بلومبرغ
تعهدت الصين باتخاذ "الخطوات اللازمة" لحماية سلامة الأغذية والبيئة البحرية بعد أن حددت اليابان موعداً لبدء تصريف المياه المشعة المعالجة من موقع "فوكوشيما" النووي في المحيط الهادئ.
قال نائب وزير الخارجية الصيني سون ويدونغ في بيان: "هذا العمل ينقل بشكل صارخ خطر التلوث النووي إلى الدول المجاورة، بما في ذلك الصين والمجتمع الدولي.. إنه تصرف أناني وغير مسؤول للغاية. والصين تعرب عن قلقها البالغ ومعارضتها القوية".
أوضح أن بكين، التي انتقدت اقتراح اليابان ووصفته بأنه غير آمن وشككت في دقة نظام الاختبار الخاص به، "ستتخذ الإجراءات اللازمة بحزم لحماية البيئة البحرية وسلامة الغذاء والصحة العامة" إذا استمرت عملية تصريف المياه كما هو مخطط لها اعتباراً من يوم الخميس.
ذكرت قناة "إن تي في" أن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، الذي أكد أمس الثلاثاء خطة بدء تصريف المياه المشعة، يستعد للقاء رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ الشهر المقبل.
الصين: موقف اليابان باعتبارنا تهديداً لا يتناسب مع العلاقات
يمثل رد الصين تهديداً للمشتريات الزراعية والأطعمة البحرية من اليابان، التي بلغت قيمتها حوالي 278 مليار ين (1.9 مليار دولار) العام الماضي. أكدت هونغ كونغ، التي استوردت ما قيمته 209 مليارات ين تقريباً من السلع، اليوم الأربعاء أنها ستمدد قيود الاستيراد على منتجات المأكولات البحرية إلى الأعشاب البحرية من بعض المناطق.
تصريف المياه المشعة على مدى 30 عاماً
قالت شركة "جودينيا" (Godenya) الحائزة على نجمة ميشلان في هونغ كونغ في وقت سابق إنها ستبحث عن موردين للمكونات الرئيسية المستوردة بدلاً من اليابان، وستهدد القيود التجارية الجديدة بتقليص مبيعات الشركات المنتجة الرئيسية للمأكولات البحرية في اليابان.
تراجعت أسهم "ماروها نيشيرو" (Maruha Nichiro Corp)، التي تحقق حوالي 5% من الإيرادات من مناطق في آسيا خارج سوقها المحلية، و"نيشيموتو" (Nishimoto Co)، التي تحقق حوالي 8% من المبيعات خارج اليابان وأميركا الشمالية وأوروبا، بنسبة 0.9% خلال تداولات الاربعاء.
قفزت أسهم الشركات الموردة للمأكولات البحرية خارج اليابان. وارتفعت أسهم شركة "ساجو سي فود" (Sajo Seafood Co) ومقرها في كوريا الجنوبية 28%، كما ارتفعت أسهم شركة "داهو اكواكالتشرال" (Dahu Aquaculture Co) بنسبة 10% في الصين. واستفاد منتجو ملح البحر والمنتجات ذات الصلة من هذه الأخبار، بما في ذلك شركة "إنسان" (Insan Inc).
توجه المستهلكون في كوريا الجنوبية-حيث يعتبر ملح البحر مهماً في إعداد الكيمتشي- لتخزين البهارات قبل بدء تصريف المياه.
تستعد شركة "طوكيو إليكتريك باور" (Tokyo Electric Power Co) لبدء عملية تصريف حوالي 1.3 مليون متر مكعب من المياه المشعة-أي ما يعادل حجم حوالي 500 حوض سباحة أوليمبي- من موقع فوكوشيما خلال 30 عاماً على الأقل.
رغم معارضة بكين.. اليابان تبدأ إطلاق مياه فوكوشيما "المشعة" الخميس
تم توليد هذه النفايات (المياه المشعة) جزئياً أثناء عمل المنشأة على تبريد المفاعلات المحطمة في أعقاب الانهيار الذي وقع عام 2011 ويُصنف أنه أسوأ حادث ذري في العالم منذ تشيرنوبيل. رفض كيشيدا شكاوى الصين بشأن سلامة الاستراتيجية وأشار إلى مراجعة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مدى عامين وخلصت إلى أنه سيكون هناك تأثير ضئيل على الناس والبيئة.
بكين تستدعي سفير اليابان
سيعمل الإجراء الياباني على إزالة جميع العناصر المشعة تقريباً من المياه المستعملة باستثناء التريتيوم- وهو عنصر نظير للهيدروجين. يحتوي المحيط الهادئ على حوالي 8400 غرام من التريتيوم النقي، وسيضيف اقتراح اليابان حوالي 0.06 غرام كل عام، وفقاً لما ذكره نايجل ماركس، خبير النفايات المشعة والأستاذ المشارك بجامعة كيرتن في بيرث الأسترالية.
قال ماركس في بيان: "الكمية الضئيلة من الإشعاع الإضافي لن تُحدث أي فرق.. المأكولات البحرية التي يتم اصطيادها على بعد بضعة كيلومترات من منفذ المحيط تحتوي على إشعاع التريتيوم المعادل لقضمة واحدة من الموز".
انتقد سفير اليابان لدى الصين، هيديو تارومي، الذي تم استدعاؤه لإجراء محادثات مع نائب وزير الخارجية الصيني سون ويدونغ، بكين لتقديمها ما قال إنها ادعاءات غير مدعومة وعرض مواصلة المحادثات حول هذه المسألة. قالت وزارة الخارجية في طوكيو عبر بيان إنه من غير المقبول أن تشدد الصين القيود على المنتجات الغذائية اليابانية إذا لم تكن مستندة إلى أدلة علمية.
اتهم حزب الرئيس الكوري الجنوبي يون سيوك-يول، الذي لا يرى أي مشكلة في خطة اليابان، المعارضة في البلاد بتأجيج الاحتجاجات حول المسألة لإثارة المشاعر المناهضة لليابان.