بلومبرغ
سجل صندوق الثروة النرويجي، البالغة قيمته 1.4 تريليون دولار، خسارة قدرها 2.1%، أي 34 مليار دولار، في الربع الثالث، بعد تضرر الأسواق المالية من مخاوف النمو العالمي.
خسر الصندوق، الذي يُعد أكبر مالك منفرد لشركات مدرجة بالبورصة في العالم، 2.1% في الأسهم، و2.2% على الاستثمارات ذات العائد الثابت، وفقاً لبيان صدر اليوم الثلاثاء.
بشكل عام، ورغم انخفاض كل فئات الأسهم، كان إجمالي عائدات الصندوق أعلى بقدر 0.17 نقطة مئوية عن المؤشر المرجعي الذي يقارن أداءه به، وكانت المرة السابقة التي سجل فيها الصندوق خسارة فصلية قبل عام.
وفي حوار، اليوم الثلاثاء، قال نائب الرئيس التنفيذي تروند غراندي: "يمكن التذرع بأسعار الفائدة المرتفعة طوال الفصل. كان أداء أسهم الطاقة هو الأفضل، فيما خفضت التكنولوجيا والسلع الصناعية والاستهلاكية الأرباح".
صعوبة السيطرة على الأسعار
تأتي الخسارة بعدما ساعدت أسهم شركات التكنولوجيا، ومنها "أبل" و"مايكروسوفت" و"إنفيديا"، على تحقيق عائد 10% للمستثمرين في النصف الأول من العام، في ارتفاع عن العام الماضي عندما ألقى التضخم المرتفع بظله على الأسواق العالمية. في أغسطس، قال الرئيس التنفيذي للصندوق، نيكولاي تانغين، إن التضخم ما يزال مشكلة، والحر والظواهر الجوية المتطرفة المرتبطة بتغير المناخ تجعل السيطرة على الأسعار مهمة صعبة.
اقرأ أيضاً: أكبر صندوق سيادي في العالم يشعل جذوة الطروح الأولية بأميركا
قال غراندي: "كنا نخرج من حقبة طويلة لأسعار الفائدة المنخفضة للغاية ووفرة السيولة. عندما تبدأ أسعار الفائدة الارتفاع، فهناك حاجة إلى إجراء بعض التعديلات على نماذج الأعمال المعتادة على أسعار الفائدة المنخفضة. في المدى القصير، هذا هو الاتجاه الذي يجب أن يسلكه الاقتصاد العالمي".
أُنشئ الصندوق، والذي يُعرف أيضاً باسم "نورغس بنك إنفستمنت مانجمنت" (Norges Bank Investment Management)، في التسعينيات لاستثمار إيرادات النرويج من النفط والغاز في الخارج، ويملك ما يقارب 1.5% من الأسهم على مستوى العالم، ويتتبع بشكل كبير مؤشراً مرجعياً يعتمد على الإطار القانوني الذي أقره البرلمان.
خسائر في الحيازات العقارية والبنية التحتية
قال غراندي: "حظينا بخمسة عشر أو عشرين عاماً من العولمة وزيادة التعاون بين الدول، وسلاسل الإمداد الأطول. لكن هذا يتغير في الفترة الحالية، فيكثر الحديث عن تخفيف المخاطر، وإسناد الإنتاج لجهات في الدول المجاورة، والعمل من المنزل. سيكون لذلك تداعيات على الشركات وربحيتها".
اقرأ أيضاً: أكبر صندوق سيادي في العالم يغلق مقر شنغهاي
طلب وزير مالية النرويج من الصندوق تقديم المشورة بخصوص ما إذا كان عليه إضافة الاستثمار الخاص إلى المحفظة الاستثمارية، وهو احتمال درسه الصندوق في 2018. وقال الشهر الماضي إن أداء استحواذات الاستثمارات الخاصة تفوقت بشكل ملموس على الأسهم المتداولة.
سجل الصندوق خسارة قدرها 3.3% في حيازاته العقارية غير المعروضة للبيع، فيما بلغت الخسارة في شركات البنية التحتية للطاقة المتجددة غير المدرجة 2.4%.
تكونت حيازات الصندوق في نهاية سبتمبر من 70.6% أسهم، و27.1% سندات، و2.2% في العقارات غير المعروضة للبيع، و0.1% في البنية التحتية للطاقة المتجددة.
كانت الحكومة قد أودعت 139 مليار كرونة (13 مليار دولار) في الصندوق في الفصل الثالث.