بلومبرغ
منح قرار الصين فجأة خفض أحد أسعار الفائدة الرئيسية قصيرة الأجل، مديري الاستثمار فرصة لشراء السندات الحكومية، مجدداً بعد تقليص الحيازات كل شهر منذ بداية 2023.
تبدو الديون السيادية للصين جذابة مع تزايد الدلائل على أن المسؤولين سيبذلون مزيداً لدعم الاقتصاد، وفقا لـ"اتش إس بي سي آسيت مانجمنت"( HSBC Asset Management).
قال مصرف الاستثمار "بي إن واي ميلون إنفستمنت مانجمنت" (BNY Mellon Investment Management) إن تقديم مزيد من التحفيز المالي قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار السندات السيادية.
خفض بنك الشعب الصيني سعر إعادة الشراء العكسي لمدة سبعة أيام إلى 1.9% أمس الثلاثاء من 2%، وهو أول تخفيض منذ أغسطس 2022، مما عزّز التكهنات بأنه سيخفض سعر الفائدة الرئيسي على القرض لأجل عام غداً الخميس.
ارتفعت أسعار السندات الحكومية بعد القرار، مع انخفاض عوائد السندات لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى لها منذ سبتمبر 2022.
قال سانجاي شاه مدير الدخل الثابت لدى "إتش إس بي سي آسيت مانجمنت" في سنغافورة: "تستمرّ سندات الصين خلال التعاملات المحلية في الاستفادة من المسار التيسيري الذي ينفّذه بنك الشعب الصيني".
أضاف: "بالنظر إلى تراجع سعر صرف الرنمينبي خلال الآونة الأخيرة، نعتقد أنه يمثل بعض القيمة بالفعل، والصين من الأسواق الجذابة للغاية حالياً" مستخدماً اسماً آخَر لليوان.
انخفض العائد على سندات الصين القياسية لأجل 10 سنوات بمقدار خمس نقاط أساس أمس الثلاثاء عند 2.62%، من 2.84% في نهاية ديسمبر 2022.
يُتوقّع أن يمثّل تيسير السياسة النقدية أمس الثلاثاء الخطوة الأولى ضمن عديد من الإجراءات، سعياً من السلطات الصينية لتعزيز الاقتصاد المتعثر.
كما تدرس الصين تقديم حزمة أوسع من مقترحات التحفيز بهدف دعم مجالات مثل العقارات والطلب المحلي، حسبما قال أشخاص مطّلعون على الأمر لـ"بلومبرغ" الشهر الجاري.
ارتفاعات فائدة مناسبة
قال أنيندا ميترا، رئيس وحدة استراتيجية الاقتصاد الكلي والاستثمار في آسيا لدى مصرف الاستثمار "بي إن واي ميلون" (BNY Mellon) في سنغافورة: "يمكننا أن نشهد ارتفاعات مناسبة للغاية، حال تقديم بعض الحوافز المهمة على صعيد السياسات اعتماداً على مزيجها".
قال: "خفْض سعر الفائدة قصيرة الأجل لن يؤدي بحد ذاته إلى تغيير آفاق الاقتصاد الكلي للصين، بل يتعين أن يتزامن مع تيسير أكبر بكثير على صعيد السياسات المالية والقواعد التنظيمية". مع ذلك سأكون حذراً بعض الشيء بشأن أي ارتفاع قصير الأجل في عوائد السندات الحكومية حتى تصبح صورة التمويل أكثر وضوحاً.
قال ميترا إن مصرف "بي إن واي ميلون إنفستمنت مانجمنت" الذي يشرف على أصول بقيمة 1.9 تريليون دولار، لا يزال يتبنى موقفاً محايداً من الناحية التكتيكية بشأن ديون الصين -وهو مركز تمسك به طوال العام- رغم أنه قد يفكر في إعادة الأموال إلى السندات الصينية حال استمرار هبوط اليوان.
ضعف اليوان
أحد أسباب قلق المستثمرين الأجانب بشأن الاستثمار في الديون الصينية هو تراجع سعر صرف اليوان. أظهر مؤشر "بلومبرغ" للسندات السيادية بالعملة المحلية للصين أن الصناديق الأجنبية تكبدت خسارة 0.3% منذ بداية 2023، لتعكس مسار مكاسب سابقة بلغت 3.5% في منتصف يناير، وهي النتيجة السلبية التي تعكس تراجع اليوان.
انخفض اليوان في التعاملات بالخارج 0.3% أمس الثلاثاء إلى أدنى مستوى في سبعة أشهر عند 7.1789 أمام الدولار، مدفوعاً بتوقعات تقديم مزيد من التحفيز النقدي.
خفض المستثمرون الأجانب شراء السندات السيادية الصينية للشهر الرابع على التوالي في أبريل، وقلصوا مراكزهم مجتمعة 11.8 مليار يوان (1.6 مليار دولار)، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ".
دعم قطاع العقارات
تتوقع "بينبريدج إنفستمنت يورب" (Pinebridge Investments Europe Ltd) إقرار حوافز إضافية، بما في ذلك سوق العقارات التي تواجه مشكلات.
توقع أندرس فيرجمان رئيس قسم أدوات الدين السيادية بالأسواق الناشئة لدى شركة "بينبريدج" في لندن، الإعلان عن بعض الإجراءات التي تستهدف قطاع العقارات مباشرةً، قد تشمل تخفيف قيود شراء العقارات في المدن ذات المستوى الأعلى، الذي نعتبره إجراءً ضرورياً لدعم السندات العقارية ذات العائد المرتفع".
أضاف:"يمكن أن يساعد هذا الإجراء أيضاً على تنشيط الاقتصاد وجعل الأصول الصينية أكثر جاذبية على نطاق واسع مرة أخرى".