بلومبرغ
حصلت شركة "مايكروسوفت" على حكم قضائي بالمضي قُدُماً في صفقتها البالغة 69 مليار دولار لشراء "أكتيفيجن بليزارد" (Activision Blizzard Inc)، لتتغلب بذلك على محاولة من قبل لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية لعرقلة أكبر صفقة ألعاب على الإطلاق.
أصدرت الحكم القاضية جاكلين سكوت كورلي في سان فرانسيسكو، والذي يعني أن "مايكروسوفت" قد تغلق اندماجها مع "أكتيفيجن" قبل الموعد النهائي المقرر في 18 يوليو الجاري في جميع الأسواق، باستثناء المملكة المتحدة، التي رفضت الصفقة في مايو الماضي.
قالت "مايكروسوفت" إنها أبرمت صفقة للاستحواذ على "أكتيفيجن" من أجل إضافة ألعاب للأجهزة المحمولة - وهو مجال لا تحظى فيه بحضور تقريباً. تمتلك "أكتيفيجن" شركة "كينغ" (King)، صانعة لعبة "كاندي كراش". أضافت أن الاندماج سيصعد بها إلى المركز الثالث بين شركات ألعاب الفيديو عالمياً، وذلك بعد كلٍ من شركة "تينسنت" (.Tencent Holdings Ltd) الصينية، صاحبة لعبة "ليغ أوف ليدجندز" (League of Legends)، وشركة "سوني" (.Sony Corp) المنافسة ومنتجة الألعاب الإلكترونية.
صعود سهم "أكتيفيجن"
صعد سهم "أكتيفيجن" بـ6% بعد أنباء الفوز بالحكم القضائي، وتداول على ارتفاع بـ4.4% ليصل إلى 86.31 دولار عند الساعة 11:08 صباحاً في نيويورك. هبط سهم "مايكروسوفت" أقل من 1% إلى 330.06 دولار.
قال براد سميث، رئيس "مايكروسوفت": "نحن ممتنون للمحكمة في سان فرانسيسكو على هذا القرار السريع والشامل، ونأمل أن تستمر السلطات القضائية الأخرى في العمل من أجل التوصل إلى حل في الوقت المناسب. كهعدنا باستمرار خلال هذه العملية، فنحن ملتزمون بالعمل بشكل مثمر وتعاوني لتهدئة مخاوف الجهات التنظيمية".
من جانبها، قالت "أكتيفيجن" إن الصفقة ستفيد المستهلكين والعاملين بها. صرح بوبي كوتيك، الرئيس التنفيذي لـ أكتيفيجن" بأن الاندماج "سيمكّن المنافسة بدلاً من السماح للشركات المهيمنة على السوق حالياً بالاستمرار في سيطرتها على صناعتنا سريعة النمو".
رئيسة لجنة التجارة تجابه اندماج "مايكروسوفت" و"أكتيفيجن"
تهديد واضح للمنافسة
صرح دوغلاس فارار، المتحدث باسم لجنة التجارة الفيدرالية، عبر البريد الإلكتروني: "نشعر بخيبة أمل من هذه النتيجة، في ظل التهديد الواضح الذي يمثله هذا الاندماج لفتح المنافسة في مجال الألعاب السحابية وخدمات الاشتراك ووحدات الألعاب الإلكترونية. في الأيام المقبلة، سنعلن خطوتنا التالية لمواصلة معركتنا للحفاظ على المنافسة وحماية المستهلكين".
رفضت سكوت كورلي، في قرار المحكمة، الأمر التحذيري الأولي الصادر عن لجنة التجارة الفيدرالية، والذي سعت من خلاله اللجنة إلى عرقلة الصفقة على أساس أنها ستضر الشركات الأخرى. في جلسة استماع عُقدت خلال يونيو الماضي.
احتجت لجنة التجارة الفيدرالية بأن استحواذ "مايكروسوفت" على "أكتيفيجن" سيضر بالمنافسة لأن الشركة المندمجة سيكون لديها حافز لحجب العناوين الرئيسية، مثل لعبة إطلاق النار الأكثر مبيعاً "كول أوف ديوتي"، من وحدات التحكم المنافسة وخدمات الاشتراك.
ضبط عمليات الاندماج
جاءت الدعوى في إطار مسعى بذلته رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية لينا خان لضبط عمليات الاندماج بقوة، لا سيما تلك التي تقوم بها أكبر المنصات التكنولوجية. منذ أن عيّنها الرئيس جو بايدن على رأس اللجنة في يونيو 2021، أوقفت اللجنة عمليات الاندماج بين شركتي "لوكهيد مارتن" (Lockheed Martin Corp) و"آيروجت روكيتداين هولدينغز" (.Aerojet Rocketdyne Holdings Inc)، بالإضافة إلى محاولة "إنفيديا" (.Nvidia Corp) لشراء "أرم" الوحدة التابعة لـ"سوفت بنك غروب" (SoftBank Group Corp).
الحضور المحدود لـ"مايكروسوفت" في مجال الألعاب الإلكترونية للأجهزة المحمولة سوف يحظى بدفعة تحفيزية بعد ظهور عملاق التكنولوجيا في لعبتي "كاندي كراش" و"كول أوف ديوتي" اللتين تنتجهما "أكتيفيجن". تمثل ألعاب الأجهزة المحمولة القطاع الأسرع نمواً في صناعة الألعاب الإلكترونية، وتقدر قيمتها بنحو 92 مليار دولار - أي نصف سوق الألعاب عالمياً، وفقاً لشركة التحليلات "نيوزو" (NewZoo).
ومع ذلك، هناك مخاوف من جانب منتقدي الصفقة من أن "مايكروسوفت" سوف تستخدم هيمنتها الجديدة لإلحاق الضرر بمنافسين، مثل "سوني"، من خلال تقليص الوصول إلى عناوينها الرائجة أو نشر المزيد من الألعاب حصرياً على "إكس بوكس" والكمبيوتر الشخصي.