بلومبرغ
علّقت الإمارات العربية المتحدة اعتماد إحدى المصافي الكبرى للذهب في البلاد بسبب مخاوف من وجود صلات مزعومة لأصحابها بغسل الأموال.
تم تعليق شركة "الإمارات جولد" (Emirates Gold DMCC) -التي تعمل في دبي منذ أكثر من 30 عاماً- من قائمة "معيار الإمارات للتسليم الجيد" الأسبوع الماضي، وفقاً لموقع إلكتروني حكومي. وحذفت لجنة السبائك، التي تترأس مجلس إدارتها وزارة الاقتصاد، المصفاة بسبب مخاوف من ارتباط مالكيها بغاسلي أموال مزعومين، وفقاً لأشخاص مطلعين على الدراسة تدعم القرار.
حذت جمعية سوق السبائك في لندن، التي تنظم سوق المعادن النفيسة في العاصمة البريطانية، حذوها اليوم الجمعة، وعلّقت عضوية الشركات المرتبطة بالمصفاة بعد مراجعة العناية الواجبة. وقالت إنها "تأخذ على محمل الجد أي خرق للقواعد" دون إعطاء تفاصيل.
وقال متحدث باسم "الإمارات جولد" في وقت سابق من الأسبوع الحالي إن الشركة تعمل وفق أعلى معايير القطاع فيما يتعلق بالتوريد المسؤول ومكافحة غسل الأموال، ولديها تاريخ طويل من عمليات تدقيق الامتثال لإظهار ذلك. مضيفاً أن أي أمور تتعلق بالسلطات تظل سرية.
مزاعم غسل الأموال
من جانب آخر، كشف أشخاص مطلعون على قرار الإمارات، أن اثنين من المالكين المستفيدين النهائيين لـ"الإمارات جولد" هم أقارب لرجلي الأعمال الزيمبابويين سايمون رودلاند، وهوارد بيكر. زعم فيديو وثائقي لـ"الجزيرة" في وقت سابق من هذا العام أن الرجلين متورطان في غسل الأموال بقطاع الذهب عبر الإمارات. ولم يُذكر اسم أي شركة تكرير محددة في البلد مرتبطة بهما.
ورداً على برنامج "الجزيرة" الوثائقي، نفى رودلاند تورطه في غسل الأموال، ولم يرد بيكر على القناة عندما طُلب منه التعليق.
لم يُرد على رسائل البريد الإلكتروني ومكالمات هاتفية أجرتها "بلومبرغ" لـ"رودلاند" وشركته "غولد ليف توباكو" (Gold Leaf Tobacco). كما تعذر الوصول إلى "بيكر" للتعليق.
رقابة صارمة
تعليق اعتماد إحدى أشهر شركات تجارة الذهب في الإمارات في وقت تحارب الحكومة أحد الممارسات غير القانونية المشتبه بها في هذا القطاع. تطبق الدولة الخليجية قوانين جديدة صارمة لمكافحة غسل الأموال، وتفرض غرامات كبيرة على الشركات غير الملتزمة.
أسست الإمارات قائمة "معيار التسليم الجيد" كمعيار للشركات الكبرى. وللحفاظ على هذا الاعتماد، يجب أن تخضع المصافي لعمليات تدقيق سنوية للتأكد من امتثالها لقوانين مكافحة غسل الأموال والتوريد المسؤول.
يُعتبر ضبط قطاع الذهب جزءاً من محاولة الإمارات لتحسين سمعتها المالية، بعدما أضافتها هيئة لمراقبة غسل الأموال العام الماضي إلى قائمة المتابعة. وصفت مجموعة العمل المالي، ومقرها باريس، صناعة الذهب في الإمارات على أنها سبب للقلق قبل إضافة الدولة إلى "القائمة الرمادية".
بيعت "الإمارات جولد" العام الماضي إلى تحالف يضم أقارب سيمون رودلاند وهوارد بيكر، بعد وفاة مؤسسها محمد شكرجي عام 2021، وهو تاجر معادن ثمينة وُلد في العراق، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
وتُعتبر الشركة واحدة من ثلاث مصافٍ فقط في الإمارات حاصلة على اعتماد "معيار الإمارات للتسليم الجيد"، ما يجعلها لاعباً رئيسياً بأكبر سوق للذهب في الشرق الأوسط. وتجدر الإشارة إلى أن مصافي أخرى بالدولة تستخدم برامج اعتماد مختلفة.