بلومبرغ
تراجعت "أرامكو" السعودية عن طرح عام أولي في الرياض لذراعها لتجارة النفط، وهي صفقة كانت ستعد واحدة من أكبر الاكتتابات في العالم هذا العام.
أبطأت شركة النفط المملوكة بأغلبها للمملكة بشكل كبير الأعمال التحضيرية للطرح في الأشهر الأخيرة، وفقاً لأشخاص طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنَّ المعلومات خاصة. قال أحدهم إنَّه لم يتم تحديد جدول زمني جديد للإدراج، والذي قد يتم تأجيله حتى العام المقبل ما لم يتحسن أداء السوق.
أفادت "بلومبرغ نيوز" في وقتٍ سابق أنَّ "أرامكو" كانت تخطط لإدراج الشركة التابعة أواخر 2022 أو مطلع العام الحالي، وفق تقييم لا يقل عن 30 مليار دولار. لكنَّها تلمس الآن أنه قد يكون من الصعب القيام بعملية طرح بمثل هذا الحجم الكبير في بورصة الرياض بالوقت الراهن، بحسب الأشخاص.
اقرأ أيضاً: أرباح "أرامكو" تتراجع 19% في الربع الأول متأثرة بانخفاض النفط
وأضافوا أنَّ عملاقة النفط السعودية ترغب بمتسع إضافي من الوقت لإتمام عملية التكامل بين وحدتها التجارية الرئيسية والذراع التجارية لأعمال التكرير في الولايات المتحدة "موتيفا إنتربرايزس" (Motiva Enterprises) قبل الشروع في طرح الشركة للاكتتاب العام.
كانت السوق السعودية، وهي عادةً إحدى أنشط الأسواق المالية في الخليج العربي بالاكتتابات العامة، هادئة للغاية هذا العام، وسط مخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي، في حين دخلت بورصات أخرى مثل أبوظبي إلى دائرة الضوء. ولم تجمع صفقات الطرح للاكتتاب العام في بورصة الرياض حتى تاريخه من 2023 سوى 72 مليون دولار، وهو الرقم الأقل منذ عام 2014، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ". فخلال الفترة المماثلة من العام الماضي؛ بلغت حصيلة الاكتتابات العامة ما يناهز 4 مليارات دولار.
"أرامكو" كانت تعمل مع بنوك من بينها "غولدمان ساكس" و"جيه بي مورغان تشيس" و"مورغان ستانلي" لدراسة الطرح العام المحتمل، وفق ما ذكره أشخاص مطلعون في وقت سابق. قال الأشخاص وقتها إنَّ المداولات جارية، ويمكن أن تتغير تفاصيل العرض. وامتنع ممثل عن "أرامكو" عن التعليق.
ارتفعت أرباح شركات تجارة النفط والغاز والوقود المكرر في الآونة الأخيرة. بلغت أرباح قطاع التجارة بشركات "بي بي"، و"شل" و"توتال إنرجيز" معاً 37 مليار دولار من الدخل التجاري العام الماضي، وفقاً لشركة "ستنافورد سي".
برغم ذلك، لم يُدرَج سوى عدد قليل جداً من أذرع تجارة الطاقة التابعة لشركات النفط العملاقة، التي لا تفصح عادةً بالكثير من المعلومات حول وحدات المتاجرة التابعة لها.
شركات التجارة التابعة لمجموعة "أرامكو" لم يكن لديها حماس كبير لخطة طرح أسهمها للاكتتاب عند الإعلان عنها، بحسب أشخاص مطلعين، إذ إنَّ شركات التجارة قد يكون لديها صفقات لا تسير كما تأمل، وتعوّضها أو حتى تحوّلها إلى أرباح في وقتٍ لاحق من السنة المالية، مما يجعل التدقيق الفصلي الذي تواجهه الشركات المدرجة تحدياً بالنسبة لها.