على تحقيق التوازن بين نضج الشركات في أسواقها المحلية، ومن جانب آخر إمكانات النمو في المناطق الجغرافية الجديدة. وقد أثبتت الاستثمارات السابقة في الشركات الأفريقية والآسيوية حتى الآن نتائج مختلطة بسبب تقلبات العملة والاقتصاد الكلي والبيئة القانونية والتنظيمية التي لا يمكن التنبؤ بها في بعض الأحيان. ولذلك يحاول مزودو خدمة الاتصالات في دول مجلس التعاون الخليجي تحقيق التوازن بين البيئات الأكثر استقراراً وبعض إمكانات النمو في أسواق الاتصالات، بحسب التقرير.
السوق الأوروبية الأوفر حظاً
توقع التقرير أن تحظى أوروبا بأكبر قدر من فرص الاستحواذات المتوقعة، حيث وسّعت بالفعل شركات الاتصالات الخليجية من تواجدها في القارة لما توفره من ميزة تنوع الاستثمارات في بيئة مستقرة وآمنة.
قالت "موديز" إن أوروبا "تكمل البصمة الحالية للشركات الخليجية"، ومع ذلك، ألمحت المؤسسة إلى أن الحكومات الأوروبية ربما تتأنّى حيال الموافقة على الاستحواذات على أصول الاتصالات الاستراتيجية من قبل المستثمرين الأجانب، "وهو ما يجعل الاستحواذ على
حصص أقلية جوهرية خياراً جذاباً"، بحسب التقرير.
تؤكد الصفقات المعلن عنها مؤخراً هذا الاتجاه، ففي 2022 استحوذتe& الإماراتية على 14.6% في شركة "فودافون" البريطانية بقيمة إجمالية تبلغ 5.7 مليار دولار. وفي أغسطس 2023، وقعت شركة "e&" اتفاقية ملزمة مع شركة (PPF Telecom) للاستحواذ على حصة مسيطرة في أصولها في بلغاريا والمجر وصربيا وتركيا وسلوفاكيا مقابل 2.15 مليار يورو.
وعلى نفس المسار تسعى شركة stc السعودية، التي تتركز خدماتها بشكل كبير في سوقها المحلية بالمملكة، لزيادة حصتها إلى 9.9% في شركة الاتصالات الإسبانية "تليفونيكا" مقابل 2.1 مليار يورو. وكانت شركة الأبراج التابعة لها (TAWAL) قد استحوذت على ثلاث شركات أبراج في بلغاريا وكرواتيا وسلوفينيا في أغسطس 2023، بقيمة إجمالية تبلغ 1.2 مليار يورو.
ووفقاً لوكالة موديز فإن شركات الاتصالات الخليجية تتجه أيضاً نحو الاستثمار في التكنولوجيا الرقمية وقطاعات تكنولوجيا المعلومات بهدف تنويع استثماراتها وتعزيز نموها بالتوازي مع بيع الأصول غير الأساسية للاستخدام الفعّال لرأس المال.
ترى "موديز" أن مُشغلي الاتصالات في دول مجلس التعاون الخليجي يواكبون الاتجاه العالمي المتمثل في تصفية الاستثمارات في البنية التحتية للأبراج من الناحية النظرية، وهذا ينبغي أن يحقق الفوائد التشغيلية ويساعد على إطلاق القيمة النقدية للأصول مع تقليل نفقات التشغيل والإنفاق الرأسمالي، بحسب التقرير.