بلومبرغ
كثف البنك المركزي الصيني جهوده لتسريع التعافي الاقتصادي عبر ضخ المزيد من السيولة في الأسواق، إذ تظهر البيانات علامات مشجعة جديدة على زخم النمو في البلاد.
أضاف بنك الشعب الصيني صافي سيولة بقيمة 191 مليار يوان (26.3 مليار دولار) إلى النظام المالي من خلال قرض لدعم السياسة النقدية لأجل عام، اليوم الجمعة، بعد إعلانه أمس عن خفض جديد للاحتياطي الإلزامي لدى البنوك، وهي خطوة يمكن أن توفر سيولة بقيمة 500 مليار يوان، بحسب بعض التقديرات. كما ضخ المركزي الصيني 34 مليار يوان عبر قرض قصير الأجل مدته 14 يوماً.
في سياق متصل، حافظ البنك المركزي على سعر الفائدة التفضيلي على القروض متوسطة الأجل، سعر الفائدة الرئيسي، دون تغيير عند 2.5%، بعد خفض مفاجئ بمقدار 15 نقطة أساس الشهر الماضي.
بنك الشعب يستهدف الدعم المباشر
تشير عمليات ضخ السيولة النقدية المتلاحقة من جانب بنك الشعب الصيني إلى نية المسؤولين تعزيز زخم التعافي الاقتصادي، إذ أظهرت بيانات أغسطس بما في ذلك الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة مزيداً من علامات التحسن. يبدو أن أحدث خطوة للتيسير النقدي -والمؤشرات الاقتصادية الإيجابية- قد أنعشت الرغبة في تحمل المخاطرة بين المستثمرين، مما أدى إلى ارتفاع اليوان والعوائد على ديون الحكومة الصينية.
وقالت فرانسيس تشيونغ، محللة أسعار الفائدة في "أوفرسي-تشاينيز بانكينغ كورب"(Oversea-Chinese Banking Corp): "القروض متوسطة الأجل الضخمة إلى جانب السيولة الأكثر استدامة الناجمة عن خفض معدل الاحتياطي الإلزامي، من شأنها أن توفر دعماً قوياً للسوق.. كما يشير الحفاظ على معدل الفائدة على القروض متوسطة الأجل دون تغيير إلى أن تركيز السياسة النقدية يبتعد عن الفائدة، ويتجه إلى مزيد من الدعم المباشر من خلال الإنفاق المالي وضخ السيولة".
بوادر إيجابية
يعزز بنك الشعب الصيني ضخ السيولة مع ظهور المزيد من البوادر الإيجابية لدى ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إذ تظهر البيانات أن النشاط تسارع خلال أغسطس وسط طفرة السفر في الصيف، وعقب إقرار دفعة التحفيز، إلى جانب انتعاش الائتمان في الآونة الأخيرة، وتخفيف ضغوط انكماش الأسعار. قد يكون الهدف من الدعم التمويلي أيضاً هو تلبية احتياجات البنوك للوفاء بالطلب الموسمي الناشئ عن المتطلبات التنظيمية، فضلاً عن زيادة إصدار السندات الحكومية المحلية.
وفي عمليات السوق النقدية، يوم الجمعة؛ خفض بنك الشعب الصيني أيضاً سعر الفائدة على القروض قصيرة الأجل بمقدار 20 نقطة أساس. لا يشير خفض سعر الفائدة بالضرورة إلى تيسير جديد للسياسة النقدية، كونه يعتبر خطوة متابعة بعد خفض تكلفة القروض لمدة سبعة أيام بمقدار 10 نقاط أساس الشهر الماضي.
ارتفع اليوان 0.5% مقابل الدولار بعد نشر بيانات أغسطس، في حين ارتفع العائد على السندات الحكومية الصينية لأجل 10 سنوات 3 نقاط أساس إلى 2.65%.
وقال تشو هاو، كبير الاقتصاديين في "غوتاي جونان: "يبدو أن الاقتصاد قد وصل إلى القاع.. وأعتقد أن يتجاوز اليوان الصيني الأسوأ"، كما توقع أن يخفض صناع السياسات النقدية أسعار الفائدة بشكل أكبر، فضلاً عن طرح المزيد من الإجراءات الداعمة.