بلومبرغ
تعمل مصارف "وول ستريت" على مخاطبة مستثمرين دوليين للمشاركة بالطرح العام الأولي لشركة "سينجينتا غروب" (Syngenta Group) بتقييم 65 مليار يوان (9 مليارات دولار) في بورصة شنغهاي، بحسب أشخاص على دراية بالموضوع، بعد حصول الشركة الصينية العملاقة لإنتاج البذور على الموافقة من الجهات التنظيمية لأكبر عملية إدراج محتملة بالبورصة على مستوى العالم السنة الجارية.
أوضح الأشخاص أن مصارف تتضمن "سيتي غروب" و"إتش إس بي سي هولدينغز" و"جيه بي مورغان تشيس أند كو" و"يو بي إس غروب" تعمل على جلب مستثمرين أجانب من بين مشترين بارزين للاكتتاب العام. أضاف الأشخاص الذين طلبوا عدم الإفصاح عن هوياتهم لأن المعلومات غير معلنة، أن المصارف التي تقدم خدمات المشورة للاكتتاب تواصلت مع صناديق ثروة بمناطق تشمل أوروبا والشرق الأوسط لتحديد مدى اهتمامها.
إقناع المستثمرين
ترعى شركتا "تشاينا إنترناشيونال كابيتال" و"بي أو سي إنترناشيونال هولدينغز" (BOC International Holdings) للاكتتاب العام الخاص بـ"سينجينتا". في حين أن بعض المصارف الدولية ربما لا تحظى بمهمات رسمية، فعلى الأرجح تُكلف بأدوار محدودة متعلقة بالطرح إذا نجحت في إحضار بعض المستثمرين، كما أوضح الأشخاص.
أشار الأشخاص إلى أن النقاشات جارية وأن تفاصيل بيع الأسهم بما فيها تشكيلة المصارف قد تتغير.
امتنع ممثلون عن "سيتي" و"جيه بي مورغان" و"سينجينتا" و"يو بي إس" عن التعليق على الموضوع، بينما لم يرد ممثل "إتش إس بي سي" في حينه على طلبات للتعليق على الأمر.
ستحقق المشاركة بالطرح العام الأولي لـ"سينجينتا" (الذي يُحتمل أن يكون الأكبر حول العالم خلال السنة الحالية) نصراً كبيراً للمصارف العالمية التي كانت تحاول إحراز تقدم في سوق الأسهم الصينية التي تصل قيمتها إلى 10 تريليونات دولار على مدى أعوام. كشفت بيانات جمعتها بلومبرغ أن سوق الاكتتابات العامة المحلية هيمنت عليها المصارف المحلية وشركات الوساطة، التي احتلت المراكز الـ20 الأولى بتصنيفات المصارف الرائدة.
تعمل"سينجينتا "والشركة المالكة لها "سينوكيم" على الإدراج بالبورصة منذ 2019 على أقل تقدير، أي بعد سنتين من الاستحواذ على عملاق البذور مقابل 43 مليار دولار في أكبر صفقة استحواذ أجنبية للصين إلى حد الآن. أُلغيت جلسة استماع سابقة لمناقشة طلب من "سينجينتا " للطرح العام الأولي في مجلس "ستار" الذي يشبه شركة "ناسداك" في شنغهاي فجأة خلال مارس الماضي، ما شكل صدمة للمديرين التنفيذيين والمستشارين في "سينجينتا". سُحب الطلب وقُدم مرة ثانية مايو الماضي لإدراجها في بورصة التداول الرئيسية. وافقت بورصة شنغهاي الشهر الماضي على خطط الطرح العام الأولي.
صناديق الثروة
يمكن أن يساعد وجود مشترين كبار في تعزيز نجاح الطرح الأولي إذ من المعتاد أن يوافق هؤلاء المستثمرون على عدم بيع الأسهم لفترة زمنية محددة مقابل حصولهم على تخصيص مبكر ومضمون. تعتد صناديق الثروة السيادية، التي تنزع للدراسة المستفيضة للاستثمارات، أهدافاً أساسية للشركات التي تتطلع إلى حشد مشتركين لمبيعاتها للأسهم. بل تُعتبر مفضلة بدرجة أكبر في الصين حيث تشدد الجهات التنظيمية على أهمية تحقيق الاستقرار بالسوق.
سيعطي الطرح العام الأولي الضخم لـ"سينجينتا" دفعة للسوق المحلية الصينية إذ تتباطأ عمليات الإدراج على مدى الشهور الستة الأولى من العام الجاري. فقد هبط حجم صفقات الإدراج الحديثة في النصف الأول من السنة 14% بالمقارنة مع السنة السابقة، بحسب بيانات جمعتها بلومبرغ.
ذكرت الشركة في نشرة الإكتتاب الأولية أنها تعتزم استغلال العوائد في بحوث التكنولوجيا الزراعية المتطورة وعمليات الاستحواذ العالمية وسداد الديون طويلة الأجل علاوة على توسيع الأنطسة التجارية والتحديثات. صعدت مبيعات "سينجينتا" إلى 9.2 مليار دولار خلال الربع الأول من العام الحالي، وحققت عملياتها أداء قوياً لا سيما في الصين إذ قفزت المبيعات 26% مقارنة بسنة ماضية مسجلة 3 مليارات دولار.